Originally Posted by
فتحي بن لزرق
صديقي نورس ورفيقي واخي
اكتب لك هذه اللحظة من مكان ما من عاصمة العربية اليمنية صنعاء
اعترف لك بانني وبزيارتي الاخيرة الى هذه المدينة ادركت كم كان مجحفاً ومؤلما ان يتحد شعب الجنوب مع شعب العربية اليمنية
هنالك فوراق كثيرة ومستوى الثقافة الاجتماعية والطبائع واشياء كثيرة مختلفة كل الاختلاف خلافنا ليس في جانب سياسي فقط
القضية ليست
اشتااااااااااااااق لتراب الجنوب واهله
لن يصلح العطار ما افسده الدهر ابدا ابدا
شايف الوطن المجروح اللى هناك * أنا فى قلبه الدامى
أستاذنا القدير فتحى بن لزرق *
غمرتنى أحاسيس فياضه بالود حالما رأيتك هنا *
سنوات يا فتحى ومازلت كما أنت* فتحى الذى عهدته * القادم من وسط النار حاملا" شموعا" يضئ بها عتمه الروح *
أهلا بك أبن موديه التائه منذو زمن بين عتبات الوطن المغدور .
أستاذنا القدير .*
تتشابك فى مخيلتى تساؤلات مثيره * عن الممكن واللاممكن فى القضيه الجنوبيه *
أود أن أنوه فى البدايه وقبل أن أخوض فى غمار التفاصيل الدقيقه * إلى أن وحده العام 90 م لم تكن خطاء" تاريخيا" كما يعتقد البعض *
على العكس من كل ذلك * الوحده كانت مطلبا" جماهيريا" قبل أن تكون حزبيا" بالنسبه لنا فى الجنوب *
صحيح أن الوحده المثاليه التى لطالما حلمنا بها * وتجذرت فى نفوسنا منذو كنا تلاميذ صغار فى مدراس الجنوب*
أصبحت كابوسا" بعد أنقلاب الطرف الأخر على مواثيق الوحده والتى نصت على شراكه متساويه فى السلطه والثروه *
لكن ذلك ليس مبررا" للتنكر لزمنا" ما من تاريخنا الوطنى * لأن التنكر لحقبه معينه من تاريخنا أمر" ليس بالجيد*
دعنا نضع النقاط على الحروف ونتحدث بشفافيه بعيدا" عن لغه التخوين والعماله ومدى عمق الولاء الوطنى والتى بدء البعض يلوح بها بمجرد الأختلاف على هويه الجنوب *
لم يكن قاده ثوره أكتوبر ساذجين وأغبياء حين نادوا بالوحده منذو فجر الجبهه القوميه * بقدر ما
كان ذلك نتاج طبيعى للمد الثورى والقومى والذان أجتاح الجنوب تلك الأيام *
اليوم نحن بصدد أعاده الأعتبار للجنوب وذلك بأستعاده جمهوريه اليمن الديمقراطيه الشعبيه المنجز التاريخى العظيم لثوره أكتوبر *
أما الحديث عن الجنوب العربى وفى هكذا ظروف أخاله كمن يحاول التعلق بقشه وسط أمواج المحيط الهادر *
أحياء أمارات الجنوب العربى * الصنيعه الأستعماريه هو وئد لكل نضالات وتضحيات ثوار أكتوبر * الذين كان لهم الشرف فى سحق كل مشاريع الأستعمار الصغيره *
وكل من يتنكر لليمن الديمقراطيه كبلد مستقل ذات سياده معترف به فى كل المحافل الدوليه * يتنكر لدماء شهدائنا الذين سقطوا فى كل جبلا" وسهلا" وواد أنتصارا" لثوره أكتوبر العظمى *
سيدى الكريم *
الحقيقه دوما" ما تكون مره * لكنها أفضل من اللهث وراء سراب بعيدا" عن تداعيات واقع الأحداث *
البيض قال فى لقائه الأخير مع الــ (b.b.c ) أننا نناضل لأستعاده دولتنا وهى جمهوريه اليمن الديمقراطيه * وبعد أن تعود بأمكان الناس أن يتدارسوا أمكانيه أقامه وحده ضمن أسس ومداميك راسخه وحديثه *
هنا فقط بأمكاننا أستجلاء البُعد السياسى من هكذا تصريح *
أعرف أن عواطفنا أحياانا" تقودنا دائما" للأصرار على أن الاستقلال التام الغير مشروط هو الحل الوحيد * دونا" عن ذلك لا يمكننا التخلى عن مسيرتنا النضاليه المباركه *
لكن هناك شئ أسمه أسس اللعبه السياسيه * دعنى أستشهد بعباره لك كتبتها فى( بوابه الجنوب )
ردا" على التشكيك بجنوبيه الدكتور (فاروق حمزه) و الناشطه (زهراء صالح ) * قلت يومها ( أن أستعداء الجميع ليس فى مصلحتنا )
والحقيقه أنك يومها قلت كلاما" جميلا" * لو قرءه الأخوه هنا لغيروا نظرتهم القاصره تجاهك * ولعرفوا مدى نقاؤه سريريتك *
الكثير هنا يقودنا فى كثير من الأحيان لممارسه نزقا" قد يبدو عنصريا" * لكن ذلك لا يخفى مشاعر أسى تجتاحنا لواقع الحال المتردى لكلانا * وأقصد الواقع الجنوبى ومثيله الشمالى *
لا يمكننا على أى حال أن نلغى الشمال حتى بعد الأستقلال * لأمور كثيرها أهمها * الأقليم
المشترك * والعادات والتقاليد وأواصر الرحم * والأكثر ما يمكن أن تجره كارثه أنسانيه لــ أكثر من 20 مليون نسمه يقطنون منطقه جبليه فقيره الموارد *
ثورتنا فى الجنوب قامت لأجل الأنتصار للأنسان الجنوبى المقهور * والذى تحمل القهر والضيم سنوات طويله * وهنا فقط يكمن روح الثورات * وأهدافها الساميه *
الأنتقاص من الأنسان أين كان * بما يشبه نظريه ( التفوق العرقى ) أو ( العنصر الأرى ) أمر" لا يفيد سمو تورتنا الجنوبيه التى تدخل عامها الخامس بعنفوانها المعهود *
أصدقك القول عزيزى فتحى أن فوارق فسيولوجيه كانت السبب فى تعميق الهوه القائمه بين الشعبين *
لكن ذلك ليس مبررا" كافيا" لمقتهم * لأن الهنود الحمر والأفارقه السود وهم المتخلفون تعايشوا إلى جانب الأمريكى الأبيض *
بأمكان رجل الشارع العادى أن يعبر عن أمتغاضه من تصرفاتهم بأطلاق تعابير سخريه *
لكننا كمثقفين أجد من الصعوبه بمكان تقبل مثل هكذا تعابير * والحقيقه أنه ليس من مصلحتنا أن نستعدى الجميع كما قلت أنت *
بالأمس القريب تابعت بشغف المؤتمر التأسيسى للحركه الجماهيريه للتغيير * أو ما بات يعرف بحراك المناطق الوسطى والذى دُشن من مدينه تعز الشماليه *
صحيح أن الأهداف تختلف * لكن ذلك لا يمنع من أبداء أعجابنا لبدايات الحراك الأوسط الخجول *
الحراك الذى يقوده حسب ما قرئته بالامس أحدى قيادت الحزب الأشتراكى فى الشمال ( حوشى )
والذى تمت أستضافته من قبل الأخوه القائمين على غرفه عدن فى البالتوك *
الرجل قال أن ما حدث هو أمتدادا" طبيعيا" للحراك الجنوبى *
لا شك أن نظرتنا تختلف * لكنه من زاويه سياسيه أمر جيد* أرباك نظام صنعاء فى ظل ظروف
عصيبه يمر بها * أمر يصب فى مصلحه قضيتنا الوطنيه *
دعنى أطلعك على تحركات الساسه الجنوبيين فى الخارج *
لعلك علمت عن لقاء الرئيس المصرى بالرئيس على ناصر والمهندس حيدر العطاس *
وطلب صنعاء من الجامعه العربيه أستبعاد الرئيس البيض وعبدالله الأصنج من الوفد المفاوض *
ربما قريبا" ستشهد أحدى العواصم العربيه أنطلاق أول جوله من المفاوضات بين القيادات الجنوبيه ونظام صنعاء *
ولا شك ان كثيرين هنا سيتسألون عن المطالب التى سيقدمها الطرف الجنوبى * الذى ولاشك أنه سيبدء بأقسى المطالب وهى حق تقرير المصير * وسحب الجيش من الجنوب *
هذا المطلب وبكل تاكيد سيواجه بتعنت صنعاء * لكن حاجه الطرفين لأيجاد حل جذرى للأزمه المتفاقمه سيجعلهما حريصين على عدم فشل الحوار *
لأن نظام صنعاء يدرك تماما" عواقب صب الزيت على النار فى الجنوب * ويخشى من تدويل القضيه الجنوبيه على نحو أشبه بما حدث لـ جنوب السوادن *
لكنه سيظل حريص على الخروج بأقل الخسائر * وأقصد بها الفيدراليه أو حكم محلى كامل الصلاحيات *
وهو ما يتعارض بكل تأكيد مع طموحات الشعب فى الجنوب الطامع فى أستعاده دولته المستقله *
لكن رغبه الطرفين لعدم الأنجرار نحو دائره العنف والعنف المضاد * ستجبر كلاهما لتقديم مزيدا" من التنازلات *
ولعل التسريبات من أروقه الجامعه العربيه تؤكد سيناريو شبيه بأتفاقيه ( نيفاشا) بين الجبهه الشعبيه لتحرير السودان وحكومه الخرطوم * خمس سنوات حكم ذاتى ومن ثم أستفتاء لـتقرير المصير *
أشياء كثيره كنت أود طرحها * أهمها أننا بحاجه لنقد مسيره الثوره منذو أنطلاقتها قبل أعوام * الأسباب والنتائج * بما فيها السلبيات والأيجابيات * وحده الصف الجنوبى *
لكنى أكتفى بما جاء إلى أن تأتى فرصه مواتيه لطرح مثل هكذا تسأولات لطالما أرقت الشارع الجنوبى *
دمت بود
Bookmarks