في عصرنا هذا يريد الذكور أن يجدوا من النساء تلك المعاملة التي كان يحظى بها المسلمون في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ، وهم لا يدرون انهم لا يستحقون نصف تلك المعاملة لان اغلب ذكور هذا الزمان لم يبقى لديهم من الرجولة إلا ذكورتهم فقط ، ولم يروا في صحابة رسول الله إلا هذا الجانب فقط الذي جاء هبة ربانية لا فضل لهم فيها ، كم هو مضحك أمرهم وكم هو مبكي ، مخلوقات فشلت في تحقيق أي نجاح على جميع المستويات ، سلبوا المرأة حقوقها وعزلوها عن الحياة العامة وتولوا الصدارة حتى غدونا نعيش في مجتمع ذكوري يتجسد الفشل فيه في صورة ذكر يشبه فقاعة الصابون لا يحمل بداخله إلا الفراغ .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ما هو الفرق بين الذكورة والرجولة ؟؟
ببساطه نستطيع أن نقول بان الذكورة هي مشروع رجل فاشل ... والرجولة هي مشروع ذكر ناجح ، وعندما ننظر إلى حالنا اليوم والى واقعنا المزري نعلم بما لا يترك مجال للشك بأننا أمة يقودها مجموعة من الذكور أو مجموعة من المشاريع الرجولية الفاشلة .
نراهم يرددون مكانك هو البيت .. دورك هو أنجاب الأطفال ورعايتهم ... حياتك هي أنا وأطفالك ... أنا السيد وأنت التابع .. حسنا ... أيها السيد أنا أريد المكوث في بيتي فالمرأة لم تلجأ للعمل أساسا إلا لان الرجل نسي نفسه وجعل من واجباته كرما ومن التزاماته تفضلا عليها وغدى إنفاقه عليها سلاح يسلطه على عنقها إن فتحت فمها ورغم ذلك لندع هذا الجانب ... واخبرنا إليها الشجاع هل تستطيع حمايتي أنا وأطفالي ..؟؟
هناك في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان والشيشان وكشمير والأقليات المسلمة في كل مكان تنتهك اعرض النساء ويمرغ الشرف العربي والإسلامي في الطين ويذبح الأطفال وهم في أحضان أمهاتهم وانتم ترون ذلك ولا تحركون ساكن.. فكيف بعد هذا التخاذل تجرءون على مطالبة المرأة بالقيام بواجباتها في الوقت الذي تركتم فيه أهم واجباتكم .. أي انف تشمخون به علينا وقد ضاعت معالمه بعد أن مرغه الغرب في التراب .. بأي لسان تتحدثون وانتم عاجزون عن حماية حتى مقدساتنا أيها الاتكاليون الذين ينتظرون أن تسعفهم السماء بطيرا أبابيل أن تعرضت قبلتهم للهجوم كما أسعفت أهل الجاهلية ..
ورغم هذا فإنني أطالب كل النساء أن يقدمن لكم الشكر ، لان اكتفائكم بذكورتكم جعلنا ندرك بان حربنا لاسترداد حقوقنا التي سلبتموها اسهل مما كنا نتوقع ، فالذكور يكفي أن يذكر أمامهم اسم أمريكا ليتلاشوا أو يركضون نحو جحورهم ، وبذلك لن يبقى في الميدان إلا الرجال فقط وهؤلاء ليسوا أعدائنا إطلاقنا لأنهم ليسوا أعداء أنفسهم وعندها فقط سنشكل فريق واحد معهم ضدكم وضد أمريكا فكلاكم أعداء يستحقون أن نقاتلهم لان كلاكما انتهك حقوق الأبرياء ...
Bookmarks