هل نستطيع أن نصنع من الليمون عصيراً حلو المذاق ؟
بنفس يعتم عليها غبار الأسي والحزن وبإنهزامية واضحة، التفت إلى صديقي قائلاً :
على مستوى كل الأصعدة لم يعد اليوم للحياة طعم يستحق أن نعيش من أجله ،
فسألته متعجباً وما الحل الذي تراه ممكنا من وجهة نظرك يمكن القيام به في الوقت الحالي
والحياة كما ذكرت ؟ فأجاب بحزن بالغ الحل أن ننهي هذه المأساة ؟ فقلت حلٌ رائعا ولكن كيف ؟
فقال أن نقتل أنفسنا ، ثم أردف قائلاً لولا حرمة الانتحار لفعلتها وأنهيت المأساة
وأنهيت مسرحية هزيلة بهذه الصورة .
لقد فاجأني بهذا الحل كثيراً وسألت نفسي أهكذا يفكر الناس اليوم ؟
ولهذا إنتشرت حوادث الانتحار في البلاد ؟ وشعرت بتحدي واضح عن مدى قدرتي
على تغيير هذه الفكرة وإعطاء نظرة أكثر تفاؤلية عما يعتقد فسألته :
لو منحتك الآن سلةً من الليمون الحامض ، فهو ما أملك أن أمنحك إياه
وهو الذي لا تملك خياراً غيره وليس أمامك إلا أن تأخذه فإذا أنت فاعل ؟
أجاب ساخراً : لليمون استخدامات كثيرة لكن لم أسمع بانه يمكن أن يستخدم للانتحار.
قلت الخيار لك ؟ قال لا أدري ما الذي تقصده لكن الليمون يضل أمراً سهلاً ومن الممكن أن أجعل منه عصيراً رائعاً مع الماء البارد والسكر، فقلت مبتسما ألا نستطيع أن نجعل من طعم الحياة اليوم طعماً حلو المذاق ؟ ثم تنبه لمرادي وابتسم ثم قال أتعني بمقدورنا أن نجعل من طعم الحياة اليوم بكل قساوتها وآلامها طعما آخر يكون حلو المذاق؟ قلت إن أراد أحد ذلك فسيكون بمقدوره ، وإلا لما ذا نجد أناساً سعداء وهم يعيشون بيننا، أضف إلى ذلك ظروفهم الشخصية التي قد تكون اكثر قساوة .
أنصرف صديقي بعد أن قال سيكون للحوار بقية وأعدك بأن أفكر بالماء البارد والسكر منذ اليوم .
الكاتب /صادق الوصابي
من تصفحي لجريدة النجاح للتنمية البشريه
من هنا
تحياتي
Bookmarks