قد يساعد غسول الفم على القضاء على بعض من البكتيريا، ولكن ما لم تتم إزالتها مادياً بشكل منتظم مرتين يومياً عن الأسنان واللسان بواسطة فرشاة الأسنان والخيط الطبي، فهي سوف تتزايد وتبدأ تفوح رائحتها. وفي الواقع، يجمع الخبراء على أن غسل الفم بواسطة الغسول وحده ليس الحل. فهو سوف يحجب المشكلة ولكن لن يجد لها حلاً بالضرورة. وتكون الخطوة الأولى بالنسبة الى أي شخص يعاني رائحة نفس كريهة مزمنة زيارة طبيب الأسنان الذي سوف ينصحه بإتباع روتين تنظيف مناسب للفم يشتمل على استخدام معجون للأسنان يحتوي على الفلوريد ومعالجة أية مشاكل كامنة. وقد يوصي طبيب الأسنان باستعمال غسول للفم مؤقتا. وإذا كنتِ تستخدمين غسولاً للفم، فمن الأفضل أن تبحثي عن واحد لا يحتوي على مادة الكحول.
ويذكر أن مركز أبحاث السرطان في بريطانيا يدرك المخاوف من احتمال وجود صلة بين سرطان الفم والاستخدام المنتظم لأنواع غسول الفم التي تحتوي على نسبة عالية من مادة الكحول. ورغم عدم وجود صلة حاسمة ونهائية ومع الضرورة لإجراء مزيد من الدراسات حول هذا الموضوع،
ويجادل مصنّعو غسول الفم قائلين إن مادة الكحول في غسول الفم لا تُستهلك، بل تتم قرقرتها في الفم قبل بصقها. ولكن هل هذا كاف لإحداث ضرر؟ يقول ستيمير: «عندما يشرب الشخص كوباً من النبيذ المحرم، تبقى مادة الكحول في الفم لمدة ثانية أو اثنتين مع كل رشفة. وتوصي بعض علامات غسول الفم بقرقرة الغسول في الفم لمدة 30 ثانية إلى دقيقة، مما يعني أنك تتعرّض للمادة المضرّة لفترة طويلة، وهذا ليس بالأمر الجيد».
إن استخدام غسول الفم لعلاج هذه حالة رائحة الفم الكريهة أمر شائع بين الناس، ولكنه غير مفيد لعدم احتواء هذه المحاليل على المضادات للبكتيريا المراد التخلص منها، مثل غسول "سكووب" و "لسترين"، فهذه المحاليل وحدها لا تستطيع علاج رائحة الفم نهائيا، بل إنها تغطي على الرائحة مؤقتة لشدة تركيز هذه المحاليل و سرعان ما تظهر الرائحة مرة أخرى. كما أنه في بعض الحالات نجد أن غسول الفم المكون من الكحول يمكن أن يزيد من سوء هذه الرائحة لأن مركب الكحول يؤدي إلى جفاف الفم.
أظهرت دراسة علمية حديثة دور محاليل غسول الفم، المستخدمة للتخلص من روائح الفم الكريهة، فى تصبغ الأسنان بشكل مؤقت.
وأجرى فريق ضم مختصين من وزارة الصحة البحرينية، دراسة بهدف تقييم فعالية محاليل غسول الفم، فى السيطرة على الرائحة الكريهة للفم.
وبحسب مختصين تعتبر الرائحة الكريهة للفم من المشكلات الصحية التى يشيع انتشارها بين الأفراد، إذ تصيب نصف السكان فى الدول المتقدمة، وهى تنجم عن تجمع البكتيريا فوق سطح اللسان، والتى تنتج مركبات الكبريت مثل "كبريتيد الهيدروجين"، لذا يلجأ الأشخاص إلى استخدام محاليل غسول الفم، التى إما أن تقوم بتزكية الأنفاس فتخفى الرائحة الكريهة للفم، أو أنها تقضى على البكتيريا المسببة لتلك الرائحة.
وتضمنت الدراسة مراجعة بيانات لخمس من التجارب التى صممت لاختبار تأثير محاليل غسول الفم، عند 293 شخصاً بالغاً، حيث تم تزويد بعض المشاركين بمحاليل غسول الفم، لتساعد فى القضاء على رائحة الفم الكريهة، فيما حصل البقية على محاليل زائفة، ليشكل هؤلاء عينة المقارنة.
وطبقاً لما توصل إليه الباحثون؛ نجحت محاليل غسول الفم التى تحوى مادتى "سيتيل بيريدينيم" و"كلورهيكسيدين"، فى التخفيف من الرائحة الكريهة للفم، إلا أن تلك التى احتوت على المادة الأخيرة ساهمت كذلك فى حدوث تصبغ مؤقت للأسنان واللسان - بشكل واضح- عند المشاركين من مستخدمى هذه المستحضرات.
ومن جانب آخر، أشارت النتائج إلى دور استخدام هذه المحاليل فى تغير حاسة التذوق عند الفرد، وبشكل مؤقت.
Bookmarks