بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين و صل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .... وبعد
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبي حفص ثاني الخلفاء الراشدين.هو ذلك الرجل العظيم الذي يعد من أقوى رجال التاريخ شكيمة وأشدهم بأساُ وأسدهم رأياُ وأبعدهم نظراً وأعفهم نفساً وأطهرهم ذمة وأنقاهم ذيلاً.فحياته جديرة بأن تدرس درساً وافياً دقيقاً إذ كان مثال الشهامة واليقظة والعدل والإنصاف والسهر على الرعية والزهد والتقشف والاستماتة في إيصال الخير إلي كل فرد من أفراد الرعية .
لا يحابي كبيراً أو غنياً أو قريباً ولا يستصغر شأن صغير أو فقير .
وكان أبو بكر رضي الله عنه يلحظ فيه الشدة والقوة لكنه كان يثق بإخلاصه ويعلم أن سريرته خير من علانيته.
فلما ولي الإمارة كان أباً رءوفاً بالمسلمين وأخاً شفيقاً*وسياسياً ماهراً وقاضياً عادلاً وما أبلغ ما قاله ابن مسعود فيه
((كان إسلام عمر فتحاً وكانت هجرته نصراً وكانت إمارته رحمة))
فرحم الله أبا حفص عمر وسقى بقعته صوب المطر
من قصصه رضي الله عنه طاف ليلة فإذا هو بامرأة في جوف دار لها و حولها صبيان يبكون و اذا قدر على النار قد ملأتها ماء فدنا عمر بن الخطاب من الباب فقال : يا امة الله ما بال هؤلاء الصبية يبكون ؟
قالت : بكاؤهم من الجوع
قال : فما هذا القدر على النار ؟
قالت : فيه ماء أعللهم بها حتى يناموا أوهمهم ان فيه شيئاً من دقيق و سمن .
قال : مما تشكين؟
قالت: أشكي إلي الله عمر
قال : وما ذنب عمر ؟
قالت : أيلي أمرنا ويغفل عنا .
فجلس عمر يبكي ثم جاء الى دار الصدقة فأخذ غرارة و جعل فيها شيئاً من دقيق و سمن و شحم و تمر و ثياب و دراهم حتى ملأ الغرارة
ثم قال : يا أسلم احمل علي
فقال : يا أمير المؤمنين أنا أحمله عنك
قال : لا أم لك يا أسلم أنا أحمله لاني أنا المسئول عنهم في الآخرة
فحمله على عنقه حتى أتى به منزل المرأة وأخذ القدر فجعل فيها شيئاً من دقيق و شيئاً من شحم و تمر و جعل يحركه بيده و ينفخ تحت القدر و كانت لحيته عظيمة و الدخان يخرج من خلل لحيته حتى طبخ لهم ثم جعل يغرف بيده و يطعمهم حتى شبعوا .
قالت المرأه : أنت أحق بالخلافة من عمر .
قال :إذا كان الصباح فحضري لعمر سأحدثه بشأنك .
و ربض بحذائهم كأنه سبع و لم يزل كذلك حتى لعبوا و ضحكوا
ثم قال : يا أسلم أتدري لما ربضت بحذائهم ؟
قلت : لا يا أمير المؤمنين
قال : رأيتهم يبكون فكرهت أن أذهب و أدعهم حتى أراهم يضحكون فلما ضحكوا طابت نفسي.
ثم ذهب ليصلي الفجر يقول أبن أبي مسعود لم أستطع أن استوضح القران من عمر من شدة بكائه .
رحم الله أبا حفص عمر وسقى بقعته صوب المطر
ولم طلع الصبح ذهبت المرأة إلي الخليفة وإذا بالشيخ الذي بالأمس جالس وبجواره على ابن أبي طالب رضي الله عنه وابن مسعود .فرتعشت أوصالها وقالت اهذ عمر .
قال عمر :لا عليكِ يا أمة الله .بكم تبيعيني مظلمتكِ التي ظلمتكِ إياها بالأمس.
قالت :يا أمير ...فلم تستطع الرد عليه.
قال :شريتها بـ 600 درهم اكتب يا علي .
قال إن موت فجعلها في كفني لعل الله يرحمني بها*
فهذا عمر وهذه رجولته وتلك شهامته وتلك أمانته وهذا هو عدله
فرحم الله أبا حفص عمر وسقى بقعته صوب المطر
.
هناك قصيده رائعه جدا على هذه القصه في ملتقى الشعر
Bookmarks