للتو فقط أنتهيت من أداره نقاش مثير فى ( غرفه عدن )على البالتوك ، وهناك أثيرت قضيتين شائكتين ،
الأولى تتعلق بماهيه الحراك والنواه الحقيقه التى ساهمت بشكل جدى لاظهاره لحيز العلن ، على أعتبار أن لكل مشروع وطنى أو تحررى أوليات كان لها الفضل فى بلوغه لمراحل متقدمه ،
والثانيه : تتعلق بالتسميه الحقيقه للأحتجاجات السلميه والتى يشهدها الجنوب ،
حتى تتضح معالم الرؤيا ، سأورد ثلاث أتجاهات عبرت عن أرائها فى سياق الحديث والذى دار على مدى ساعتين هناك ،
بخصوص النواه الحقيقه لبروز الحراك ، أنقسم الحاضرون الى تيارين ،
التيار الأول :يقول بأن جمعيات المتقاعدين العسكريين والتى ضمت ضباط وقاده الجيش الجنوبى السابق ، كان لها الفضل فى نشوء الحراك عبر القيام بمسيرات سلميه للمطالبه بتسويه أوضاع العسكريين الجنوبيين وعوده المسرحين من الجيش وتبنى أستراتيجه أجور عادله ،
وهذا التيار يرى أن القضيه بدءت حقوقيه ومطلبيه فى المقام الأول ، بهدف أظهار مدى الأجحاف الحاصل بحق الجنوبيين ، وتهيئه الراى العام الجنوبى لمشاريع وطنيه أكبر ، تجسدت بعد ذلك بالمطالبه بفك الأرتباط ، ورفع أعلام اليمن الديمقراطيه ، فى سابقه فريده وتطور ملحوظ لحركه المتقاعدين العسكريين ،
التيار الثانى : أكد بأن الحراك بدء من داخل أروقه الحزب الأشتراكى اليمنى ، أستنادا" لتصريح السفير قاسم عسكر ، الذى قال أن الحراك تمت دراسته فى مقر الحزب الأشتراكى بصنعاء ، على أن تبدء فعالياته فى الجنوب ، بحكم البيئه الخصبه ، والمجتمع المدنى المتحضر هناك، على أن يمتد نحو الشمال تباعا" ، لأحداث تغيير نوعى فى منظومه الحكم فى صنعاء،
التيار الثالث : وأنا أحدهم ، يقول أن الحراك بدء بفضل جمعيه ردفان الخيريه والتى تم حضرها قبل سنوات من قبل وزاره الشئوون الأجتماعيه والعمل فى صنعاء ،
بتهمه ممارسه أنشطه معاديه للوحده ، بعدها أنتقلت للعمل سريا" ، ونجحت فى جمع كافه الكوادر المدنيه والعسكريه فى الجنوب ، ولها يعود الفضل فى تبنى القضيه الجنوبيه منذو وقت مبكر ، بالاضافه الى الدور الفاعل لجمعيات الشباب العاطل والتى لعبت دورا" بارزا" فى تحريك الشارع الجنوبى ،
بخصوص القضيه الثانيه والمتعلقه بأيهما أنسب ، الحراك أم الثوره ، ؟!
شخصيا" لا أرى أى فرق بينهما ، لأن الاسم أو المصطلح لا يغدو سوى عن كونه أمرا" ثانويا" ،
ومصطلح (حراكى ) سابقه لغويه فى العمل النضالى ، لم يسبق لأحد أن أستخدمها ، فالثوره أو الحراك كلاهما يصبان فى قالب واحد ، وهو أستعاده الدوله الجنوبيه ،
صحيح أن لفظ ( حراك) لم يعد لائقا" من الناحيه القانونيه والواقعيه، أذا ما أعتبرنا أن ما يدور فى الجنوب هى ثوره بكل معانيها العميقه ، لكن ذلك لا يلغى الحراك كأسم أدمن الناس أطلاقه وبه يتم تعريف الأحتجاحات وكل من ينضوى فى أطارها على أنهم (حراكيون ،) وهى تسميه أراها من وجهه نظرى راقيه جدا" وفريده ، تؤكد مدى الخيال الخصب لدى قاده الثوره ،
أود أن أوكد على أن الحراك السلمى بدء بالتدرج ، فى البدء كان تيار ( أصلاح مسار الوحده ) أو ما عرف أنذاك ( بتيار بامسدوس الشهير ) نسبه لمحمد بامسدوس ( نائب وزير الخارجيه فى الحكومه الأنتقاليه بعد الوحده ،
ثم تطور الأمر لتغدو القضيه حقوقيه كما تعرف ، ثم أنتقلت لمربع أهم وهى المطالبه بفك الأرتباط ،
وللأهميه فلفظ حراك لم يأتى جزافا" بل جاء من حتميه وضروره التحرك الشعبى ، وهو لفظ أممى ، تعمدت القيادات اليساريه فى الحراك أطلاقه ، لتعطى الجنوب ، فراده نوعيه ، تعطيه أسبقيه أستعمال هكذ1 مصطلح ثورى ،
عزيزى أبو أبداع ، القضيه لم تعد محصوره بالمسميات ، بل بالأستراتيجيه النضاليه المرسومه حتى تحقيق الهدف المنشود ، وهذا ما قد نثيره تباعا" فى غرف البالتوك ،
عودا" حميدا" سيدى الكريم أبو أبداع ،
وسلامات الغيبه ،
Bookmarks