التاريخ يحمل في جعبته كل الحقائق وإن طمست بعضها.. ولكن "العصرنه" تبقى هي الشاهد الأوحد والذي سيرسمه أجياله عقداً بعد عقد ليكتبوا عنواناً مفاده أن "التاريخ لايرحم" وكل من عبث بالإنسانيه له من مقعد العقاب ومن شره هو وأنصاره يوماً ما والإيام ماهي إلا (دول)
في إحدى محاضرات العلامه "عمرو خالد" كان يحاول فيها تذكير الشباب المسلم بحضارة هذا الدين الذي حاولت مسحه العلمانيه بتوجهاتها الغربيه والإستعمار بمصها دماء المستعبدين فيها من مالٍِ وموارد وتاريخ على حدٍ سواء ... وهنا العلم الإسلامي يبقى مرفرفراً وإن كره بقية العالمين هو الأساس التي أنبعث منه علوم اليوم وصناعات الحاضر ... هؤلاء العلماء أسسوها والغرب قاموا بتهذيبها ورسمها على أقصى إستفاده ممكنه ...وبقى أن نقول أن من الغرب مازال من يحمل علم الحياد حين تترك بعض التماثيل للعلماء المسلمين كتخليداً لهم في جامعات فرنسيه عرفاناً وإعترافاً بفضلهم على علوم الحياه ..
حضارات المسلمين تحملاً طولاً شاهقاً وإرتفاعاً فارعاً ومساحةً يعجز الإنسان إن يتحدث عنها في بياض بعض الصفحات ... ولكن مانود التركيز عليه هنا هو حضارة المسلمين الخالده في الأندلس (أسبانيا حالياً) والتي آثارها الشامخه لاتزال حتى اليوم وبقيت كأحد الرموز التاريخيه الخالده مثل (قصر الحمراء الأسطوري) في غرناطه ... رسم المسلمون يوماً خطوطاً عريضه تحمل رسالة الإسلام موضحة مدى عمق وشموخ هذا الدين في مضمونه ومتى ماكان هو الأساس التي أرتكزت عليه الأمم بقي التطور هو الحليف الدائم والرفيق الواثق على دروب الحياه .. كانت ثمانيه قرون من العظمه الإسلاميه لاتنسى ... أنتهت ببعد ملوك طوائفها حينذاك عن مقومات الإسلامي بما تولد من صراعات بين المسلمين في تلك الساحه ولدها الطمع والجشع وكان العدو يتربص متى تُنهَك الأسود من صراعها حتى يُنهي البقيه الباقيه منها ...وهذا ماحدث بالفعل على وجه التدقيق ... وهو درساً عميقاً يغوص في النفس الإنسانيه .. حاول المستشرقون والغرب كثيراً في حذفه ومحاوله حجبه بستار التطور الحديث وعبر مراسليهم من العلمانيين والتي تجود بهم وبأمثالهم الكثير من أمتنا في خضم إيامنا المعاصره ...وتلك الحضاره كانت على الدوام محط أنظار أوروباً لأنها كانت مصدر القلق الحقيقي ... وخصوصاً بعد الحرب الشهيره في معركة بلاط الشهداء التي كانت في سهول فرنسا ونال على إثرها المسلمون الهزيمه وتوقف زحفهم عند هذا الحد ... وليعلم كل فرداً منا أن وصولهم إلى هذا الموضع لم يكن بتعداد الجيوش أو قوة السلاح بل كان ب"أكسير الإيمان" السحري والذي زرعه أطهر الخلق محمد صلى الله عليه وسلم في نفوس أمته والمسلمين والعالمين جميعاً ...
هذا مايغفله الكثير من أفراد الأمه الإسلاميه حين وقد نالهم من إغراء وحضارة الغرب الشيء الوفير .. ونسيوا أن يوماً من الإيام كانت بغداد هي نيويورك اليوم حين كان يهاجر إليها معظم شعوب العالم لنيل طلب العلم بين ثناياها ...الغفله تأتي من حيث الجهل بوجود (صراع الحضارات) والتي أنتصر فيها المسلمين في حقبة طويله من الزمن ومن ثم أفقدت زمام الأمور منهم وخسروا حتى اللحظه ... وتبقى الهويه هي الخالده والبقيه الباقيه التي مازال الحرب عليها للمسلمين ...وإن كانت الحروب اليوم تحمل حروفاً أقل ليناً وذرائع تبعدهم عن الشكوك الدينيه والإحقاد والضغينه التاريخيه ... فإن الأمر لم يعد بخافي على طالب الإبتدائيه...والإرهاب وإن يحمل عدة أفكار وتعاريف في الزمن الحاضر فقد وظفته كل جهه بمايخدم مصلحتها سواءً مصادرها أو الإنظمه المختلفه ...
ستبقى هذه الأمه مستهكله وصفراً على شمال الأرقام متى ماظلت هي "ظِلاً" تتبع كل تفاهات مايعاني فعلاً منه الغرب في وقتنا الحاضر... في حين تركناً أسس الحضاره التي رسخت جذورها على جسد السنين الإخيره بواسطة العوامل التي أستخدمت لتوصلهم إلى هذه المرحله ..
إن الغرب يغوص في وحل الرذيله الذي يشتكون منه مراراً وتكراراً لما ولده من نتائج وخيمه ... ويأتي فئة من أنصار هذا الدين الحنيف ليربطواً بأعينهم أقمشه سوداء وينجروا كقطيع وراء هذه الثغرات .. وبه نخسر البقيه الباقيه لنا ...
الصراع مازال مستمراً ولكن بوادر تحول في السنين المقبله ليست موجوده على السطح ولن تطفو حتى يأتي المنعطف التاريخي الحقيقي الذي لن تكتبه إلا دماءً طاهراً كما كتبتها أمماً إسلاميه قبل ذلك ...
لكم التحايا المعطره بعبير الزهور
Bookmarks