بسم الله الرحمن لرحيم
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، إما بعد .
إليكم -أخواتي وأخواني- تلك الكلمات في موضوع كثير من الناس من ينساه في زحمة الحياة ، بالرغم من أنهم مقدمون عليه ، ولابد أن يتجرعون كأسه ، انه : الموت! لا يعرف الصغير ... ولا يميز بين الوضيع والوزير.. ولا يحابي صاحب النصب الكبير ...
آخي المسلم أختي المسلمة : هل خلوت يوما بنفسك فقلت لها : يا نفس انك (شيء) ، وقد قال الله تعلى : (كل شيء هالك إلا وجهة ) .
أخي أختي : (انه هاذم اللذات!) دعاك النبي *صلى الله علية وسلم * والى كثرة تذكره ! إذ يقول *صلى الله علية وسلم * ((أكثروا ذكر هاذم اللذات )) "رواه الترمذي والنسائي / صحيح النسائي:1832" .
أخي أختي : أليس من العجيب أن نودع كل يوم ميتا ! ثم لا يحرك ذلك قلبا ؟! ولا يثير خوفا أو فزعا ؟!
بل كأن الموت مكتوب على هذا المشيع وحده ! فكم هي هذه الغفلة القبيحة ! وكم هي كريهة وشنيعة ! انه عمى القلوب ! وما أسواه من عمى ... قال الله تعالى (فإنها لا تعمى الإبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) .
آخي أختي :إذا شغلتك الدنيا ! فتذكّر الموت.. فانك راحل ! ولن تجد لتلك النفس سوطا أشد عليها من تذكر الموت !
(( فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك وانتقالك من موضعك ؟! وإذا نقلت من سعة إلى ضيق ! وخانك الصاحب والرفيق ! وهجرك الخ والصديق ! وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر! وغطوك من بعد لين لحافك بتراب ومدر ! فيا جامع المال والمجتهد في البنيان ! ليس لك والله من مال إلا الأكفان ! بل هي والله للخراب والذهاب ! وجسمك للتراب والمآرب ! فأين الذي جمعته من المال ؟! فهل أنقذك من الأهوال ؟! كلا بل تركته إلى من لا يحملك ! وقدمت بأوزارك على من يعذرك )) "الإمام القرطبي ".
أخي اخطي : كم مضى من الدنيا ؟! وكم هلكت من أجيال وأمم ؟! كم من ميت من إخوانك وأحبابك أودعته في جوف الثرى ؟! كم مرة حدثتك نفسك انك قد تموت اليوم أو غدا؟! كم من العمر مضى وأنت تؤمل ؟! و إن! هل وقفت بك الآمال عند أملك ؟!
أخي أختي: تذكر ..ثم تذكر .. واليك للعبد رب هو ملاقيه ، وبيت هو ساكنه ، فينبغي له أن يسترضي ربه قبل لقائه ، ويعمر بيته قبل انتقاله إليه )"الإمام ابن القيم"
أخي أختي : كنوا على حذر !وهل يغني الحذر ؟ ما بقي أخي غير العمل الصالح فهو خير زاد .. وخير رفيق يوم المعاد .. وروضتك يوم الرقاد .. و أنيسك إذا تفرق عن قبرك العباد ..
"..وصلى الله على نبينا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم .."
Bookmarks