بان الخليط، ولو طوعت ما بانا،
و قطعوا من حبال الوصل أقرانا
قد كنت في أثر الأظعان ذا طرب
مروعا من حذار البين محزانا
يا رب مكتئب لو قد نعيت له
باك، وآخر مسرور بمنعانا
لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا
أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا
كصاحب الموج إذ مالت سفينته
يدعو إلى الله أسرارا وإعلانا
يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله
أو ساقيا فسقاه اليوم سلوانا
أو ليتها لم تعلقنا علاقتها؛
غدر الخليل إذا ماكان ألوانا
هلا تحرجت مما تفعلين بنا؛
يا أطيب الناس يوم الدجن أردانا
ما كنت أول مشتاق أخي طرب
هاجت له غدوات البين أحزانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيمنى
لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني
وكاد يقتلني يوما ببيدانا
وكاد يوم لوى حواء يقتلني
لو كنت من زفرات البين قرحانا
لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت
أسباب دنياك من أسباب دنيانا
ما أحدث الدهر مما تعلمين لكم
للحبل صرما ولا للعهد نسيانا
أبدل الليل، لا تسري كواكبه،
أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
يا رب عائذة بالغور لو شهدت
عزت عليها بدير اللج شكوانا
إن العيون التي في طرفها حور،
قتلننا ثم لم يحيين قتلانا**
يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به،
و هن أضعف خلق الله أركانا
يا رب غابطنا، لو كان يطلبكم،
لا قى مباعدة منكم وحرمانا
أرينه الموت، حتى لا حياة به؛
قد كن دنك قبل اليوم أديانا
طار الفؤاد مع الخود التي طرقت
في النوم طيبة الأعطاف مبدانا
(أبيات مختارة من قصيدة شهيرة لجرير..
وربما هي الوحيدة للشاعر في الغزل، لكن
النقاد اختاروا أحد أبياتها كأفضل بيت شعري
قيل في شعر الغزل وهو:
إن العيون التي في طرفها حور، قتلننا ثم لم يحيين قتلانا)
Bookmarks