أراك
سرى طيفًا يداعب مقلتي في الصحو كالحلم
رؤى تنساب في ذهني، انسياب الروح في البدن..
أراك...
أراك
فلا أرى إلا انبثاق الحلم في الوسن
أراك ملامحًا زهراء في الآفاق ترتسم
- وودك - ما عرفت الحب إلا حين تبتسم
وطيفك ياحبيب الروح قد أودعته سكني
فعاش كما يعيش الدرّ في أصداف أعماقي
مغلّفة بأشواقي..
ونيران تلظت زادها التبريح اشعالاً
فكنت كمن يزيد النار إشعالا
فخذ من قيظها جمره
فلولا النار ما عاشت بنا فكره
ولا عاشت حضارات لها في الكون آثار
فأنت النور والنار
مزيجًا من معين الحب قد غذته أفكار
> > >
فهل تنساب روحي كانسياب الفكر في ذهني
لتحيا ذاتك السمحاء في أعماق أغواري
فأنت النور والنار
وأنت الكون ألحانًا وأشعارا
وأنت محط آمالي
وأحلامي...
بلا رؤيا... بلا أطياف...
(الشاعر الراحل الثائر الكبير
إدريس حنبلة.. من أهم شعراء
الثورة اليمنية، ومن أوائل أدباء
النضال ضد المستعمر البريطاني في عدن
وهو أحد أهم شعراء ثورة 14 أكتوبر
ويقول الشاعر إدريس حنبلة وهي يبارك ثورة
26 سبتمبر ويستبشر بالوحدة اليمنية
وذلك في العام 1962:
فجر شعورك زلزالا وبركانا
ودس على الظلم أشلاء وجثمانا
ودوها صيحة في الكون صاخبة
مات الطغاة وعاش الشعب سلطانا
مات الذين أجاز الله لعنتهم
في محكم القول إنجيلا وقرآنا
تحطم القيد لا تخش الهوان فقد
ولدت حرا وصرت اليوم إنسانا
يا ثورة هب من جرائها «نقم»
معانقا صنوه المحبوب «شمسانا»
تحية من صميم القلب صادرة
للثائرين من سمت أرواحهم شأنا
من خلدوا لتراث العرب مفخرة
تبقى مدى الدهر أجيالا وأزمانا"..
يقول الكاتب والمفكر عبدالملك الشيبابي
في مقالة له عن حنبلة:
(هو أحد أعلام اليمن وأبرز نخبها الثقافية والأدبية والنقابية
ومن صفوة رجالها الوطنية ومن روادها الأوائل
في القرن الميلادي الماضي.
وهو من القامات اليمنية الكبيرة وبحجم بلادنا اليمن كلها
وقد كان شاعرا فذا وأديبا أريبا وكاتبا موهوبا
وصحفيا قديرا ومثقفا كثير الاطلاع واسع الأفق
كما كان وطنيا بامتياز ومناضلا جسورا،
سخر ووظف قلمه وقدراته وملكاته وشعره ووقته وجهده
من أجل قضية شعبه ووطنه وفي سبيل يقظتها وحريتها
ولم يكن يخشى في هذا السبيل شيئا مهما كان الثمن
وهذا ما يفسر لنا كثرة أيام سجنه في عهد الاحتلال البريطاني.)
وفي في مقالة له يقول الكاتب فضل النقيب
عن الراحل حنبلة:
"كان إدريس حنبلة العدني بامتياز،
واليمني بامتيازين، والعروبي بثلاثة
وقد نذر نفسه للكل، روحاً هائمة معلقة
بنبض الناس، فمن ذا يستطيع لها دفاعاً؟
كان معلقاً من عرقوبه في كل أنواع
القضايا التي نذر نفسه لها،
ولم تكن بينها قضية تخصه، فهو منذور
للوطن وللآخر الإنسان، وللإجادة
والدأب وإشعال الحرائق في نفوس الشباب"..
رحمك الله أيها المناضل الكبير)
Bookmarks