عما قريب سيكون لكلية طب الاسنان - جامعة صنعاء أن تفخر بمبناها الجديد، لأنه سيكون الأحدث على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، طبقاً للتصاميم الهندسية التي وضعتها أكبر الشركات الأجنبية المتخصصة.
لكن ليس هذا فحسب ماتنحصر عنده التطلعات والخطط فالجامعة تمضي في رفع كفاءة الكلية الحالية رغم صغر حجمها من خلال تزويدها بالمعامل الحديثة بالغة الكلفة والمراجع العلمية المتخصصة، وكذا التوسع في جانب الخدمات العلاجية التي تقدمها للمرضى مجاناً، بالإضافة إلى اختيار كفاءات تدريسية عالية.
< وفي هذا السياق يتحدث الأستاذ الدكتور/ علي منصور الشافعي - عميد كلية طب أسنان صنعاء، إضافة إلى جوانب أخرى لصيقة بالعمل الطلابي وواقع المخرجات..
> مبنى الكلية الحالي لايلبي الطموح .. ماذا عن المبنى الجديد وإمكانياته؟
- هذا أمر مؤكد، فالمبنى الحالي صغير الحجم، لكننا عملنا جاهدين وخلال فترة قصيرة على جعله يحتوي على مقومات الكلية الحديثة المتكاملة، فقد قمنا بإضافة عيادات ومعامل جديدة مزودة بأحدث التقنيات العلمية الحديثة.
أما فيما يتعلق بالمبنى الجديد، فسيكون الأحدث على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا بحسب ماتطرحه أحدث الشركات العالمية في هذا المجال وهي شركة (سريتوجا الإيطالية)، والتي تتولى إجراء التصاميم للبنية التحتية للكلية وهي عبارة عن تمديدات (الغاز، الهواء، الضغط والكهرباء، والصرف الصحي) وقد متحتنا هذه الشركة تخفيضات كي يكون المشروع ضمن موسوعة مشاريعها العملاقة على مستوى العالم.
وحول تجهيز المبنى فإن هناك توجها من قبل رئاسة الجامعة ليتم هذا التجهيز بأحدث ماتوصل إليه العلم الحديث من تقنيات في مجال طب الأسنان، وتجديد دراسات متأنية لعمل تصاميم داخلية بجودة عالية.
في بداية الطريق
> ماتزال الكلية ناشئة .. كيف ترى واقع مخرجاتها؟
- مخرجات الكلية تنحصر حتى الآن بثلاث دفعات فقط، فيما الدفعة الرابعة سنحتفل بتخريجها خلال الأشهر القادمة، كما أن الكلية ناشئة ولم يمضِ عليها سوى تسع سنوات، حيث يبلغ عدد الطلبة المتخرجين منها حتى الآن (732) طالباً وطالبة، ويبلغ عدد الطلبة المسجلين في الكلية من المستوى الأول وحتى المستوى الخامس (574) طالباً وطالبة.
خدمات مجانية
> إلى أي مدى تعتبر ماتقدمه الكلية من خدمات أمراً يصب في خدمة المجتمع؟
- وأنا هنا أدعوك إلى المقارنة، فكلية طب الأسنان تقدم خدمات جليلة ومتميزة ومجانية بعكس الكليات الخاصة التي تقدم هذه الخدمات بمقابل مالي، فكليتنا تعد ورشة عمل يومية يشترك فيها الأستاذ والطالب والمريض، حيث نبدأ يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة بعد الظهر.
ويبلغ عدد المرضى الذين يترددون على عيادات الكلية خلال العام المنصرم ويستفيدون من الخدمة العلاجية نحو 91 ألف مريض، وتتوزع خدماتنا في قسم الاستقبال الذي يقوم بعملية تشخيص المرض وإرسال الحالات إلى الأقسام المختصة، وبالنسبة للحالات الإسعافية يتم معالجتها بإعطائها وصفة طبية، وتحديد موعد لاستكمال العلاج، ويستقبل هذا القسم يومياً مابين 051-002 حالة موزعة على جميع التخصصات، أما قسم الجراحة فيقوم بعمليات الخلع العادية والجراحية مثل الأسنان المطمورة وبقايا الجذورالسنية، وعمليات قطع الذروة وعمليات البروز العظمى، وإزالة الأكياس تحت الجذور، وأورام الفم الصغرى والحميدة وعمليات تجميل صغرى للفكين، وكذا أخذ عينات من بعض الأورام وإرسالها إلى المختبرات للتشخيص، وأيضاً خلع الأسنان اللبنية للأطفال.
فيما يقوم قسم التقويم، بتقويم الأسنان عند الأطفال والكبار بالأجهزة الثابتة والمتحركة والتدخل الجراحي إذا لزم الأمر.
ويتولى قسم الحشوات القيام بجميع أعمال الحشوات الوظيفية والتجميلية وحشوات العصب والحشوات الخاصة بالأطفال.
في حين يقوم قسم أمراض اللثة بالمعالجات اللثوية الحادة والمزمنة، وكذاالحالات المرضية الخفيفة، وإزالة الترسبات الجيرية وعملية تبييض الأسنان وبعض العمليات الجراحية اللثوية ومعالجة.
الجيوب اللثوية
ومن خلال هذا كله يجد أبناؤنا الطلبة فرصة كبيرة قلما تتوفر في أي كلية أخرى، فهم يطلعون على مجمل الأمراض المختلفة، وإلى جانبهم كفاءات تدريسية عالية التخصصات مايجعل العملية التعليمية تسير بسلاسة تعود بالنفع والفائدة على الطلبة.
علاقة واضحة
> مارأيك كأكاديمي بواقع العمل الطلابي، وعلاقة الطلبة بالهيئة التدريسية والإدارة عموماً؟
- في هذا الموضوع لابد من الإشارة إلى أنه قبل مجيء الدكتور/ صالح باصرة لجامعة صنعاء، لم يكن هناك منظومة عمل طلابي كاتحاد وبشكل قانوني، لكن بعد ذلك أصبح العمل الطلابي منظماً فقد أجريت انتخابات طلابية قانونية بجامعة صنعاء رغم معاناة رئاسة الجامعة في هذا الأمر الذي لم يكن سهلاً البتة.
بعد ذلك اتجهت رئاسة الجامعة ونيابة رئاسة الجامعة لشئون الطلاب إلى عمل لائحة لشئون الطلاب، وقد أخذت وقتاً طويلاً بهدف إيجاد صيغة واضحة للجميع، وأخيراً تم التوقيع عليها وإقرارها من قبل مجلس الجامعة وكل ممثلي الطيف السياسي في الجامعة.
لكن مع ذلك تظل هناك ممارسات لقلة من الطلبة تحاول القفز على هذه اللائحة فيما القاعدة العريضة من الطلبة يدركون أهمية اللائحة باعتبارها قواعد واضحة تنظم العلاقة بين الطالب والأستاذ وإدارة الجامعة بصفة عامة، كما تضمن حقوق الطلبة، غير أن تلك القلّة تعتقد خطأ أن هذه اللائحة ضد أهدافهم غير المعروفة أصلاً فيبدأون بنشر قناعاتهم هذه وسط الطلبة تحت مبرر أن اللائحة غير قانونية وأنها مخالفة، ومن ثم يروجون لتجاوزها وعدم الانصياع لها والمؤسف حقاً أن يكون على رأس هؤلاء بعض ممثلي اتحادات الطلبة في بعض الكليات، لكن بالنسبة للسواد الأعظم من ممثلي الاتحادات فهم يتمتعون بوعي كامل ويعون ماوراء تلك الدعوات التي لاتحاول سوى إعاقة سير الأداء التعليمي.
وألخص ماسبق في أن بعض قيادات العمل الطلابي ربما لم يستوعبوا الهدف الحقيقي من إقامة اتحادات طلابية واما أنهم يفهمون ذلك جيداً ويحاولون إفراغ هذه الاتحادات من مضامينها الحقيقية عبر تحويل مقادها إلى غرف لطبع المنشورات التي تحمل العداوة والبغضاء لكل مخالف لهم في الرأي، وكذا الإساءة لأساتذتهم تحت مبرر حرية الرأي التي هي مسؤولية أولاً وأخيراً وليس خروجاً على النظام والقانون.
تقنيات حديثة
> مرة أخرى نعود إلى واقع الكلية الآن؟
- المبنى الحالي لكلية طب الأسنان في البدء كان معداً لأن يكون كلية صيدلة، لكن قيادة الجامعة آنذاك ارتأت أن يتم تحويله إلى كلية طب أسنان، ومع ذلك تم تجهيز المبنى بقاعتين للمحاضرات وعيادتين لكراسي الأسنان تحتوي على 03 كرسي أسنان ومعمل فانتوم يحتوي على 03 رأساً لتدريب الطلبة بالإضافة إلى معمل الاستعاضة.
وخلال أربع سنوات أوجدنا بعض المعامل المهمة والتي كانت ضرورية للطلبة كمعمل التيجان والجسور ومعمل الأطقم الثابتة ومعمل الأطقم المتحركة ومعمل الصب ومعمل الجبس، وقد جهزت هذه المعامل بأحدث الأجهزة، حيث تجاوزت قيمتها الـ03 مليون ريال.
ومؤخراً تم إضافة العيادة الثالثة لكراسي الأسنان التي احتوت على 52 كرسي أسنان بقيمة إجمالية تقدر بـ002 ألف دولار أمريكي، كما تم افتتاح معمل الأنسجة، وجاري الآن استكمال شبكة الانترنت ومكتبة الكلية بعد أن تم تغذيتها بأحدث الكتب العلمية الحديثة وإضافة إلى ذلك ركزنا على التحسينات الجمالية من خلال التشجير وتنسيق المساحات أمام الكلية ماأعطاها مظهرآً جميلآً.
مشكلات قائمة
> ماهي المعوقات التي تواجهونها؟
- هناك جملة من المعوقات أهمها صعوبة الحصول أو التعاقد مع أستاذ طب الأسنان بالمبلغ المحدد من قبل الجهات المسؤولة، فمرتب أستاذ طب الأسنان كما هو معروف مرتفع جداً، وما هو معروض لدينا لايناسبه بأي حال، لكن قد حلت هذه المشكلة عن طريق الاتفاقيات الثنائية ولكن ليس بشكل كلي، الأمر الثاني هو أنه على الرغم من أن رئاسة الجامعة قد دعمت الكلية بأكبر عدد ممكن من المعيدين إلا أننا مازلنا نواجه مشكلة الابتعاث خصوصاً وأننا قادمون على مبنى جديد يحتوي على قاعات كبيرة ومعامل متعددة الأغراض، وعدد أكبر من الطلبة، وهذا سيجعل من ضرورة تواجد عدد أكبر من أعضاء هيئة التدريس المؤهلين أمر مهم جداً، فما لدينا الآن من مبتعثين من المعيدين لدراسة الماجستير والدكتوراه لايمثل سوى 02 بالمائة من متطلبات المبنى الجديد ولكي تكون واضحة أكثر فإن 90% من أعضاء هيئة التدريس من الاجانب
خطة قادمة
> إذاً ماهي خطتكم المستقبلية لتجاوز هذه العوائق؟
- بالطبع متابعة تجهيز المبنى الجديد لإنجازه في زمن قياسي للحاجة الماسة له كما نقوم بالتركيز على ابتعاث عدد أكبر من المعيدين لدراسة الماجستير والدكتوراة وفي مختلف التخصصات لنتمكن من توفير عدد أكبر من الكوادر الوطنية المؤهلة.
Bookmarks