عن مستوى تنظيم بطولة خليجي عشرين وأشياء أخرى
عبد الرزاق الجمل ـ الحدث
المركز الإعلامي
رغم الزيارات الرسمية المتتالية للمركز الإعلامي بفندق مور كيور، والتي كان آخرها زيارة العميد طارق محمد عبد الله صالح واللواء الركن عبد ربه منصور هادي ووزير الإعلام الحسن اللوزي، للتعبير عن الاهتمام بأوضاع الإعلاميين، إلا أن المركز الإعلامي يشهد زحمة خانقة، وأكثر الصحافيين لم يجدوا أجهزة يعملون عليها، ويتحتم عليهم أن ينتظروا حتى ينتهي صحافيون آخرون من العمل، وهكذا.. والذي لا يمتلك جهازا محمولا "يسير يدور له بقرة تلحسه"..
إذا كان هناك أربعون مستخدما فسيقف خلفهم أربعون منتظرا، و"الوقت لا ينتظر" فبعد انتهاء كل مؤتمر صحفي لمدربي المنتخبات المشاركة، سيتوجب على كل الإعلاميين تغطيته فورا للوسائل التي قدموا لأجلها، لكن "في المشمش"..
الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الرسمية كانت قد تحدثت في وقت سابق عن تزويد المركز الإعلامي بأكثر من 300 جهاز كمبيوتر إلا أن ما هو موجود في هذا المركز الذي نتواجد فيه والمركز الإعلامي الآخر الذي في مبنى الملعب، لا يتجاوز الـ"100" جهاز..
صحيح بأن أكثر الإعلاميين المتواجدين يستخدمون أجهزة شخصية إلا أن عدم وجود أماكن لتوصيل أسلاك الشحن اضطرهم إلى استخدام أجهزة المركز..
إلى جانب مشكلة الازدحام وقلة الأجهزة هناك مشاكل إعلامية أخرى تتعلق بجانب الإدارة، فأكثر الإعلاميين المتواجدين لم يحصلوا على بطاقاتهم حتى الآن، من الإعلاميين المحليين والأجانب، رغم أن بعضهم تقدم بالطلب قبل فترة تزيد عن الشهر..
حول نوعية الاستعداد في المركز الإعلامي قال الإعلامي الرياضي أحمد الضامري للـ"حدث": من ناحية تقنية أعتقد أن المركز الإعلامي قد وفر لزملاء الحرف من ينبغي من أجهزة الحاسوب وربما تكون الأكبر في دورات الخليج (هكذا تحدث الضامري) أما من ناحية توفير المعلومة للصحافيين الرياضيين، خاصة الصحافيين الرياضيين المحليين، فإن هناك غيابا تاما لهذا الأمر ويعاني كثير من زملاء الحرف من مسألة التواصل مع أعضاء اللجنة المنظمة واللجنة الفنية ولجنة الحكام..
كما طالب الضامري اللجنة الإعلامية بتوفير نشرة يومية حول جديد البطولة وأن تتعامل مع الإعلامي المحلي في هذا الجانب كما تتعامل مع الإعلامي القادم من الخارج لأن المسألة لا تتعلق بكرم الضيافة بقدر تعلقها بالأداء الإعلامي الذي على الجميع أن يحصلوا لأجله على خدماته بشكل متساوٍ..
الصحافي في صحيفة الشرق الأوسط إبراهيم القرشي قال للحدث: " المركز كمركز إعلامي، التقنية الحديثة موجودة لكن ينقصه بعض الأمور، فعلى سبيل المثال إذا أردت التواصل مع أحد أعضاء المركز ستحتاج وقتا طويلا للبحث عنه ثم لن تجده بعد ذلك وإذا وجدته لن يفيدك ولن يقدم لك أية خدمات..
وحول ما وفره المركز من أجهزة قال القرشي "يمكنك أن تشاهد بعينيك الآن، هناك أكثر من ستين شخصا ينتظرون أن تفرغ الأجهزة ليستخدموها.. إلى جانب هذا الأمر، ابحثي لي الآن عن اللجنة الإعلامية، لن تجدها ولن تعرف من المسئول بالضبط، أحمد الحطامي كلمته قبل قليل، وفي الأمس بعثت له خطابين بخصوص البطاقات ثم يأتي في نهاية المطاف ليقول لك لا أدري أين ذهبت الأوراق.. مضيفا:"ما وجدناه من اللجنة الإعلامية، مؤسف للغاية"..
إلى الملعب
بقيت الحافلة التي تقل بعض الإعلاميين عالقة في البوابة لمدة ساعة إلا ربع، بسبب الازدحام الخانق والتدافع أمام البوابة الخارجية لحوش الملعب، ولم تتمكن من الدخول إلا بعد أن طالب المسئولون عن البوابات الجماهيرَ بالتوجه إلى بوابة وأخرى، وهذا الأمر تطلب وقتا إضافيا أيضا.. مشكلة الخروج من بوابة الملعب كمشكلة دخولها وربما أكثر..
كان علينا أن نتجه إلى البوابة التي خُصصت لدخول الإعلاميين، لكنها لم تكن مخصصة، لفي الواقع، لدخولهم، رغم وجود لوحة إرشادية مكتوب عليها بالخط العريض "بوابة دخول الإعلاميين".. لقد دخل الإعلاميون من بوابة أخرى زرافات، وزرافات أيضا..
من يقفون على البوابات لا يفرقون بين إعلامي ومشجع، الكل واحد "لا فرق لمشجع على إعلامي إلا بجهل هؤلاء بأن هذا مشجع وهذا إعلامي"..
في الملعب
المكان الوحيد الذي لم يكن شاغرا هو الرصيف الذي يقع خلف دكة احتياط اللاعبين، وعلى بعد عشرة أمتار منها، لكن المسئول عن تنظيم تلك المنطقة كان رافضا لبقائنا فيها ولم يكن يهمه، بطبيعة الحال، أن يتواجد إعلاميون لتغطية البطولة من عدمه، كما لم يكن يهمه، تماما، وجود مكان آخر نتواجد فيه من عدمه..
هناك منصة مخصصة للإعلاميين بجوار المقصورة الرئيسية كانت مخصصة لأناس لا علاقة لهم بالإعلام أو الإعلاميين اضطروا في النهاية أن يطلبوا منا التوجه إليها لنقف طوال الشوطين في الممر الذي يفصل هذه المنصة وعلى درجات المصعد "السُّلم" وعلى جنبات الكراسي، وكأننا "رُباح" أي أن الخدمات المقدمة للجمهور ستكون خمسة نجوم مقارنة بوضعنا..
المركز الإعلامي الذي في مبنى الملعب ضيق للغاية، حتى خدمة "الوير لس" وضعوا لها "كلمة سر".. ربما تتساءلون: ما الداعي لذلك ولماذا لم يفعلوا الأمر ذاته في المركز الإعلامي الذي في فندق مور كيو، هل هي الخشية من البطء في خط النت الذي قد يسببه هذا الحضور الجماهيري الكبير، ومن قال بأن هؤلاء سيستخدمون أصلا؟!!!..
جميع هذه الأخطاء يمكن تلافيها بقليل من التنظيم، وما بقي في عمر البطولة أكثر مما مر، والعمل على تجاوزها أجدى من التجاوز.
Bookmarks