الجميع يعرف قصة طارق بن زياد – رحمه الله - * فاتح الأندلس سنة ( 92 هـ ) حينما استعد للقتال وجهز الجيش وركب البحر على ظهور السُفن بقصد اقتحام وفتح الجزء الغربي من أوروبا * من اجل نشر الإسلام بين الشعوب النصرانية المتخلفة .وأظن أيضاً أن الجميع يعرف ما تنشره القنوات الفضائية * عن أخبار الذين ركبوا البحر في تلك القوارب المتهالكة من شمال أفريقيا إلى أوروبا * ليس بقص الجهاد ونشر الإسلام وإعلاء كلمة الله * بل بقصد أن يعملوا بأجور زهيدة في جمع القمامة والنفايات * والعمل في المطاعم وغسل السيارات وغير ذلك من الأعمال الدنيئة والحقيرة ! هذا إذا قدّر الله لهم النجاة ولم تنكسر بهم السفن فيغرقوا . ذكر صاحب كتاب \" رياض النفوس \" أبي بكر المالكي في ترجمة أسد بن الفرات – رحمه الله - * فاتح \" جزيرة صقلية \" أنه قال لجنوده لما استقر على شاطئ الجزيرة : \" هؤلاء عجم الساحل هؤلاء عبيدكم .. لاتهابوهم \" ثم حمل اللواء وحمل الجيش معه فهزم الله النصارى وجنودهم * واستولى المسلمون على البلاد وغنموا الأموال والعبيد والجواري .ومن العجب العجاب في هذا الزمان أن تبدلت الأمور إلى العكس * بحيث أصبح السيد المسلم أشبه بـ( العبد ) والعبد النصراني أشبه بـ( السيد )* لأن أغلب العبيد والجواري كانوا عند المسلمين قديماً من النصارى * واليوم يعمل هؤلاء الشباب والنساء من المسلمين الأفارقة أشبه بالعبيد عند نصارى أوروبا !قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في رسالته إلى السلطان الملك الناصر في شأن التتار : \" فمن ترك الجهاد عذّبه الله عذاباً أليماً بالذل وغيره \" وهذا صحيح فما اسُتعمرت البلدان الإسلامية وسلبت بعض أراضيها وذل أهلها * إلا بترك الجهاد والركون إلى الدنيا وملذاتها الفانية .
Bookmarks