(بعيدا عن السياسة.. بعيدا عن الكياسة.. وبعيدا عن الحوثي والحراك.. دعونا نأخذ استراحة ولو قصيرة)
الكثيرون يحسبون الحياة الزوجية فظة جامدة، ويعتقدون أنه بمجرد الزواج تنطفئ الحب، وتخبو لوعة الأشواق، وتبهت جذوة الجنون..
ليس هذا صحيحاً، والأدب اليمني والعربي عامة يزخر بالنماذج الرائعة التي يقول فيها المرء شعره لزوجته الحبيبة.
من ذلك ما قاله الشيخ منصور (جد الطاغية محمد أحمد منصور) الذي عادت زوجته من سفر، أو ربما كان لديها مشوار خاص بالعلف أو بالحطب.. فعادت وقد احمرت وجنتاها من الشمس فقال:
جاء الحبيب الذي أهواه من سفر.. والشمس قد تركت في خده آثرا
فقلت واعجباً شمس على قمر.. والشمس لا ينبغي أن تدرك القمرا
أو ما قاله علي عبدالرحمن حجاف، جواباًَ على زوجته وكلاهما في السبعين من العمر: أتحبني، فقال:
إني أحبك للعفاف يشع من عينيك والوجه التقي
ويداك ترتعشان في ضوء السماء الأزرق..
تتوسلان الله: أن يؤتي النجاة لدرب عالمنا الشقي
وهي قصيدة طويلة كأحلى ما يكون الحب في السبعين.. وحجاف هو نفسه صاحب أغنية "وطائر امغرب"..
صديقي الكاتب الكبير محمود ياسين هو الآخر كتب لزوجته:
أمرُّ ولا شيء فيما أمر.. عليه يساوي حذاء ومعطفْ
أمر ولا شيء فيما أمر.. يغازلني كحبيب مزيفْ
بلا وطن دافئ كم أساوي.. ومن يشتري هذياني المكثفْ
هتفت حبيبي، وكنتَ بعيداً.. حبيبي ألا زلت أدعج أهيف..
لمحتك تفرشني في المغيب.. تعد عشائي الذي كنت آلفْ..
وتقرأ مني فصول الغرام.. وتغلقني فأنام على الرفْ..
حبيبي فقدت بصنعاء خيلي.. تمزق وجهي وقلبي تقصفْ
بلعت بها الحزن والانتظار.. نسيت بها كيف أبكي وآسفْ..
وفي قصيدة أخرى يقول محمود:
تكسرت يا عاتكة..
يعودون يداً تحمل الخبز والشوكلاتا.. الخ..
أما أحدهم فقد قال:
ولست بواصف أحداً حبيباً .. أهيج فيه أهواء الرجال..
كأني قد أريد له شريكا.. معاذ الله أن يبدو ببالي..
وتكاد تكون كثير من الموشحات اليمنية قالها زاهد فقيه في زوجته الرائعة، ومن ذلك:
"أهلا بمن داس العذول واقبل.. وطلعته مثل الهلال واجمل.."
أما أغاني عبدالله عبدالوهاب نعمان فهي غنية عن الوصف.. ومنها:
"حبيت.. حبيت.. حبيت..
وانا مع الحب في بيت
ولا حلمت أو تراءيت
ما احلى حبيبي وسط داري يحوم..
كأن عندي كل ضوء النجوم.."..
علماً أنه كتب قصيدة "مهلنيش" يرثي بها الرئيس علي عبدالله بوفاة زوجته الذي توفيت بحادث مؤسف مطلع الثمانينات، والتي هي أم أحمد..
وبالنسبة لي فلدي قصائد سرية.. لا يعرفها حتى الجني الأزرق.. حتى زوجتي نفسها لا تعرف عنها شيئا إلا قصيدة "الكفوف"..
Bookmarks