والله إن الحزن والألم يعتصر قلبك حينما ترى حال بلدنا وما وصلت إليه من انعدام ابسط معاني الرقي والتقدم رغم تواتي الظروف وتوفر الأسباب * يجرني لها الشوق وأهرول نحوها كي أرتمي في حضنها وأستنشق عبق هوائها فهي وطني وقطعة مني* افديها بروحي ودمي .
حينما ترى ما وصل إليه الباقون من تقدم ورقي في كافة المجالات * العلمية * الثقافية والاجتماعية وهم اقل موارد منا وأكثر تشتتا فيما بينهم* تنحدر دمعة رغما عنك حزنا وقهرا على واقع مرير يعايشه موطنك وبلدك * فحينما ترى انضباط الناس في طابور صعود القطار الجوي في كوالمبور يقطع ذلك الهدوء والانضباط صوت في ذاكرتك لتزاحم وتصايح الناس في باصات حدة والتحرير فتقطع ذلك الصوت بجلوسك فتتذكر ضيق مقاعد باصات المكلا وازدحام وروايح محركات باصات الشرج والتي ترى أرضية الإسفلت من مقعدك !! *
حينما ترى مكائن ارقام الدور تتمركز في مداخل المكاتب الرسمية تتذكر الصراخ والتزاحم في مكاتب بلدك فيأتي أناس من بعدك ويمشون قبلك فقط لان كلمة النظام ممسوحة من قواميسهم * حينما ترى مطار بلدة صغيرة في اندنوسيا ذلك البلد الفقير والمحمل بعبء ملايين البشر * تصدمك صورة مطار العاصمة صنعاء فكيف بمطارات بلدك حضرموت !! صدمات تتوالى عليك تباعا وفوارق شاسعة وكلما ابتعدت أكثر ورأيت الأخر كلما اكتشفت مدى الحضيض الذي تقبع فيه بلدك .
حينما ترى مدى التزام رجال المرور والشرطة بواجباتهم في الأردن تدرك مدى التخلف الذي يعانيه السلك الأمني في بلادنا فهناك لا قريب ولا بعيد والقانون فوق الجميع فكل من خالف سيطاله القانون حتى رجل المرور نفسه !! يقابله حالة من هستريا الرشاوى و( الدعم ) لعناصر شرطتنا ورجال أمننا الموقرين .
وحينما ترى نظافة وتنظيم المدن في الأردن الشحيح بالموارد وتقارنها بمياه الصرف الصحي المتدفقة في شوارع مدنا ووساخة أزقتنا وعشوائية أحياءنا وبمعادلة بسيطة وسريعة بين مواردنا ومواردهم نجد إن لدينا سلالة جبال اب وتعز الزراعية ووادي حضرموت الخصيب يقابلها صحراء ممتدة عندهم ونرى إن الله قد وهبنا بحرا عظيما ممتدا من الشرق إلى الغرب و25كم هي مساحة ميناء العقبة الأردني المنفذ البحري ألحصري و الوحيد لها ونجد مشاعل مصافي البترول في مأرب وحضرموت وعدن بينما هم لا يملكون سوى أكواما من الرمال ولا يملكون حتى ما يكفيهم من ماء الشرب !!
إذا لماذا هم منظمون ومرتبون مقارنة بنا ؟ ولماذا رغم كل ما نملك لا نتقدم ولا نترقى ؟
ربما هم ملكوا ادراة حكيمة وحكومة رشيدة بينما رزقنا الله برزمة لصوص محترفين ! ينهبون خيراتنا ولا يراعون فينا آلاء ولا ذمة !!
إن حال بلادنا لا يخفى على عاقل بل إن الأمر اشد قهرا للمحبين لبلادهم والذين عاينوا ما وصل إليه الاخرون بينما بلادنا تترنح في أخر الركب عجزت عن الاستفادة من خيراتها وتوعية شعبها !
لقد عانينا بما فيه الكثير فقد أرهقنا حكم الرفيق الاشتراكي وأخر انطلاقتنا وما لبثنا إن انجلاء ولكن بعد ما كتم أنفاسنا بوحدة مع الافندم الشمالي !!فعاش شعبنا بين مطرقة الرفيق وسندان الافندم !
فكم أنت مسكينة يا بلدي !!
Bookmarks