بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اخواني الأعزاء ..
لا يختلف اثنان على الوضع الذي يعيشه البسطاء من الناس في اليمن... خصوصاً أولئك الذين لا يجدون ما يسدون به رمق جوعهم وحاجتهم الماسة لأدنى متطلبات الحياة الكريمة والشريفة..
فهناك شريحة كبيرة جداً من اخواننا يعانون من ويلات صعوبة الحياة في اليمن من غلاء الأسعار والجرعات المتتالية من الحكومة والتي تزيد من الضغوط على كاهل هؤلاء البسطاء وتحطم ما تبقى من ذرة أمل في تحسين الأوضاع المعيشية لهم...
أعتقد بأن الكل يوافق على أن الحكومة تتحمل العبء الأكبر من المسؤولية عن هذه المعاناة التي يعيشها ذوي الدخل المحدود هذا الى جانب رجال الأعمال والميسورين والذين عليهم ايضا مساعدة اخوانهم الفقراء
لعلي أسوق هذه المقدمة البسيطة بعد مشاهدتي قبل يومين بالتحديد وعلى الفضائية اليمنية برنامج يحكي (إحياء شعب من جديد) أو بالاصح بث الروح في أناس فقدوا الأمل في العيش الكريم واستسلموا للأمر الواقع بعيشهم في أماكن أقل ما يمكن وصفها (بالمستنقعات) وهي بلاشك حياة مُذلة مهينة لكل انسان يعرف من الانسانية أبسط معانيها !!
نعم لقد شاهدت رجال وشيوخ ونساء وأطفال ترتسم على وجوههم الضحكة وكأنها لأول مرة .. كأنهم يحيون من جديد وكأني بهم غير مصدقي أنفسهم بما هم فيه من مستوى معيشي أفضل مما كانوا فيه سابقاً بالرغم من أن الآلاف من البشر يعيشون بجانبهم من قبل أو لنقل يمرون بالقرب منهم ولكن كأن الأمر لا يعنيهم !!
أنا هنا لا أقف في صف أحد ضد أحد ولا اجامل احد على حساب الآخر ولكن الحقيقة لابد وأن تفرض نفسها أمام الجميع .. لقد قامت الدولة بعمل رائع ومشكور ومأجور باذن الله عندما تم بناء مدينة سكنية في مدينة صنعاء لشريحة من الناس كانت لا تملك المأوى أو المأكل أو المشرب !!
ما شد انتباهي ليس المدينة السكنية الجديدة.. ولا قاطنيها الجدد !!
ان ما شدني بالفعل هو ذلك الرجل الذي كان يتجول في شوارع تلك المدينة والى جانبه كان هناك العديد من الأطفال الصغار والشيوخ الضعفاء ... لقد كان شخصاً ذو هندام مرتب ويوحي بأنه مسؤول كبير !!
ولكنك تدهش بعد لحظات عندما تراه يخلع الجاكيت ويقف في وسط الشارع ويلعب كرة القدم القدم مع هؤلاء البسطاء ويتفاعل معهم وكأنه واحد منهم !!
ويواصل الضيف الكريم استرساله فيما يدهش من يراه فيقوم بالرقص معهم على انغام الموسيقى ويظهر أدائه المتميز في مجاراتهم !!
أي تواضع وأي أخلاق نجدها في مسؤول يمني رفيع يقوم بتفقد أحوال تلك الشريحة من الناس البسطاء والاندماج بينهم وكأنه واحد منهم ... بالنسبة لي لقد كان أمر مذهل
عندما ترى فرحة ترتسم على وجهة طفل حُرم من المنزل والمدرسة والآن يحصل عليهما يخالجك شعور لا يوصف وعندما ترى النساء يجدن ما يستترن ورائه وهو منزل بسيط ومرتب تتوفر فيه المتطلبات الأساسية للعيش من كهرباء ومياة وخطوط الهاتف الثابت .. ونجد من يقوم بمتابعة أحوال هؤلاء يومياً وبنفس تجعل الناس يعبرون عما يكنون بدون خوف أو تردد ..
وعندما سُئل أحدهم عن شعوره في هذه اللحظات أجاب : بأن شعوره لا يوصف وأن حياته بدأت فقط من اليوم الذي انتقل فيه الى منزله الجديد وطالب بأن تسمى هذه المدينة ومثل ما قال بأن يكتب وبالخط العريض على مدخلها (مدينة علي عبدالله صالح) عرفاناً للأخ الرئيس لاهتمامه بهم .. صدقوني لقد كانت مشاعر هذا الرجل صادقة ونابعه من القلب تجاه أناس انتشلوه من مستنقع الحياة الى حياة كريمة...
لقد سطر جمال الخولاني أمين المجلس المحلي بمحافظة صنعاء أروع الأمثال بتواضعه وقمة أخلاقه وحسه المرهف باختراقه كل أدبيات المسؤولين ورمى بها عرض الحائط وتعامل مع هؤلاء الناس بكل بساطه واخوة وأشعرهم وأشعر من يشاهدة بأنه يعمل لأجل الخير لأجل الإنسانية لأجل الرحمة بين البشر
لقد كان مشهداً رائعاً من بلادي .. أتمنى أن يتكرر لاعانة أمثال هؤلاء لأنه وكما نعلم لازال هناك الكثيرون يعانون الأمرّين ولا نملك لهم سوى الدعاء لهم بأن ييسر ربي أمرهم ويحسن أحوالهم اللهم آمين
واعذروني اخواني على الاطالة
دمتم سالمين
:thumbs_up
Bookmarks