أهلا" نشوان ،
أيام الشاه كانت إيران منبوذه عربيا" ، بتهمه العماله لأسرائيل ، ولكونها أحد أهم حلفاء تلابيب أنذاك فى المنطقه،
بعد الثوره الأسلاميه بقياده الخمينى ، والتى ناصبت أسرائيل العداء ، العدو التاريخى للعرب ،
للأسف لم يرق ذلك للأنظمه العربيه ، والتى بادرت بدفع صدام حسين لدخول حرب دمويه خاسره خلفت ملايين القتلى من العراقيين والأيرانيين ،
وكل ذلك من اجل إرضاء العم سام الذى وقف متفرجا" دون أن يحرك ساكنا" طوال ثمان سنوات من الحرب ،
صدام الذى قال عنه الملك ( فهد بن عبدالعزيز أل سعود) بعد خروجه شبه منتصر من حربه مع إيران (يتوجب علينا نصب تمثال لصدام حسين فى العواصم العربيه ) تقديرا" لمساهمته فى صد النزوع الصفوى للسيطره على منطقه الخليج)
صدام قال قبل سنوات من رحيله ( حرب إيران كانت خطاء تاريخى )
الخليج عموما" لم يجنى من حرب إيران والعراق سوى جعل( العراق وصدام ) بعبعا" باتت تخشاه أكثر من خشيتها إيران ، التى نأت بنفسها ضمن برنامج طويل للتاهيل والتطوير فى مختلف المجالات وبالاخص عسكريا" ،
المخزون الأستراتيجى الهائل من السلاح لدى وحدات الجيش العراقى السابق ، كان السبب فى غزو نظام صدام لكويت غداه الأنتهاء من حربه مع إيران مباشره،
فى إيران قيادات محنكه تمتاز بالدهاء السياسى ، ولديها المعرفه الكافيه بطبيعه الاوضاع فى المنطقه وعلى ضوء معرفتهم تلك ، يخططون لما فيه مصلحه إيران أولا" ،
والشاهد على ذلك أن رجالات الحوزه والقياده الأيرانيه سخروا كل امكانياتهم المتاحه للحصول على الطاقه النوويه ،
فإيران التى تواجه أعداء كثر فى المنطقه لا تملك المال الكافى لشراء معدات وعتاد عسكرى على درجه عاليه من الدقه والتطور،
فأسرائيل الدول النوويه الوحيده فى المنطقه تمتلك مخزون أستراتيجى من السلاح لا يمكن بأى حال مقارنته بمخزون السلاح الأيرانى البدائى ( معظمه يعود لحقبه الاتحاد السوفيتى )
وأذ ما دخلت أسرائيل فى حرب مع إيران فأن الطيران الأسرائيلى كفيل جدا" بسحق وتدمير كل الاهداف والمنشأت الأيرانيه الهامه ، أذ لا تسطيع الطائرات الأيرانيه التحليق والمناوره ومجابهه طيران حديث ( علما" ان سلاح الجو فى أسرائيل هو دره الجيش الاسرائيلى )
لذا أدرك قاده إيران ان الدخول فى سباق تسلح مع الدوله العبريه هو ضرب من الجنون ، فكان مفاعل بوشهر النووى ، بمثابه رقم السر لفك شفره التفوق الأسرائيلى فى المنطقه ، ومعلوم أن السلاح النووى قوه ردع أكثر مما هى قوه هجوم ، (الهند وباكستان ) دليل احترام القوه المتبادل بين البلدين
تمتلك إيران اليوم ترسانه صواريخ معدله الرؤوس ( متوسطه المدى ) قادره على الوصول إلى قلب تلابيب ، وأذا ما نجحت إيران فى تخصيب اليوارنيوم عبر أجهزه الطرد المركزى ، فسيكون بمقدور صورايخها حمل شحنات نوويه وأستخدام الوقود النووى لزياده السرعه ولضمان دقه التصويب ،
بالمقارنه بما هو عليه حال الجيش السعودى المتربع على عرش الجيوش الاكثر أستيرادا" للسلاح فى السنوات الأخيره ، نجد هذا المخزون الهائل من السلاح ، لا يمثل قوه ردع مهمه لمجابهه أخطار خارجيه وبالاخص من دول أقليميه كأيران وأسرائيل،
السعوديه لديها المال الكافى ، وأعتقد أن من يملك المال يملك أرض المعركه ، وفى السنوات الأخيره كان المال هو صاحب الرياده فى تغيير مجريات الحروب ،
وما حرب تحرير الكويت إلا نموذجا" حيا" على صحه ما أقول ،
السعوديه تعول على أمريكا وأسرائيل لسحق إيران ، كما فعلت بجارتها العراق مطلع التسعينات ، وستتكفل الخزينه السعوديه والخليجيه عموما" بدفع فواتير أى هجوم أيران ،
سيكون من الظلم مقارنه إيران بأسرائيل من حيث حجم الخطر والتهديد لدول المنطقه ،
أسرائيل عدو تاريخى لا تربطنا معها أى روابط ، لأنها كائن دخيل ومتطفل، إما إيران فموجوده منذو العهود القديمه ، ونرتبط معها بروبط الدين والأقليم والمصير المشترك، ولعبت دورا" هاما" فى التاريخ العربى والاسلامى ، أذ لا ننسى الكثير من المفكرين والعلماء الذى كان لهم دورا" بارزا" فى أثراء التراث العربى سيبويه الفارابى ، أبن سيناء فى الطب ، ولا شك أن الكثر منا قرء بعضا" من قصص ألف ليله وليله ) و ( كليله ودمنه ) كأحد اهم المؤلفات العربيه ،
أنا اتكلم عن الشعب الأيرانى صاحب التاريخ العريق ، وليس عن النظام الذى لا اكن له الود أبدا" ،
أعتقد أن أذكاء المذهبيه ماهى إلا خطه أستعماريه تهدف للسيطره على مقدرات دول المنطقه ، فامريكا التى قبضت الثمن باهضا" بعد تحرير الكويت ، سعت إلى أستيحاء خطر جديد عبر إيران ، ولكن هذه المره بنكهه طائفيه ومذهبيه ، وهنا تكمن الكارثه ،
لا انكر أن لأيران مشروعا" توسعيا" بما بات يعرف لدى الساسه ( بمشروع الهلال الشيعى ) ،
لكن كل ذلك ليس الدلاله الكافيه للحكم على نيه رجالات الحوزه لأقامه دوله أسلاميه على أنقاض الدوله العثمانيه ،
البعض متخوف من أمكانيه ان يحكمنا الشيعه ، مع ان الدوله الفاطميه ذات الانتماء الشيعى ، حكمت مصر قرونا" ، ومع ذاك ظلت مصر سنيه ، وبالمثل أقليم الاهواز العربى (عربستان) فى أيران وفيه أكثر من 2 مليون عربى سنى ، هل أصبحوا شيعه ، بالتاكيد لا ، أذا" لما كل هذا التخوف ، هناك جماعات متطرفه ، لا شك فى ذلك ، لكنها ليست كافيه لنعمم العداء على كل الشيعه ، فأذا كنا نكن كل هذا العداء لهم ، فمن حقهم أيضا" مواجهه العداء بالمثل ، فماداموا روافض من جهه نظرنا فنحن نواصب من وجهه نظرهم ، وهكذا سيستمر السجال ،
أنا لا أؤمن بالمذهبيه وبالتعدد على أساس عرقى أو أثينى ، لان التمترس خلف المذهب والطائفه ، والتنكر لحق الأخر بالحياه ، هو أرهاب بكل ما تعنيه الكلمه ،
فى الشأن اليمنى لا أعتقد أن السعوديه أو إيران حريصتان على اليمن ، السعوديه لا تدفع مليما" واحدا" إلا لمصحله تتعلق بأمنها الأقليمى ،
أما أيران فأستغلت هشاشه النظام لضرب عصفورين بحجر ، الأول رد الدين للسعوديه التى وقفت ألى جانب صدام فى حرب الخليج الاولى ،
والثانيه تصفيه حساباتها مع صالح الذى أرسل وحدات من الجيش اليمنى ليقاتل إلى جانب الجيش العراقى ،
والاهم من كل ذلك أستثمار حاله الانتشاء التى تعيشها أيران من جراء حاله التقوق العسكرى ، والأنتصار المذهل ليدها الأخرى فى لبنان المتمثله بحزب الله البنانى،
فى الختام يحزننى ان أجد بين اوساطنا من يطبل ويمجد لدور الخارج ، فى الوقت الذى يعرف فيه الجميع مدى فداحه التدخلات الخارجيه فى الحاق الضرر بمقدرات البلد ،
أشعر بالاسى لأن المثقفين هم أكثر من يمارس العماله والارتهان للخارج ، والترزق على حساب أرضه وشعبه ووطنه ،
تستحضرنى فى النهايه ، بيتين أعتقد انها للبرودنى ، أو هى مثل شعبى ،إن لم يخنى حدسى ، تقول
يا عيونى لا تباتى سهارى ،،، جنن الناس الريال السعودى ،
لو على سالم وناصر نصارى ،،، عاد فى صنعاء سعيد اليهودى ،
معليش طولت شويه ،
بالمناسبه نشوان قرئت لك موضوع نقاشى حول معاويه ، والحقيقه أنى لست ضليعا" بشكل يخولنى الدخول معك فى نقاش عن سير تلك الأحداث ، لكنى أستغرب ان يعود شاب مثقف مثلك لنبش احداث التاريخ ، أنت وأنا نعلم جيدا" ان لا طائله لنا بها ،
من برلين إلى صفين ،
ظاهره تستحق الدراسه ،
كن بخير يا طيب ،
Bookmarks