إهتديت إلى صباح متعكر لم أذق في حياتي سبيلاً إليه ولو من باب الدعابة الخبيثة ليسعى هو إلي جاهداً لبسط ذراعيه وأكفه ليفتح لي باب المتعة على مصراعيها ويخبئني تحت ظل أجنحته
وبعد أن أنخت راحلة شهوتي سرعان ما سعيت إلى تقبيل يديه الكريهتين كي يعتقني من رائحته فأبى إلا أن يفضحني على رؤوس الإشهاد ليهمس في أذني المريضة (( نهارك تعيس أيها الأحمق ))
أفقت من صدمتي متأزراً شلحة صديقتي لأفتح الباب الموارب إلا من خشية ربي فقابلني بهيئته المعقودة عزماً على فضيحتي فما كان مني إلا أن أستسلم بين يدي عدالته بعد أن تعاميت عن ستر رب العزة والجلال
إختلطت أيامي بالعبث والصعلكة الصحية
فمن زمن العبث المبطية قليلاً بكمين سنة حاولت أن أجد الفروقات السبعة بين هبل أمسنا وشقاوة عيال الحارة فوجدتها شاسعة بين أن تركب تاكس ويتظاهر خويك المكشخ بالزي الوطني والزبيري المتكلف الشيئ الفلاني بدفع الأجرة وساعة الصفر ينحاش الفريق لتجتمع البشكة في حديقة القرد والحمار قبل أن يتغمدهما المولى بواسع الرحمة في حادثة وفضيحة السيل العرم التاريخية يتسلون بالمقلب الذي حاق بالباكستاني ........
فمع إنحراف السلوك للوصول إلى نكتة بايخة تكثر مساوئ الشلة فيعقدون العزم جميعهم على شرب سيجارة آخر النهار ويبقى الأمر قيد دراسة كيفية توفير قيمة باكت دخان يقومون بشفطه بالدور ودفعة واحدة وعلى عجالة لحظور مبارأة الإتحاد والنصر والتي ستنتهي في المحصلة بسبعة أهداف عشوائية لصالح شباب قويزة
جيل مغلوب على أمره يخفق في المتوسطة فيغيض الحمار من تكرارها دون أن يندم على لحظة فشل حققها في حياته ولو بالدف فنذر نفسه بواباً بسخاء على محطة الفشل الذريع محملاً الشلة كل تبعات هذا الإحباط وحالة الإنهزام التي أصابته وهكذا تستمر قائمة الجيل المحبط على أن يقدم نفسه مثالاً يحتذى به فيتخرج منهم القاعدي والشاذ المتطرف ومروج المخدرات إلا من رحم ربي وتلقفته الحراسات الأمنية
وتظل قائمة المعاناة مع تلك الشريحة حكراً على المترفين بزهو التفريط بملاحظة سلوك الأبناء وإنعدام الرقابة وتفرغ الأهل لإرتفاع وإنخفاض الأسهم وما إلى ذلك من أمور حياتية زائلة
وثمة جيل يخرج إلى الحياة فيقابله السائق والشغالة في وجهه من حين ولادته وحتى بلوغه سن الدردشة فيرى فيهما بديلاً عن أبويه بل ومثله الأعلى فتختلط عليه وجبة الحياة فيأكلها بالمغرفة الذهب وتتشوه في عقله الغض كل المفردات الجميلة ويعج فكره بطلامس شيطانية لا تخرج عن نطاق تلبية رغباته بكل سخاء وكرم مادي بما فيها الجنسية المشحونة بالغضب والإنفعال فلم يعد يفرق بين محارمه والشغالة الحنون
وأمام هذا الجيل المدمن على قوارير الشطة وهمبرجر وبيتزا هت وكرسبي وما يندرج تحت نظام شارع التحلية
جيل يعاني من البواسير والشقاوة المزمنة ولا تفرق بين الصبي منهم عن الصبية إلا من العباية
وهل تنتظر من الجيلين أن يفرخا لنا علماء ذرة ؟؟
ومع ذلك سنظل نحفر في الجدار الأصم علنا نرى بصيص خرم إبرة نمرر من خلالها صوتنا إلى كل أذن ما سمعت ولا إختشت ولا صلت على النبي أن إتقوا الله بأبنائكم وبناتكم وذلك بفرض الرقابة على بعض السلوكيات الشاذة والغريبة عن عادات مجتمعنا المحافظ في ظل وجود شباب وشابات يخزي العين يملؤون المولات بغثاء أفعالهم وشناعة تصرفاتهم الغبية في ظل وجود حرية مطلقة منحتموهم إياها بسخاء العاطفة تبدد فيها وتنتزع الأخلاق والقيم وأنتم نيام
فلم يعد للحياء في وجوه تلك الشريحة سوى موطئ قدم مختوم نمرة وإستمارة وبلا حياء ولا هم يخجلون
رمقته بعين السخرية فلم يمنعه كبريائه ولا طولة لسانه في فهم ما أقصده
فسألني بغنج بنوتة .............
أيش فيك تطالع .. أكيد مو عاجبك ؟؟
قلت له : كلك على بعضك
وأنصرفت عنه بعد سماعي كلام لا يسر لا عدو ولا صديق
أعود إلى ملامح هذا الورع العنز وهيئته التي ترتسم عليها بعض علامات رجولة زائلة مثل الشنب والسكسوكة المرسومة على شكل أبو مقص أو ما يشبهه
أما ما تبقى من جسمه المعلق على بنطلون وسيع تنقصه شدة الحزام على منتصف القاعدة
فبحركة ديناميكية كلما إرتخت عضلة من عضلات ورك الورع تلقفته أخرى وهكذا بالترتيب الممل تحافظ على توازن البنطلون من الطيحان مشية تعتمد على سحب الأرجل بطريقة جاكسونية ومع حرصه الشديد على أن لا يخرج البنطلون خارج السيطرة فقد كنت وزميلي الحضرمي حريصين على تثبيته ولو على نفقتنا الشخصية عندها سأسأل عن أمه المسكينة المسئولة عن تربيته وبالإمكان التعرف على أبيه السربوت قدس الله سره لمقاضاتهما بما دفعت وصديقي عداً ونكداً
وعليكم بالعافية
20/03/2010
Bookmarks