أولا أغلى تحية لمشرفة القسم الأخت (عمري أنا)
وأروع تحية لأعضاء الملتقى الرائعين ... وأجمل تحية لمن هم خارج الوطن
يعلم الله أني راحم لحال المغتربين خارج الوطن
لذا أكتب لكم بأحبار روحي وأقلام مشاعري سطور تلينوا بها أرواحكم
من كل قلبي تركت لكم حروفا تأخذون منها وتدعون ما تشاؤون
إن شاء الله يا رب العالمين ترجعو لأرض الوطن يا رب بالسلامة
المهم أنا باتكلم بصورة مختصرة عن الوطن وحب الوطن
وبعدها نطير أنا وأنتم في أجواء أرياف السعيدة
النبي صلى الله عليه وسلم وقف يُخاطب مكة المكرمة
مودّعاً لها وهي وطنه الذي أُخرج منه،
فقد روي عن عبد الله بن عباسٍ رضي الله عنهما أنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمكة:
«ما أطيبكِ من بلد، وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أن قومي
أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ». رواه الترمذي
هذا دليل كاف للقول أن حب الوطن فطرة تلد وتنشأ مع الإنسان
لكن أريد أنوه لشيء في اليمن سكان المدن يعتبروا مغربين
قبل ما نبدأ أطلعو معي عالبساط وجلسو براحتكم الشباب لحالهم
والبنات لحلهم كل واحد فوق كرسيه بدون ما تتزاحموا .... يلا
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
يا جماعة والله ما حسيت بطعم ولذة والتربة والهواء والناس غير في الريف
بعيد عن عسكر المرور والضرائب والثقافة والبلدية
بعيدا عن الباصات والتكاسي والجولات والأرصفة
بعيد عن الأصوات المقززة بعيدا عن أصوات تلك العربات المزعجة
عندما تخرج بعد صلاة الفجر .. قبل بزوغ الشمس
لتأخذ نفسا عميقا بكل ما أعطيت من قوة
وتحس حينها بأنك تنظرف كل المايكروبات
والأدخنة التي اعتدت رئتك على شفطها كل يوم
وما إن تتسلل خيوط الشمس إلى الوادي
حتى تنكسر في صدر ذاك الراعي .. ويمتصها صوف الأغنام
ويشتتها صوت الغزّال (مضخة المياه) القادم من بين حنايا الجبال وأضلاعها
حتى يخالج ذلك الإيقاع أروع سمفونيات الطبيعة
مسبحة لخالقاه ورازقها .. صوت العصافير
ذاهبة لتطبق أهم أنظمة الكون .. وهو ما تغافل عنه البشر
السعي للرزق من الصباح الباكر .. حين تقسّم الأرزاق
بعد سماع تلك السمفونيات .. ما إن تلتفت إلى تلك الدور
حتى ترى أنامل الأصالة والإبداع الفطري التي زينتها
راسمة فيها معنى الولاء والحب اللا منتهي لتربتها
وترى في الأفق ذاك الدخان المتصاعد من مداخنها
إنها رائحة الاحتراق الطبيعي للحطب .. في الديم القديمة
تحس به يجذبك نحوها دون شعور وكأنك مناقد لها دون شعور
لتفاجئك إحداهن ببشاشة وجهها وروعة ابتسامتها البريئة الأمية
واضعة أمامك ومن حولك ذلك الطبق الدافئ
الذين صنع من الطبيعة الخالصة ... ليقدم إليك
مجرد رؤيته قبل أن تصلك رائحته .. تتفتح أنفاسك استعدادا
لأكبر عملية شهيق ستقوم بها .. لتتخلخل تلك الرائكة الزكية الطبيعية
الصافية النقية إلى أخمص قدميك .. وتضرب بقوة في مؤخرة رأسك
وتحس بعدها أنك قد أخذت وجبة كاملة من الحياة
لتبدأ فيها رحلتك بين أكناف الجبال المليئة بالحصى
والصخور والأشجار والشجيرات التي ما إن تمر عليه
حتى يمتلئ قلبك حسدا على نعالك أنها تلامس تلك الطبيعة
حينها تخلع نعليك دون شعور لتمشي حافي القدمين حرا طليقا
لترتع رعي الغنم وتجري وتتسلق كالماعز الماهر
وتبلغ قمة اللذة بالألم عندما تشتاك بشوكها الخالي من الكيماويات
لكن قد يلفت انتباهك ذلك المسقى
لتنطلق إليه كالبرق راميا جثمانك إلى جانبه مستلذا بعذب ماءه
بعد أن ترتشف ما تبلل بع فمك لا تمالك نفسك تأخذ نفسا مريحا
حتى تضع قدميك الحارتين من لسعات تلك الأشواك
لتشعر بداون لود للبرودة والانتعاش تغشى جسمك الملطخ
بالإرهاق الذي لم ولن تتلذذ به إلى ذلك المكان
يلفت انتباهك ذلك الصوت المنادي لك من وسط الحقل
معلما إياك بأن الغداء قد وصل .... تحمل ذاتك الثقيلة على كتفيك
لتصل إلى الفلاحين منهكا بكل ما تعنيه الكلمة
وما إن تنتهي من عمل بك أب للطاقة حتى تتوضأ وتؤدي الفرضية الثانية
في ذلك النهار مع الفلاحين وما إن تنهي صلاتك حتى تمد يدك
لتصافح تلك اليد الخشنة التي تغمرك بالإحساس وتذوقك معنى الإنتماء إلى التراب
تلك اليد التي يفترض أن يقبلها كل من يأكلون الطعام في أي مكان كانو
تظل في الحقول تتنقل وناوش العقارب والثعابين الصغيرة
حتى تستأذن الشمس الوادي بالرحيل .. حتى اللقاء في اليوم التالي
لتأوي مع من حولك إلى البيت وفي اللي وبعد ذلك العشاء القروي
البسيط غير المكلف .. لكنه مليئ بالفيتامينات إلى أبعد ما تتصور
لتحمد الله على ذلك اليوم الذي لن تنساه أبدا طول حياتك
وتأوي بعد كل هذا إلى الفراش في الوقت الذي يكون فيه أهل الحضر
بادئين أوقات الأنس والسهر والعمل ( لقد قلبوا نظام الكون وبدلوا الآية )
وما إن تضع ذلك اللحاف عليك وتدعو بدعاء النوم
حتى تسمع أصوات الليل .. إنه لهث الكلاب وعاوء الثعالب
لكم تحس في هذا الموقف معنى الأمان والإطمائنان
لتعلن وقتها بانتهاء دوام معضم أعضاء جسمك وتوقفها عن العمل
وتغلق بعد ذلك عينيك حتى يرن ذلك الأذان في حنايا صواني أذنيك
الله أكبر الله أكبر .... معلنا افتتاح يوم جديد
وتدور الأيام ولا يبقى في خلدك سوى صور رائعة التقطتها عدستا رب العالمين
التي قل من تجد من يحمد الله عليهما
في الأخير أتمنى أني قد أخذتكم معي في أروع جولة ريفية
أسأل من الله العلي القدير أن يرجع كل المغتربين إلى أرض الوطن
سالمين غانمين آمنين مطمئنين ..... يا رب العالمين
في الأخير سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك
يا شباب ما انتو مشتاقين ؟ حتى اللي في الحضر ماشتقتو للريف للبلاد
آآآآآآآآآخ آآآآآآآآآآآآخ
دعواتكم يا أغلى شباب وبنات في العالم
Bookmarks