بحساب النتائج، قد يكون السلام أعنف من الحرب، وقد تكون الحرب وسيلة وحيدة لتحقيق السلام العادل .. الحرب ليست شرا محضا، كما أن السلام ليس خيرا محضا، والإسلام دين سلام ودين حرب.. وإن جنحوا للسلم فاجنح له ..
الشكل الحالي للعالم .. التركيبة الحالية له .. لا ينبغي أن تكون من المسلمات .. والنضال الصحيح هو الذي يحمل منهجية تسعى إلى إعادة صياغته من جديد، لأنه مركب بشكل خاطئ، أما السعي إلى أحداث تغييرات في ظل بقاء هذا الشكل وهذه التركيبة، وبالوسائل المتعارف عليها، فمصيره الفشل حتما..
ولذا سينزعج المتحكمون بهذا العالم من أية توجهات تحمل هذا النهج، وسيحاولون حرفها عن مسارها، أو محاربتها إن فشلوا في حرفها، وكان طبيعيا أن تُجرَّم حركة طالبان لأنها رفضت أن تعترف بمواثيق الأمم المتحدة، وكان طبيعيا أن لا تعترف الحركة بها.. ما ليس طبيعيا هو أن تتسع دائرة السذاجة والساذجين ..
العالم منظومة واحدة، لكنها منظومة شر، وأول خطوة صحيحة في طريق النضال هي خطوة التمرد على هذه المنظومة، والعمل من خارجها، ولأنها منظومة قائمة على المصالح، وتضم في إطارها منظومات صغيرة (مؤسسات وأفراد) قائمة على المصالح أيضا، فسيتداعى الجميع على من يحاول المساس بها، لأن المصلحة أصبحت هما عاما..
كل ما يتحقق من نجاح في ظل بقاء العالم بهذا الشكل، لا يجوز أن يُنظر إليه كمنجز .. ما قيمة وحدة بين بلدين عربيين أو بين كافة البلدان العربية إذا كانت هذه البلدان مجرد حلقة في منظومة واحدة شريرة .. وما الضرر من تفتتها أيضا ..؟!!.. العالم واحد أصلا، ويعمل لحساب مشروع واحد.. والجميع مستفيدون ـ بدرجات متفاوتة ـ من بقاء هذا المشروع.
يا إلهي .. الإرهاب مزعج جدا..
Bookmarks