عملية مارب التي أودت بأمين مجلسها المحلي جابر الشبواني بدت في الأخير أمريكية خالصة.
أيعقل أن العملية حدثت بمحض الخطأ؟
لن نتحدث هنا عن السيادة واختراق السيادة فالعالم (الثالث على الأقل) كله مستباح السيادة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.. الأهم في ما أريد الحديث عنه هو تبعات العملية وردة فعل قبائل محافظة مأرب بل المحافظات أجمع على مثل هكذا خطأ.. وآثار ذلك على السلم والاستقرار في اليمن علىالمديين المتوسط والبعيد.
كيف يتم قتل الوسيط؟ وليس أي وسيط.. وفي قضية ليست عادية ومحافظة ليست عادية.
أقول: هناك شك يلف صحة الرواية التي تحدثت عن أن العملية تمت بالخطأ.
وهناك غموض حول طبيعة النوايا الأمريكية في اليمن.. خصوصا وأنه ليس الخطأ الأول فقد سبقه خطأ قصف النساء والأطفال في شبوة بحجة تنظيم القاعدة!!
يزداد هذا الشك وهذا الغموض عندما تتزامن هذه العملية الأخيرة مع خبر في نيويورك تايمز يتحدث عن أن واشنطن "تبدأ عمليات عسكرية سرية بالمنطقة".
ما أطرحه للتأمل هنا هو أن الولايات المتحدة الأمريكية مارست نفس أسلوب عملية مارب في باكستان عشرات المرات ونجحت في إيجاد حالة تبرم وغضب شعبي ضد حكومة برويز مشرف حتى اضطر للاستقالة.. مع ذلك استمرت العمليات ليغدو الغضب الجماهيري ضد الحكومة أيا كان رئيسها بطريقة تضع بلاد السند على كف عفريت.
(ملاحظة أولى: هذا الحديث عن الجذر الخارجي لعملية مارب لا يعني تبرئة السلطة من حالة الهشاشة والضعف والفساد.. بالتالي لا داعي لتكرار ذلك في الردود.
ملاحظة أخيرة: نفس موجة الكراهية التي انتشرت مؤخرا في اليمن بواسطة الحراك.. نفسها وأزيد، انتشرت في شبه القارة الهندية قبل انفصال باكستان عن الهند منتصف القرن الماضي وبرعاية بريطانية.. ما الأمر؟!).
دمتم بألف خير
Bookmarks