من أنا ..؟
ًوقفت مترددة كثيراً لدى إحدى صفحات التعارف
وقد طـُلب منّـي أن أقوم بالتعريف عن نفسي
وهو سؤال يحتاج لمجلدات للإجابة عليه
و بعد إجتهاد من جانبي قد لاأصيب عين الحقيقه بعد أن أضع فيه باكورة تجاربي الأدبيه
ترددت ..
ومن ثم تشجّعت ..
وبدأت بالكتابة بعد طول تفكير
وأخذت أكتب عن أهم مايميزني وعن كل سبب يجعلني أحبني ..
من وجهة نظر نفسي لـ نفسي
وبعد إنتهائي من السطر الأول والشروع في البدء بالسطر الثاني بحرفين
توقف الكيبورد ..!
رفض أن يستمر في التدوين رغم النقر المستمر على مفاتيحه ..!
فإكتشفت أنني يجب أن أختصر من أنا بـ كلمتين ..!
صرخة ثورة مكتومة قبعت بصدري غاضبة
من ذا الذي يستطيع أن يجزل التعبير ويتحدث عن نفسه بكل تكويناتها وتعقيداتها بـ كلمتين ..؟
فـ لمعت فكرة جنونيه بداخلي
تبلورت و برقت كالرعد في رأسي
لما لانفتح صفحة للـ (( أنـــا )) هنـا ..؟
من أنت .؟ من أنتي .؟ من أنا .؟
كل الأنّـــات
بكل حياديه
بكل صدق
و بكل أمانه
لما لانكتب عن أنفسنا ..؟
ولكنني توقفت أتمالك نفسي وأعيد التفكير في تفكيري الفوضوي المبعثر
ربما سيفكر الجميع كما فكّرت أنا بنفسي .!
أن نكتب الأنـا بمميزاتها ..
ساترين كل عيوبها ..
كل مانكرهه بأنفسنا ..
كل مانحاول تجاهله ..
كل مانود التخلص منه سيبقى في القاع مغطى بتلّ من الرماد كالجمر المتّقـد
لذا آثرت أن أبدأ بنفسي
أنا من أنا بكل ما أحبه في شخصيتي بإنهزاماتي بإنجازاتي وبهفواتي وبصفاتي المتزنه والرعناء ..
بصدق
وعفويه دون أن أرتّب جملي أو أعيد صياغتها ..
ستبقى الجمله حبيسة السطر طالما أتممت النقر على الأحرف وإنطلقت من أعماقي
دون تزيين أو إدخال تحسينات لغويه
سهله سلسه
وبنفس الوقت فليعذرني من قد تظهر له عُقدي بوضوح
.
.
من أنــــا ..؟
أمممممممممممممممممممممممممم ..؟؟؟؟؟
أنا التي ركلت رحم والدتها في الثالث من رمضان في ذاك العام الذي سعدت والدتي بقدومي فيه
وأستقبلت الدنيا باكية جزعة خائفة
لم أكن ضئيلة الحجم بل ممتلئة تضج الصحة بعروقي فوالدتي تناولت الكثير من الفيتامينات أثناء حملها بي
أقبلت عند آذان المغرب فكان أول ماسمعته من الحياة هو صوت المؤذن يوحد الإله
وقدمت على يديّ طبيب غاضب
للطرافة أن الرجل الذي ساهم في خروجي للدنيا كان غاضب
فقد كنت السبب في تأخيره على دعوة مع رفاقه للإفطار بعد نهار رمضان طويل شاق بالنسبة له
حاول إخراجي بسرعه
وكدت أفارق الحياة قبل أن أأتي إليها
ولكنني وكما لازلت في أغلب الأحيان وحتى هذه اللحظه (( متأنّـيـــه ))
رفضت الخروج وماطلت كثيراً وحاولت تأخير صرخاتي الأولى قدر المستطاع
وأخيراً خرجت ..
هذه أنا كما جئت طفلة من نور
لم تبكي صارخة إلا في يومها الأول
وبعد ذلك كانت في المجمل هادئة
كان والدي يرفضني
ولم يكن يريدني
ولكنه مع الوقت تعلّم أن يحبني
لم يكن يريد فتاة أخرى
وحين علم بأن المولود كان فتاة ترك المشفى إلى مابعد الإفطار
وبعد عودته تناولني بيديه إحتضن لحمة صغيرة وهبها له الله وفض بكارة أذني بتكبيرة من طهر
وكبرت قليلاً
تعلمت منذ الصغر أن أقبل بالقليل
وأن أعتبره كثير
وأن أسعد به
ففي حين كانت أختي الكبرى تفعل كل مابوسعها لتمتلك قلوب الجميع لأن الغيرة الطفوليه كانت تزعجها
من تلك القادمة إلى الأسرة لتنتزع الحب والدلال وتسحب البساط من تحت أقدامها
فكانت تكثر البكاء والعويل لتستجلب الإهتمام
في حين كنت هادئه ألوذ بالصمت في كل وقت
لم تكن أمي تحملني لثقل وزني
ولكي لاتثير غيرة أختي الكبرى
كنت هناك دوماً قابعة في أحد الأركان حيث تضعني أمي محاطة بالوسائد كي لا أقع
راضية بلحظات الحنان القليله التي كانت تمنحني إياها أثناء إرضاعي
مرت السنوات
إلتصقت بأختي وأحببنا بعضنا بجنون حتى أصبحنا كالتؤامين المتلاصقين
مع إختلاف حاد في الأطباع
ولكنها كانت ولازلت قدوتي في الكثير من الأشياء والصفات الجميلة التي تمتلكها
وفي تلك الفترة ظهر أول تناقض أشكو منه في شخصيتي
أصبحت المندفعة المجنونه
التي تفعل كل شيء وأي شيء بتهور طفولي جميل ولكنه مؤذي في الكثير من الأحيان
وكانت عائلتي حولي يحاولون قمع (( شقاوتي )) بكل الطرق
سأنتقل من هذه المرحلة إلى مرحلة أخرى
فطفولتي ليس فيها الكثير سوى لهو الأطفال
ولكنني أود أن أخبر الجميع أن كل من لم يحبني في صغري في ذاك الوقت
أصبح يهواني ويحبني ويعشقني فتلك الطفلة التي كانت تهوى تقليد الكبار والجلوس في مجالسهم وكانوا يحاولون إثنائي عن التكلم كالكبار والتصرف تصرفات الكبار ومنعي من الجلوس معهم أصبحوا يتحيّنون الفرصه لأشاركهم جلساتهم ..
فتلك الطفلة قد كبرت وعقلت وأصبحت تلج إلى القلوب كل القلوب بلا إسئذان
كما أريد أن أقول أن عائلتي هي كل ماأحبه في هذا الكون
حياتي تحت أقدام سعادتهم بكل رضا جميعهم من أكبرهم لـ أصغر فرد منهم
.
.
من أنــــــا مرة أخرى ..؟
مزاجية حد التعب
أتعب من التقلبات الحادة التي تعتري مزاجي الغريب
الآن أضحك وبعد قليل و ربما بسبب كلمة قد ترونني قابعة في الظلمة أبكي وحدي
ولكن هناك مايميزني رغم كل سنين الحزن التي رسمت خطوطها على ملامح وجهي .. إبتسامتي لاتفارقني أبداً
هي الرماد الذي أخفي خلفه كل الآهات والتوجعات
فوضاويه كأيام العيد الذي تكثر فيه الزيارات
ولكنني بالرغم من ذلك أعرف مكان كل شيء في غرفتي المنقلبة رأساً على عقب
لي عادة طريفة لم أتمكن من التخلص منها
وهي الوقوف يومياً على جهاز قياس الوزن
ربما عدّة مرات خلال اليوم الواحد
أعتدت أن أتابع التغييرات الـ السعراتيه <<< نسبة للسعرات
أعتدت متابعتها خشية الإزدياد بعد معاناة في الوصول للوزن المثالي
كانت تزعجني كلمة ( دبــه ) حتى ولو بـ المزاح
أما الآن أصبحت أعرف كيف أتعامل مع قائلها بروح نكتة هازئة بعقدتي القديمه من هذا اللقب
.
أحب الله كثيراً
وأخافه كثيراً
يحيرني كيف يغفل الكثيرين في هذا الزمن رؤية الله له في تعاملاته مع نفسه ومع من حوله
كيف يموت الضمير وتمارس الرذائل دون خوف
يقلقني حال الأشخاص الذين لايربطون مايعانون منه من مصائب وإبتلائات بذنوبهم
وكيف بعد كل مايأتونه من أفعال مخزيه يتجرؤون على رفع الأكف بالدعاء والإبهال في طلب أمور دنياويه
دون حياء من الله
ودون حتى أن يطلبوا ممن يريدون منه الرزق والرحمه
أن يرزقهم الهدايه ويرحمهم بالمغفرة ..!
.
صفة أمقتها بنفسي وهي الخجل
خجل ممل
خجل ثقيل ظل
ذاك الخجل الذي قد يجبرني على تحمل وضع لا أريده
ذاك الخجل الذي يمنعني من المواجهه كي لا أجرح أحد
خجل مؤذي
خجل يعدّ من أهم نقاط الضعف في نفسي
.
أحب أن أقترب من الناس وأحب أن يقتربوا مني
أهوى أن أكون كساحرة تمسك بعصا سحرية
تطوف هنا وهناك
تلوح بعصاها تساعد هذا وتواسي تلك
أحب أن تكون لي مواقف جيدة مع كل من حولي
ليس رغبة بالصيت
إنما بحثاً عن الرضا
أعشق أن أكون إلى جانب أصدقائي
أعشق أن أمدّ لهم يدي بمنديل
تغمرني رغبة لا عائق يعوقها في أن أعطي كتفي لهم يتوسدونه ويتحمّل همومهم ويخفف عنهم
وكثيراً وددت لو أن بمقدوري أن أعيرهم إياه ليأخذونه لبيوتهم يستبدلونه بالوساده غير عابئة بإبتلاله بشلالات الدموع المنهمره
كل ما أخبرتكم أنني أعشق وأهوى أن يكون من مواقفي نحو أصدقائي أن أسابق في التواجد معهم في أحزانهم قبل أفراحهم
لا أتمكن من فعله كما يجب
ظروفي دائماً تقمع رغباتي الصادقة في إظهار مدى حبي لهم
ولكنني هنا ومن هنا أخبرهم بأنني رغم التقصير أحبهم
أحبهم
أحبهم
فهم أحد الأسباب التي جعلتني أحبنــي
.
.
أرجو أن لايضحك أحدكم على هذه الجزئيه
فأحياناً ومنذ الصغر كانت تنتابني أفكار لاأستطيع وصفها سوى بالجنونيه
كأن أصبّ الشاي الحار على يدي لإختبار مدى حرارته
كأن أحمل القدر الساخن دون قفاز الحمايه لأرى مدى قدرتي على فعل ذلك كما شاهدت في أحد الأفلام الأجنبيه
كأن أجرب بخاخ الحميه الذي تحملة الفتيات كحمايه عند خروجهن على يدي قريبتي لأرى مدى تأثيره فتصاب المسكينة بحروق جلديه
إستمرّت هذه العادة تلازمني حتى اللحظة
فحتى الآن لا أمتنع عن فعل شيء إلى أن أجرّبه وأرى نتائجه بأم عيني
ولذلك تكسّر وتهشّم قلبي مراراً
فتجاربي في الحياة رغم قلّتها إلا أنني لا أقبل سوى برؤية النتيجة المأساويه بكل وضوح
رغم علمي المسبق بها
لا أكون سوى مجنونه حين تنتابني تلك الأفكار
.
طبعاً أنا متناقضة إلى أبعد الحدود
هادئة ومشاغبة
رزينة ومندفعة
ضاحكة باكية
سعيدة حزينة
على حسب المزاج
إلاّ أن تلك التناقضات تحقق لي نوعاً من التوازن النفسي
.
لست طيبة تماماً ولكنني وأقسم بالله طيبة
أقابل الإسائة بالإحسان أو بالصمت والإنزواء على نفسي والتقوقع داخل ذاتي
تماماً كالجريح ألعق جرحي حتى أطهّره وأضمّده بالنسيان
أتعامل بالفطرة دائماً
قد يأخذني غضبي فأزمجر كمن فقد عقله
ويكرهني كل من أحبني في حالات غضبي العارمه
لأني أتحوّل تماماً
إلا أنه متى ما أرخيت تقاسيم وجهي بإبتسامة إحتضنني الجميع بنظرات حنان من كل إتجاه
كطفلة أصرخ غاضبة لتحطّم لعبتي ولكن ماأن ألهو بسواها تزغرد ضحكاتي لتملأ الكون
لا أستطيع أن أتخاصم مع أحد أكثر من يوم هذا على أبعد تقدير
غير أن الحقيقة أنني لا أقوى أن أتماسك وتمسّك بملامح الزعل والجفاء لأكثر من دقائق معدودات
فوجهي من النوع الليّن الذي تغالبه الإبتسامه رغماً عنه بحكم العادة
وكنت أكره ذلك في نفسي في الماضي لأنني كنت أريد أن يحسب لغضبي حساب
ولكنني الآن لم أعد أعبأ لأن من يحبونني سيهتمون بألا يغضبونني من الأساس
ولن أخبركم عن الشعور بالذنب الذي يعتريني بعد أن أستفيق من نوبات غضبي البشعه
أشعر بالخجل من نفسي وبالشفقه على كل من نال قسطاً من كلماتي اللاذعه
.
أحب القراءة كثيراً
أحب الجلسات الحواريه
رغما إلتزامي بالصمت فيها كثيراً
ولكنني أحبذ ماأحصل عليه من فائدة منها
أحب أن أخوض نقاشاً لدي خلفية جيدة عنه
وأبغض نفسي وعقلي وتفكيري حين أجد نفسي في لجة حوار أجهله
هذا أحد عيوبي المقيته
أكره جهلي
أعلم أن لا أحد في الكون إكتمل لديه علم إلا الله تعالى
ولكنني حين يدار الحديث عن كتاب لم أقرأه أو قضية لم أعلم بها أو تاريخ لم أحفره في ذاكرتي
أغتاظ
ويغلي الدم بعروقي
وأجلس بيني وبين نفسي في خفية عن العيون ألوم نفسي وأؤنبها على قصورها وجهلها وقد أصل لحدّ شتمها وسبّها لتتعلم من هذا الخطأ
.
هناك عيب كنت أود الإحتفاظ به لنفسي ولكنني وعدتكم بالصدق
لا أدري لما تهتز ثقتي بنفسي في بعض الأحيان
وأجد نفسي أبحث عن كلمات الإطراء لأرضي هذا الخلل
ولـ أسـدّ هذا الثقب الذي يتسع في قلبي إذا لم أهبّ لعلاجه سريعاً
فأحياناً أعتقد أن لا أحد يحبني
لا أحد يهتم بي
لا أحد يتذكرني
وكما في رأيت في أحد الأفلام أحتاج لعلاج من النوع القائل :
(( إذا رأيتم هذا الشخص إحتضنوه وإشعروه بالحب فهو بحاجة لذلك ))
.
أتكلم بصدق
وأحب الصدق
لا أخون العهد
ولا أتناسى وعداً قطعته أبداً
لو كان تحقيقة سيكلفني رقبتي
لا ارتدي الأقنعة
فبرغم أن الزمان الذي أعيشه أعطاني أقوى الأقنعة لوجهي ( البرائة )
ولكنني أحرقت القناع وأبقيت على طهر برائة ملامحي كما هي لايمسها زيف
.
أشعر أن أحلامي مؤجلة
وأن أيامي السعيدة لم تأتي بعد
أردد : يالله لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين
وأحسن الظن بالله
ويقينة من أن الخير كله سيأتي بعد إنقشاع غيمة الأحزان
دعواتكم لي
.
.
.
لديّ الكثير من الأنا خاصتي ولكنني أطلت وتخجلني هذه الإطالة عليكم
سأحتفظ بما تبقّى فهناك أنا لم أخبركم بها بعد
وهي: أنني أحب أن أحتفظ بالقليل مما يخصّني لي وحدي
لذا سألتزم الصمت
بعد الآن
ولن أتحدث عن نفسي
ولكن سيسعدني أن أشاهد ثرثراتكم وأنّــاتكم
والتعرف إليكم أكثر
بإنتظار من لدى قلمه وقلبه الشجاعه ليخبرني
.
.
من هـــو ..؟ من هــــي ..؟
إذن
من أنت/ أنتي ..؟
Bookmarks