علي عبدالله صالح .. رجل السياسة المحنك
عندما قضى على الناصريين الذين حاولوا الانقلاب عليه
نظر حوله فوجد الأحزاب التي كانت تعمل في الخفاء
كلها أحزاب مستوردة .. فخطر في باله أن يشكل حزبا
وطنيا تنضوي تحته ؛ بل وتذوب فيه كل التنظيمات السياسية
بأيدلوجياتها المختلفة .. فكان ميلاد " المؤتمر الشعبي العام "
بميثاقه الوطني خلاصة فكر خيرة علماء اليمن وساستها ..
و استطاع هذا التنظيم الوطني في فترة قصيرة أن يستقطب
أفضل النخب السياسية في اليمن .
و بعد ارتضاء الديمقراطية و التعددية الحزبية بعد الوحدة المباركة
استطاع المؤتمر الشعبي العام أن يكتسح الساحة السياسية بشعبية
تجاوزت الـ 80% مما أدى إلى نمو الحقد لدى الأحزاب ذات
الأيدلوجيات المستوردة .. وكانوا يقبلون بنتائج الانتخابات النيابية
و الرئاسية على مضض ، بسبب النسبة الهزيلة التي كانوا يحصلون
عليها ، و ظلوا يعملون سرا على تقويض النظام على انفراد أحيانا و في
تحالف مشوب بالحذر أحيانا أخرى - لأن الثقة بينهم كانت شبه مفقودة -
و لو كان باستطاعتهم التحالف مع الشيطان للانقلاب على الديمقراطية
لفعلوا ، و ظلوا يخططون في الخفاء مستغلين كل الظروف و الوسائل
المشروعة و الدنيئة ، و جاء الإعلام الحديث بوسائله المتطورة ليشكل
أساس صنع الفتن و صنع الانقلابات و استثارة عواطف كل الطبقات
في المجتمع ، فالإعلام المعاصر يخاطب كل فئة من الجمهور باللغة التي
يفهمها و هنا تكمن خطوة الإعلام في هذا العصر فإما أن يكون عامل بناء
و تنمية و تقدم ، وإما أن يكون معول هدم ، و من يريد السلطة من أصحاب
الأحزاب ذات الفكر المستورد ؛ ليس أمامه سوى الانقلاب و هدم كل ما بناه
سلفه ، هذا هو فكرهم المريض .
لم يكن هذا التآمر بخاف على فخامة الرئيس ، لكن تسامحه وطيبة قلبه
هو الذي أوصلنا إلى هذا الوضع المتأزم .
ونخلص في الختام إلى الحكمة المتجلية في فكر المواطن اليمني الأصيل
" علي عبدالله صالح " عندما أسس تنظيمه السياسي " المؤتمر الشعبي العام "
إلى أن المؤتمر هو حزب الأغلبية دائما شاء الآخرون أم أبوا ، و حزب الأغلبية
في أي مكان في العالم هو الذي يحظى بثقة الجماهير في الحكم .
و نذكر بأن الرئيس الأمريكي بوش الإبن فاز بفارق 15 صوتا على منافسه .
فأي ديمقراطية تريدون أيها الغوغائيون ؟؟
ــــــــــــ
Bookmarks