الصــــــراحة أو الصـــــدق هي شئ لطالما كان مرغوباً و محبوباً... فالإسلام و كل الأديان تحث الناس على الصدق.. و الصراحة هي جزء من هذه الخصلة الأخلاقية.
عن أبي الحوراء السعدي قال : قلت للحسن بن علي رضي الله عنه : ما حفظت من رسول الله ؟ قال : حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( دع ما يريبك إلى مالا يريبك ؛ فإن الصدق طمأنينة والكذب ريبة ). صحيح : رواه الترمذي وقال حسن صحيح . وأحمد والطيالسي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وابن حبان
و لكن الصراحة هي سلاح ذو حدين... فالصراحة تكون مرغوبة مادام فيها مراعاة لمشاعر الآخرين.. و احترام لهم... ففي مقولة للعالم النفسي ميلر يقول "إنه ليس مهماً ما يُقال و إنما كيف يُقال" ... فهناك شعرة بين الصراحة و الوقاحة
فعندما تكون صادقاً فإنك تكون محترماً لذاتك..
أي أنك تظهر اهتماماً حقيقياً في الإصلاح و هذا لا يعني أن تكون شرير و أنت تقوم بهذا الإصلاح.. كيف تكون شرير و وقح بأن تقوم بتدمير ثقة الآخرين بأنفسهم باستخدام أساليب استفزازية في نقدهم فيجب استخدام أسلوب اللياقة بدلاً من التعمد في تدمير نفسيات الآخرين.. ففي نظري من يتعرض للنقد بهذا الأسلوب هو الشخص الذي ينتقد الآخرين بنفس الأسلوب "ففاقد الشئ لا يعطيه"... فالوقح هو من لا يهتم بمشاعر الآخرين و لا يأخذ لياقة الانتقاد بعين الاعتبار.. فلذلك أقول له دع انتقادك لنفسك!!
أن تكون لطيـــفاً و مهذباً.. فعند الإشارة إلى خطأ قام به شخصٌ ما.. عليك أن تحمل هاتين الصفتين.. فعليك أن لا تكون متوحشاً في الإشارة إلى ذلك الخطأ أعتقد أننا جميعاً نقع في الأخطاء فلا يوجد أحد منا كامل لأن الكمال لله سبحانه و تعالى.. فهؤلاء الذي يدعون الكمال.. قد أصابهم الغرور و أعماهم و أصبحوا لا يرون الأخطاء الفادحة التي يرتكبونها بسبب تركيزهم على أخطاء الآخرين.. قد يقبل الخطأ البسيط و لكن طبيعة البشر لا تقبل تلك النبرات المغرورة فالإشارة إلى الخطأ وجب أن تكون بناءة و إلا فإنها تصبح مؤذية و ضارة و لا لزوم لها... لذلك يرجى من كل من ليس لديه ذرة لطف و أدب أن لا يشير إلى أخطاء الآخرين و أن لا يجعل غروره يعميه..
أن تكون "جديراً بالثقة" فإذا حصلت على هذه الثقة فإن الصدق أو الصراحة دائماً ما تلقى قبولاً و رواجاً منك... و هذا يعني أن لا تكون مجاملاً و مشخصناً... تخلط المواضيع و تبحث في تصيد أخطاء الآخرين و تستمر في التلاعب بالكلمات لتنحاز عن الموضوع الأساسي و كل هذا لتبدو على حق و في موقف صحيح.. بينما يظهر ذلك اللف و الدوران و و تفقد مصداقيتك و يتشكك الناس منك لأن أساليبك أصبحت واضحة و متفشية لا يختلف فيها عشرة معاً..
إذا كانت نيتك أن تجرح الآخرين بتصيد أخطاءهم فنقول
يا هذا فقد طفح الكيل منك و من أسلوبك المغرور المستفز سنعرض عنك و نتجاهلك فلا تجاوب مع من هدفهم هو تدمير شخصية الآخرين و تدمير نفسيتهم و ثقتهم بأنفسهم...
أما إذا كانت نيتك البناء... فنقول
و تذكر أن طريقة نقدك و أسلوبك و لغتك المستخدمة في إيصال نقدك هي ما سيعفي لك صراحتك مهما كانت قوية و صريحة
و لكم مني خالص التحية
Bookmarks