السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
قصيدة فلسفة الجراح لكبير الشعراء وشاعر المستحيل عبدالله البردوني..
من أقوى ما قاله الشعراء في الحزن
متألم . مما أنا متألم؟ . . حار السؤال . وأطرق المستفهم
ماذا أحس ؟ وآه حزني بعضه . . يشكو فأعرفه وبعض مبهم
بي ما علمت من الأسى الدامي وبي . . من حرقة الأعماق ما لا أعلم
بي من جراح الروح ما أدري وبي . . أضعاف ما أدري وما أتوهم
وكأن روحي شعلة مجنونة . . تطغى فتضرمني بما تتضرم
وكأن قلبي في الضلوع جنازة . . أمشي بها وحدي وكلي مأتم
أبكي فتبتسم الجراح من البكا . . فكأنها في كل جارحة فم
* * *
يا لابتسام الجرح كم أبكي وكم . . ينساب فوق شفاهه الحمرا دم
أبداً أسير على الجراح وأنتهي . . حيث ابتدأت فأين مني المختم
وأعارك الدنيا وأهوى صفوها . . لكن كما يهوى الكلام الأبكم
وأبارك الأم الحياة لأنها . . أمي وحظي من جناها العلقم
حرماني الحرمان إلا أنني . . أهذي بعاطفة الحياة وأحلم
والمرء إن أشقاه واقع شؤمه . . بالغبن أسعده الخيال المنعم
* * *
وحدي أعيش على الهموم ووحدتي . . باليأس مفعمة وجوي مفعم
لكنني أهوى الهموم لأنها . . فِكرٌ أفسر صمتها وأترجم
أهوى الحياة بخيرها وبشرها . . وأحب أبناء الحياة وأرحم
وأصوغ »فلسفة الجراح« نشائداً . . يشدو بها اللاهي ويشجى المؤلم
Bookmarks