يا وطناً يغـمرُ روحـي بالأنوارْ
يا سِحْـراً يتغـلغـلُ في صُلـْـبِ الأحـرارْ
يا نغـماً خـبأني بين الريشةِ والأوتارْ
يا صوتاً يهمس في أذني بالأسـرارْ
يا سـرَّ الحـبِّ الجـارفِ كالإعـصارْ
يا تاجَ الرأسِ ويا شيخَ الأمصارْ
يا فرح العـيد ويا بشرى الأمطارْ
يا أرضا تتنفس في صدر الأشعـارْ
يا حـضنا يحـميني من غـضب النارْ
يا عـقدا طوقني بالأزهار وبالأقمارْ
يا برج السعـد الواقف دوماً كالأشجـارْ
يا قـُبلةَ شوقٍ تطبع قلبي فوق ترانيمِ الدارْ
أشهدُ أن لا وطناً إلا أنت
أشهدُ أن لا وطناً في العـالم يحـتمل البحـر الهـادر في صدري إلا أنتْ
أشهدُ أن لا وطناً يعـرف معـنى الأحـلام الوردية إلا أنتْ
أشهدُ أن لا وطنا يقدر أن يجـمع طوفاني في قصة عـشق إلا أنتْ
أشهد أني كنت صغـيرا أتهجـى اسمك في دفتر أيامي، وأعـانق ألوان العـلم الخـفّاقْ
في الأحـمر نارٌ للأعـداءِ، شموسٌ تخـترقُ الدنيا ودمٌ يحـمل نبضِ الأشواقْ
في الأبيض رائحـة ُ الفلِّ، براءة ُ أحـلامي، أشرعـة الماضي، فستانُ العـرس وحـواشي الأوراقْ
في الأسود كحـل بنات النور وليل الموال الرقراقْ
قد عـشت أعـانقُ فيك جـذوع النخـل ورمل البر وموج البحـر وكل تضاريس الفرحـة والحـيرة والدمعـة في الأحـداقْ
يا وطناً كم طوّح بي من شدّة عـشقي كالأرجـوحـة في الآفاقْ
أشهد أنك سيد هذي الأرض وأنك أجـمل ما قد خـلق الخـلاّقْ
أشهد أن لا وطنا قبلك أو بعـدك أو مثلك يسكن في الأعـماقْ
أشهدُ أن لا وطناً إلا أنتْ
تتلقفني في أرض الله الأرجـاءْ
وتمر قوافـلُ من عـطر فرنسا وبخـور الهند وطب الصين وتكثر في ذاكرتي الأسماءْ
وتمر نساء الأرض لتوقظ في نفسي الأهواءْ
يتغـير شكل العـالم من حـولي، لكني أرفض كلَّ الأشياءْ
إلا رائحـة تأتي من صوبك تحـيي الروح وتفسح للحـب الأجـواءْ
أتذكر أمي تدعـو لي بالخـير وبالتوفيق وبر الأبناء
أتذكر كل رفاق العـمر وما حـملوا لي من أنباءْ
أتذكر في الغـربة كل تفاصيل العـمرِ ِ،
وأعـرف كيف تغـيب ــ إذا ما غـادرتُـك يا وطني ــ الأضواءْ
أشهدُ أن لا وطناً إلا أنتْ
Bookmarks