>>>>
يقول الشارح، شارح الطحاوية، وجل كلامه منقول عن ابن القيم وكثير منه عن شيخ الإسلام ابن تيمية، لكنه لا يعزو، لكنه لا يعزو، لا لشيخ الإسلام، ولا لابن القيم، وكثير من مباحث الكتاب مأخوذ بحروفه بالصفحة والصفحتان من كلام شيخ الإسلام، أو من كلام ابن القيم، وفعل ذلك ترويجاً لكتابه؛ لأنه على معتقد أهل السنة والجماعة وإذا عزا لشيخ الإسلام أو لابن القيم وهو حنفي المذهب ما راج كتابه عند قومه، وفي عصره، وفي مصره وبلده؛ لأنهم على مذاهب تخالف ما قرره شيخ الإسلام من عقيدة أهل السنة والجماعة، فترويج الكتب أحياناً يكون بالحذف كما هنا، يعني لو قال: قال شيخ الإسلام ابن تيمية، وقال ابن القيم، وهو في بلد يخالفون شيخ الإسلام في المعتقد، ما قبلوا منه، كما أنه قد يروج الكتاب بذكر ما لا يرتضى من المذاهب التي لا يعتد بها في الاتفاق ولا في الخلاف، فمثلاً تجد في كتب الشوكاني والصنعاني ترويج لكتبهم بذكر أقوال الزيدية والهادوية وغيرها من طوائف الشيعة، يروجونها؛ لأنهم في بلد في وقتهم أكثر أهله من الهادوية، فيروجون الكتب، لو ترك مذهب الهادوية مثلاً ما ذكره يمكن ما يروج الكتاب، ومثل هذا قد يتجاوز فيه، المقصود أن الشخص لا يذكر باطل، ولا يرجح خلاف الدليل، قد يتجاوز في مثل هذا، لكن هل يمكن أن يروج كتاب ببدعة كبرى مكفرة، كما فعل الفيروز آبادي صاحب القاموس بشرح البخاري؟ شرح البخاري بشرح مطول جداً يعني لو قدر تمامه لكان في أكثر من خمسين مجلد، وفرغ من عشرين مجلدة كبار، لكنه روج كتابه بنقل مقالات ابن عربي، من القول بوحدة الوجود، وأودع فيه كثير مما في "الفصوص" و"الفتوحات"، وغيرهما من مؤلفاتهم، يعني ينقل ويترك؛ لأن مقالة ابن عربي راجت في بلده في وقت من الأوقات، هل نروج للكتب بمثل هذا؟ ما الفائدة من التأليف؟ الفائدة لينتفع الإنسان في دنياه وأخراه، وهل ينتفع الإنسان في دنياه وأخراه بمثل هذا الكلام الباطل الكفري نسأل الله السلامة والعافية؟ لا يمكن، والحافظ الذهبي -رحمه الله- يقول في الميزان: "والله إن العيش خلف أذناب البقر، -يعني فلاح مزارع- خير من علم مثل علم ابن عربي" عامي لا يقرأ ولا يكتب أفضل من ملئ الأرض من ابن عربي من أهل المقالات الباطلة والفاسدة.
يقول الشارح: " أما قوله: إن الجنة والنار مخلوقتان فاتفق أهل السنة على أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، ولم يزل أهل السنة على ذلك حتى نبغت نابغة من المعتزلة والقدرية، وهذا كلام ابن القيم بحروفه، فأنكرت ذلك وقالت: بل ينشئهما الله يوم القيامة، ثم ذكر نحو ما ذكره ابن القيم فيما تقدم نقله عنه.
ويقول الإمام البخاري -رحمه الله- تعالى في صحيحه: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة.
يقول الحافظ بن حجر في شرح الترجمة يقول: باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة: أي موجودة الآن وأشار بذلك إلى الرد على من زعم من المعتزلة أنها لا توجد إلا يوم القيامة وقد ذكر المصنف في الباب أحاديث كثيرة، أحاديث كثيرة دالة على ما ترجم به فمنها ما يتعلق بكونها موجودة الآن، ومنها ما يتعلق بصفتها وأصرح مما ذكره في ذلك ما أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد قوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: لما خلق الله الجنة، قال لجبريل: أذهب فأنظر إليها الحديث.
المسألة الثالثة:
وهي أن الجنة باقية ونعيمها باق وليس بفان.
يقول الإمام المحقق البارع ابن القيم في كتابه النافع الماتع حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح، وله كلام نفيس في آخر النونية، يعني على طالب العلم أن يرجع إليه، نعم يحتاج أحياناً إلى شرح، النونية مشروحة من قبل الشيخ إبراهيم بن عيسى، ومن قبل محمد خليل هراس، ومن قبل مجموعة من أهل العلم، والشيخ ابن سعدي -رحمه الله- شرح مواضع منها.
وحادي الأرواح كالشرح لما أشرت إليه مما ذكره ابن القيم فيما يتعلق بالجنة، وما أعده الله -جل وعلا- لأوليائه المتمسكين بالكتاب والسنة.
يقول ابن القيم في حادي الأرواح: الباب السابع والستونفي أبدية الجنة يعني ختم كتابه في أبدية الجنة، في كما قال ابن القيم: وخاتمة النعيم خلودهم،
هذا وخاتمة النعيم خلودهم
أبداًَ بدار الخلد والرضوان
يقول في الباب السابع والستون في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد.
ابن القيم بحث هذا وبحث مسألة فناء النار، وأطال في تقرير ذلك من الوجهين ولا رجح في الأخير، ومع ذلك بعض المتعصبين ممن تلبس بضرب من البدعة، كصاحب فيض القدير شرح الجامع الصغير ذكر في الجزء السادس صفحة مائتين وأربعة، أو مائتين وواحد وأربعين الظاهر، مائتين وواحد وأربعين، أنا بعيد الآن جداً، مائتين وواحد وأربعين، التي هي وفاة الإمام أحمد لا وفاة الشافعي، مائتين وواحد وأربعين يقول: إن ابن القيم ختم كتابه في صفة الجنة بذكر فناء النار، ختم كتاب صفة الجنة بذكر فناء النار، وكأنه قال كلاماً شديداً في حق ابن القيم وأنه يختم له بما ختم به، نسأل الله السلامة والعافية، كلام، كلام نسأل الله العافية تحدوا إليه البدعة، وابن القيم -رحمه الله- من أئمة وأعلام السنة الذين هدموا المذاهب تبعاً لشيخه شيخ الإسلام -رحم الله- الجميع.
يقول في أبدية الجنة وأنها لا تفنى ولا تبيد:
"هذا مما يعلم بالاضطرار أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أخبر به قال الله تعالى: {وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [سورة هود:108]، {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} يعني: غير مقطوع، يعني غير منته، يقول: ولا تنافي بين هذا و بين قوله {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} و اختلف السلف في هذا الاستثناء، هذا الاستثناء أورد فيه القرطبي في تفسيره في تفسير آية هود عشرة أقوال لأهل العلم، عشرة أقوال لأهل العلم.
يقول ابن القيم: ولا تنافي بين هذا و بين قوله {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} وقد اختلف السلف في هذا الاستثناء، فقال معمر عن الضحاك: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة يقول سبحانه: أنهم خالدون في الجنة ما دامت السماوات والأرض إلا مدة مكثهم في النار،إلا مدة مكثهم في النار؛ لأن الاستثناء من الشيء قد يكون من آخره، وقد يكون من أوله، وقد يكون من أثناءه، قال: قلت: ويحتمل ويحتمل، وهذا يحتمل أمرين: أحدهما: أن يكون الإخبار عن الذين سعدوا وقع عن قوم مخصوصين وهم هؤلاء، الذين دخلوا النار، وحصل الاستثناء لهذه المدة التي هي مدة بقائهم في النار {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} يعني من هذ المدة، وإلا فالأصل أنهم منذ أن انتهوا من الدنيا، ومن البرزخ، يدخلون الجنة إلى أبد الآباد، {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} هذه المدة التي مكثوا فيها في النار.
يقول: وهذا يحتمل أمرين: أحدهما أن يكون الإخبار عن الذين سعدوا عن قوم، وقع عن قوم مخصوصين وهم هؤلاء.
والثاني -وهو الأظهر- أن يكون وقع عن جملة السعداء، عن الجميع، والتخصيص بالمذكورين هو في الاستثناء وما دل عليه، يعني لا يكون في الأفراد في الأشخاص إنما يكون في المجموع، لا في الجميع، الاستثناء إنما يكون في الجميع من الذين سعدوا، مجموعهم لا في جميعهم ولا في أفرادهم.
قال: وأحسن من هذا، أو وأحسن من هذين التقديرين أن تُرد المشيئة إلى الجميع حيث لم يكونوا في الجنة في الموقف، يعني ما دخلوا الجنة بمجرد قيامهم من قبورهم، لبثوا مدة في الموقف، فالاستثناء حاصل أو متجه إلى هذه المدة، لم يكونوا في الجنة في الموقف، وعلى هذا فلا يبقى في الآية تخصيص و قالت فرقة أخرى: هو استثناء استثناه الرب -جل وعلا-، ولا يفعله كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك، وأنت لا تراه بل تجزم بضربه.
وقالت فرقة أخرى: هذا الاستثناء إنما هو مدة احتباسهم، إنما هو مدة احتباسهم عن الجنة ما بين الموت والبعث وهو البرزخ، وهو البرزخ إلى أن يصيروا إلى الجنة، ثم هو خلود الأبدي فلم يغيبوا عن الجنة إلا بقدر إقامتهم في البرزخ، وهذا يجرنا إلى كلام هو عن الدور، هل الدور ثلاث، أم داران فقط، الدنيا والآخرة، أو الدنيا والبرزخ والآخرة؟.
في الطحاوية وشرحها قرر أن الدور ثلاثة، دنيا، وبرزخ، بينهما حاجز لا من هذا ولا من هذا وآخرة، وفي القاموس يقول: "الدنيا نقيض الآخرة، ومقتضى كون الدنيا نقيضاً للآخرة أنه ليس إلا داران فقط؛ لأن النقيضين لا يمكن أن يرتفعا، وإذا قلنا أن البرزخ غير الدنيا والآخرة يمكن أن يرتفع الوصف بالدنيا والآخرة ويبقى مدة البرزخ وفترة البرزخ.
وقالت فرقة أخرى: الاستثناء راجع إلى مدة لبثهم في الدنيا، يعني الأصل أن هؤلاء خلقوا للجنة، هؤلاء خلقوا للجنة، وهؤلاء خلقوا للنار، فالأصل أنهم من خلقهم يؤولون إلى ما خلقوا له، وهو الجنة، أو الطائفة الأخرى يؤولون إلى ما خلقوا له وهي النار نسأل الله السلامة والعافية، فلبثهم في الدنيا هو الذي وقع له، أو وقع عليه الاستثناء {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ}.
وهذه الأقوال يقول ابن القيم: وهذه الأقوال متقاربة ويمكن الجمع بينها بأن يقال: أخبر سبحانه عن خلودهم في الجنة كل وقت إلا وقتاً يشاء الله -جل وعلا- ألا يكونوا فيها، وذلك يتناول، وذلك يتناول وقت كونهم في الدنيا، وفي البرزخ، وفي موقف القيامة، وعلى الصراط، وكون بعضهم في النار مدة، وعلى كل تقدير فهذه الآية من المتشابه، فهذه الآية من المتشابه، إلا ما شاء الله.
والمتشابه يجب رده إلى المحكم، والذي يتتبع المتشابه هو الذي بقلبه زيغ نسأل الله السلامة والعافية، الذي يترك المحكم الذي لا يحتمل، ويذهب إلى المتشابه ليلبس به على غيره هذا هو الذي في قلبه: زيغ، إذا رأيتم الذين يتتبعون المتشابه فهم الذين ذكر الله فيهم من الزيغ فاحذروهم كما تقول عائشة.
وعلى كل تقدير فهذه الآية من المتشابه، وقوله تعالى فيها: {عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ} [سورة هود:108]، محكم، وكذلك قوله: {إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِن نَّفَادٍ} [سورة ص:54]، وقوله: {أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا} [سورة الرعد:35]، وقوله: {وَمَا هُم مِّنْهَا بِمُخْرَجِينَ} [سورة الحجر:48]، وقد أكد الله سبحانه خلود أهل الجنة بالتأبيد في عدة مواضع من القرآن، وأخبر أنهم {لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى} [سورة الدخان:56]، وهذا استثناء منقطع، وإذا ضممته إلى الاستثناء في قوله: إلا ما شاء الله، {إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ} تبين لك المراد من الآيتين واستثناء الوقت الذي لم يكونوا فيه في الجنة من مدة الخلود كاستثناء الموتة الأولى، كاستثناء الموتة الأولى من جملة الموت فهذه موتة تقدمت على حياتهم الأبدية، وذاك مفارقة للجنة تقدم على خلودهم فيها، وبالله التوفيق.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من يدخل الجنة ينعم ولا يبأس، ويخلد ولا يموت)) وقال -عليه الصلاة والسلام-: ((ينادي مناد يا أهل الجنة إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبداً، وأن تشبوا فلا تهرموا أبداً، وأن تحيوا فلا تموتوا أبداً)) خرّجه الإمام مسلم.
وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخد ري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: ((يجاء بالموت في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار، ثم يقال: يا أهل الجنة، فيطلعون مشفقين، خائفين وجلين، يطلعون مشفقين؛ -لأنهم في نعيم تام، وسعادة يخشون أن يحصل ما ينغص هذه السعادة وهذا النعيم، فيطلعون مشفقين-، ويقال: يا أهل النار، فيطلعون فرحين؛ لأنه احتمال أن يكون عاقبة هذا النداء التخفيف عنهم، فيطلعون فرحين فيقال: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، فيذبح بين الجنة والنار، ويقال: يا أهل الجنة، خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت)).
يقول الإمام الحافظ ابن كثير في تفسيره في تفسير آية هود: يقول الله تعالى: {وأما الذين سعدوا} وهم أتباع الرسل، {ففي الجنة}، أي: فمأواهم الجنة، أتباع الرسل، يعني قبل نسخ شرائعهم، لا يأتي من يقول أنه يوجد من أتباع الرسل الآن، نقول: لا، الذي يزعم أنه يسعه الخروج عن شريعة محمد ولو كان تابعاً لنا، أو يزعم أنه تابع لنبي قبله، هذا نسأل الله العافية من النواقض، ولذا يحكم أهل العلم على أن اليهود والنصارى كفار بالإجماع، وإن كانوا يزعمون أنهم أتباع لموسى وعيسى، ولذا قال: وهم أتباع الرسل يعني في أوقاتهم، ووقت قيام شرائعهم، أما بعد بعثة النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني، فلا يؤمن بي إلا دخل النار))، ولا يسع أحد الخروج عن شريعة محمد كائناً من كان، -عليه الصلاة والسلام-، يعني كما وسع الخضر الخروج عن شريعة موسى، ففي الجنة أي فمأواهم الجنة، {خالدين فيها} أي ماكثين فيها أبداً {ما دامت السموات والأرض إلا ما شاء ربك} معنى الاستثناء ههنا أن دوامهم فيما هم فيه من النعيم ليس أمراً واجباً بذاته، بل هو موكول إلى مشيئة الله تعالى فله المنة عليهم دائماً ولهذا يلهمون التسبيح والتحميد كما يلهمون النفس.
وذكر القرطبي في تفسيره الأقوال في الاستثناء وأنها عشرة فيرجع إليه، فيرجع إليها من أراد التوسع في أراد في هذه المسألة.
في عقيدة الإمام الطحاوي: والجنة والنار مخلوقتان لا تفنيان ولا تبيدان.
يقول الشارح: قوله: لا تفنيان أبداً، ولا تبيدان، هو قول جمهور الأئمة من السلف والخلف، وقال ببقاء الجنة، وبفناء النار، جماعة منهم، والقولان مذكوران في كتب التفسير وغيرها.
وقال بفناء الجنة والنار، الجهم بن صفوان إمام المعطلة، وليس له سلف قط، لا من الصحابة، ولا من التابعين لهم بإحسان، ولا من أئمة المسلمين، ولا من أهل السنة، وأنكره عليهم عامة أهل السنة وكفروه به، وصاحوا به، وبأتباعه من أقطار الأرض، وهذا قاله تبعاً لأصله الذي اعتقده وهو امتناع وجود ما لا يتناهى من الحوادث، يعني تسلسل الحوادث في المستقبل، عندهم ممنوع، عند الجهمية.
وأبو الهذيل العلاف شيخ المعتزلة وافقه على هذا الأصل يعني المآل واحد إلا أن العذاب ينقطع، وافقه على هذا الأصل لكن قال: إن هذا يقتضي فناء الحركات، فقال بفناء حركات الجنة والنار حتى يصيروا في سكون دائم، لا يقدر أحد منهم على حركة.
على كل حال الجنة والنار مستثناة معها الثمانية، هي ضمن الثمانية التي كتب لها البقاء
ثمانية حكم البقاء يعمها
هي العرش والكرسي نار وجنة
من الخلق والباقين في حيز العدم
وعجب وأرواح كذا اللوح والقلم
هذه لا تفنى كما جاءت بذلك الأدلة.
ابن القيم -رحمه الله- تعالى في نونيته وهو يتكلم عن جهم بن صفوان يقول:
وقضى بأن الله كان معطََّلاً، وقضى بأن الله كان معطلاً يعني في الماضي ما في حوادث، تسلسل الحوادث في الماضي، كما أنه طرد ذلك من امتناع تسلسل الحوادث في المستقبل.
قال:
وقضى بأن الله كان معطلاً
ثم استحال وصار مقدوراً
بل حاله سبحانه في ذاته
والفعل ممتنع بلا إمكان
له من غير أمر قام بالديان
قبل الحدوث وبعده سيان
الفعل ممتنع، ثم استحال، وصار مقدوراً له،
وقضى بأن النار لم تخلق،
وقضى بأن النار لم تخلق
ولا جنات عدن بل هما عدمان
فإذا هما خلقا ليوم معادنا
وتلطف العلاف من أتباعه
فهما على الأوقات فانيتان
فأتى بضُحكة جاهل مجان
من المجون.
قال الفناء يكون في الحركات
أيصير أهل الخلد في جناتهم
لا في الذات واعجباً لذا الهذيان
وجحيمهم كحجارة البنيان
ما حال من قد كان يغشى أهله، يعني تتعطل الحركات فجأة عنده، يعني مثل الذي يتكلم، مثل المكبر ثم يطفأ الكهرباء،ما حاله؟، أو يقرأ ثم يطفأ النور، ما حاله؟ يقول:
ما حال من قد كان يغشى أهله
وكذاك ما حال الذي رفعت يداه
فتناهت الحركات قبل وصولها
عند انقضاء تحرك الحيوان
أكلة من صحفة وخوان
للفم عند تفتح الأسنان
أسنانه متفتحة باقية، ثم تعطلت الحركات، ماذا يكون وضعه؟ اليد مرفوعة، واللقمة في اليد، والأسنان مفتوحة.
وكذاك ما حال الذي امتدت يدٌ
فتناهت الحركات قبل الأخذ هل
تباً لهاتيك العقول فإنها
تباً لمن أضحى يقدمها على
منه إلى قنو من القنوان
يبقى كذلك سائر الأزمان؟
والله قد مسخت على الأبدان
الآثار والأخبار والقرآن
في آخر النونية وهذا حقيقة على طالب العلم أن يعنى به، فيما يتعلق بالجنة وهو حادي، حادي للمسلم أن يعمل بما سمع، وما بلغه من نصوص الكتاب والسنة فعلاً وتركاً، المقصد رضا الله -جل وعلا-، لكن ملاحظة هذه الأمور التي جاءت بها النصوص لا تؤثر كما قدمنا، ولذلك ابن القيم ذكر أشياء رغب فيها الشارع، وجعلها مما يستحث همة المسلم، أشياء تجعله يعمل بما يبلغه من نصوص الكتاب والسنة، وعلى طالب العلم أن يرجع إليه، وإذا أشكل عليه شيء من النظم يرجع إلى حادي الأرواح، فإنه كالشرح له.
يقول ابن القيم -رحمه الله- تعالى:
هذا وخاتمة النعيم خلودهم
أو ما سمعت منادي الإيمان يخـ
لكم حياة ما بها موت وعا
ولكم نعيم ما به بؤس وما
كلا ولا نوم هناك يكون إذ
هذا علمناه اضطرارا من كتا
والجهم شيخ القوم أفناها
طرداً لنفي دوام فعل الرب في الـ
وأبو الهذيل يقول يفنى كلما
وتصير دار الخلد مع سكانها
قالوا ولولا ذاك لم يثبت لنا
فالقوم أما جاحدون لربهم
أبداً بدار الخلد والرضوان
ـبر عن مناديهم بحسن بيان
فية بلا سقم ولا أحزان
لشبابكم هرم مدى الأزمان
نوم وموت بيننا أخوان
ب الله فافهم مقتضى القرآن
وأفنى أهلها تبا لذا الفتان
ـماضي وفي مستقبل الأزمان
فيها من الحركات للسكان
وثمارها كحجارة البنيان
رب لأجل تسلسل الأعيان
أو منكرون حقائق الإيمان.
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
طالب: كتب الله أجرك وأحسن إليك، وسدد خطاك ورفعك قدرك دنيا وأخرة.
هذه يا شيخ بعض الأسئلة وردت إلينا.
الشيخ: الساعة كم، الإخوان يملون، نتخولهم
طالب:.........
ربع ساعة، لمدة ساعتين، طيب.
طالب: إلى عشرة ونصف.
إيه، إيه.
هذا يقول من الإنترنت؟ لماذا سميت الآيات في أمور الآخرة نصوص سمعية؟
لأن مبناها أولاً وأخراً على السمع، ولا للرأي ولا للنظر ولا للعقل فيها أدنى مجال، إنما معولها أولاً وأخراً على السمع.
يقول: ما نعيم المرأة التي لم تكن متزوجة في الدنيا في الجنة؟
أقول: إذا دخلت الجنة حصل لها ما يحصل لأهل الجنة مما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد يتردد على ألسنة بعض النساء، أن الرجال لهم حور، ولهم كذا، ولهم قصور، النساء شقائق الرجال، النساء شقائق الرجال، ولن يقع في قلبها أدنى ما يخدش هذا القلب، {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ}[سورة الحجر: 47]، فكل إنسان يرى أنه لا أحد أسعد منه، والله المستعان.
يقول: هناك فرق بين ابن عربي، وابن العربي فهل وضحت ذلك جزاكم الله خيراً لكي لا يلتبس علينا
ابن عربي الحاتمي صاحب الفصوص، وصاحب الفتوحات، والمسامرة وغيرها من كتبه المشتملة على الضلال نسأل الله السلامة والعافية، هذا معروف أنه القائل بوحدة الوجود، وهذا حاتمي، وكلاهما من الأندلس، لكن ابن العربي المالكي المعارفي أبو بكر صاحب أحكام القرآن، وصاحب عارضة الأحوذي، والمسالك في شرح الموطأ، وغيرها من كتب نافعة ومتينة إلا أنه في نصوص الصفات على مذهب الخلف، مؤول، لكن في كتبه العلم العظيم، فيستفاد من علمه، وهو في هذه الأبواب أعني أبواب البدع المغلظة الكبرى مثل مقالة ابن عربي الثاني، أو مثلاً ما يتعلق بالصحابة أو غيرها، فهو على مذهب أهل السنة في هذه الأبواب، وإن كان في باب الصفات عنده شيء من المخالفة.
يقول: ما صحة قول القائل إن رحمة الله تقتضي فناء النار؟
أولاً: لا شك بأن رحمة الله -جل وعلا- سبقت غضبه، لكنه -جل وعلا- يعاقب، ومن استحق النار استحقها بعدل الله -جل وعلا-، فقد قال أو عمل عملاً لا تقوم له الجبال، فالشرك أمره عظيم، والكفر شأنه خطير، وفي نيته أن لو طالت به الحياة أبد الآباد أن يستمر على كفره وشركه فيعاقب ببقائه في النار، نسأل الله السلامة والعافية.
يقول بالنسبة، نعم؟
طالب:......
كيف؟
طالب:......
نعم.
يقول: هل الجن الذين رؤيتهم في الدنيا مخفية يرون في الجنة على أشكالهم الحقيقية؟
المسألة خلافية بين أهل العلم، هل يدخلون الجنة مع الإنس؟ أو يكتفى بعدم إدخالهم النار؟ وعلى كل حال هذه أمور، أقوال أهل العلم معروفة فيها.
هل الذي ينعم في الجنة الروح مع الجسد أم كلاهما؟
كلاهما.
وهل يجتمع المؤمن مع أهله وإخوانه وأبيه وأمه في الجنة؟
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ}[سورة الطور:21]، وأزواجهم معهم، إذا كانوا معهم في الإيمان، ولو قصرت به أعمالهم.
يقول: هل الجنان السبع أسماء مختلفة لشيء واحد أم أنها أقسام؟
الجنة درجات، الجنة درجات، وجنان متعددة.
يقول: ما معنى: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له))؟
لما ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- أن هذه الأمور فرغ منها، وكل إنسان كتب، كتبت شقاوته أو سعادته، لما كان في بطن أمه إذا بعث إليه الملك بكتب الكلمات الأربع، ما دام مكتوب شقي أو سعيد لماذا أعمل؟ قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: ((اعملوا فكل ميسر لما خلق له)) احرص على أن تعمل بعمل أهل السعادة، واحذر أن تعمل بعمل أهل الشقاء، واعمل في ذلك كله مخلصاً لله -جل وعلا-، ((وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها)) وا لعكس، وجاء بعض الروايات ((على ما يبدو للناس)) يعني أن في أصل عمله خلل من الأصل.
يقول: تعبت الملائكة من كتابة الأجر فشكوا إلى ربهم فقال: هو في صحائفها إلى يوم القيامة؟
أثقلت كاهل الملك، يعني كما جاء في الحديث أنه قال كلمة يعني لعظمها عند الله -جل وعلا- أنها أثقلت الكاهل، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
هذا يقول: في محافظتنا التي أسكن فيها ظهر شباب في الوقت الحالي عليهم سمة الصلاح والاستقامة. يقولون: الناس تركوا السنة ولم يتعلموها ولم يعرفوا موقفهم من أهل البدع، الأمر الذي هو مستغرب عندنا هو التكلم في بعض العلماء والمشايخ والدعاة، ويقولون: إنهم مبتدعة،وبعضهم خوارج، ويحذرون منهم المجتمع، فما حصل شقاق في قريتنا مما حصل، أو مما حصل شقاق في قريتنا بسبب هذا الأمر ويقولون: هذا هو المنهج السلفي والصحيح أرجو التوضيح لهذه الفتنة التي وقعنا فيها؟
الإنسان مطلوب منه أن يحقق العبودية التي من أجلها خلق، وتكون بفعل ما أمر الله -جل وعلا- وبالانتهاء عما نهى عنه، بفعل الأوامر وترك النواهي، ثم إذا حصّل الإنسان هذه التقوى وجعلها وقاية بينه وبين النار وجمع من الأعمال أمثال الجبال كما جاء في بعض الأحاديث لا يأتي مفلساً يوم القيامة، يوزع هذه الأعمال على الناس، على غير هذا فلان فيه، وهذا علان فيه، والله -جل وعلا- لم يجعلوه حكماً بين العباد، وأعرض المسلمين حفرة من حفر النار كما قال ابن دقيق العيد -رحمه الله-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أتدرون من المفلس؟)) قال: المفلس من لا درهم له ولا متاع، قال: ((لا، المفلس من يأتي بأعمال)) من صلاة وصيام وجهاد وحج وغيرها، ((يأتي وقد شتم هذا وضرب هذا وسفك دم هذا، وأخذ مال هذا فيأخذ هذا من حسناته، وهذا من حسناته، وهذا من حسناته)) وفي حديث معاذ: ((وهل يكب الناس على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم)) فعلى الإنسان أن يتقي الله -جل وعلا- في أعراض إخوانه المسلمين.
من ثبت عنده شيء من المخالفة يناصح، مقتضى النصيحة أن تسدي له هذا العيب الذي اطلعت عليه أو بلغك عنه، وإذا لم يمتثل وما ارتكبه عن الناس منه ضرر متعد يتعداه إلى غيره، حينئذ يحذر من هذا العمل، يحذر من هذا العمل، وإذا لم يمكن إلا بالتصريح، ولا يكفي بذلك التلميح، والضرر المترتب على قوله أو على فعله بالغ بالنسبة لغيره، مثل هذا يرد عليه.
يقول: كيف نوفق بين قول الله -عز وجل- {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} [سورة الأعراف:46]، وبين العمل طمعاً في الجنة، و جعلها غايةً للإنسان؟
يعني هذا شيء {لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ} شيء من الاستفعال، وأن أعمالهم لا تؤهلهم في نظرهم لدخول الجنة، {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [سورة المؤمنون:60]، خائفة، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم، أن يعمل الأعمال الصالحة ويبتعد عما حرم الله -جل وعلا- ويبقى خائفاً وجلاً ألا تقبل منه هذه الأعمال.
قالت عائشة -رضي الله عنه-ا: أهم الذين يزنون، ويسرقون، ويشربون الخمر؟ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} قال: ((لا يا ابنة الصديق هم الذين يصلون ويزكون ويصومون ويخافون ألا تقبل أعمالهم)) فيجمعون بين حسن العمل وإساءة الظن بالنفس مع الأمل القوي بالله -جل وعلا-.
وبين العمل طمعاً في الجنة، و جعلها غايةً للإنسان؟
على الإنسان أن يعمل، وأن يطمع برحمة الله -جل وعلا- وأن يشفق ويخشى من نفسه ونيته وإخلاصه ألا يكون عمله خالصاً لله -جل وعلا-.
يقول: كثير من يجادل في الثوابت يقول: أختلف معك فتبقى وجهة نظري؟
إن كان يقصد الثوابت التي لا خلاف فيها، أو دعائم الإسلام العظام التي عُلمت من الدين بالضرورة هذه ليست وجهة نظر، هذه مفاصلة، مفارقة، المسائل التي فيها الخلاف سائغ، والأدلة تحتملها تبقى وجهة نظرك، لكن ما اتفق عليه أهل العلم، أو علم من دين الإسلام بالضرورة مثل هذا ليس فيه وجهة نظر.
يقول: ذكرتم في بعض المحاضرات قولكم: من حلل زاد المستقنع يصبح فقيهاً، فكيف وما المراد بالتحلل، التحليل؟
قلنا: أن كيفية التفقه من أي متن فقهي، سواءً كان الزاد أو غيره أن يفهم هذا المتن، وتتصور مسائله، تصور وتوضح وتجلى، ثم يستدل لهذه المسائل ثم يذكر الموافق، ويذكر المخالف، ودليل المخالف ثم يوازن بين هذه الأدلة، ويعرف الراجح من المرجوح، حينئذ يصبح فقيهاً أهلاً للاجتهاد.
طريقة السلف لقراءة القرآن الكريم كانوا يختمون في سبع فكيف؟
النبي -عليه الصلاة والسلام- قال لعبد الله بن عمرو: ((اقرأ القرآن في سبع، ولا تزد)) قراءة القرآن في سبع يعني من جلس بعد صلاة الصبح يقرأ القرآن حتى تنتشر الشمس يقرأ القرآن في سبع، وهذا عمل لا يعوقه عن تحصيل مصالحه لا في دينه، ولا في دنياه، يعني إذا جلس لمدة ساعة أو أكثر من ساعة، قليلاً يقرأ فيها نصيبه على التحزيب الذي ذكره عن السلف، كما جاء في سنن أبي داود وغيره، أن يقرأ في اليوم الأول ثلاث، وفي الثاني خمس، وفي الثالث سبع، وفي الرابع تسع، وفي الخامس إحدى عشرة، وفي السادس ثلاثة عشرة، وفي السابع حزب المفصل.
يقول: من كان يظن أنه مريض بالذهاب، إيش؟
طالب:......
لا، لا قبل، هذه.
يقول: وهو مرض نفسي، وهناك علامات تدل على ذلك فما النصيحة مع العلم أنه طالب علم؟
عليه أن يرقي نفسه، ويلح على الله -جل وعلا- في الدعاء، وإذا ذكر له علاج مجرب نافع لمثل هذا فلا مانع من استعماله.
يقول: ما رأيكم في كتاب "بستان الواعظين" بما أن فيه أشياء مبالغة،،، لا يصدقها العقل؟
كتب ابن الجوزي الوعظية فيها جمل نافعة مرققة للقلوب، وفيها أيضاً جمل قد لا يصدقها العقل، وفيه أيضاً اعتماد على أحاديث ضعيفة كثيرة بل فيه أحاديث موضوعة.
يقول: جاء في الحديث: ((إن الجنة قيعان، فإذا قال العبد: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، غرست له بكل واحدة منها غرس في الجنة)) فكيف يفهم هذا مع ما ورد من نصوص الكتاب والسنة في وصف الجنة وما فيها من الأشجار والثمار، وهل يتصور أن في الجنة أراضي خالية من شجر وأخرى على العكس؟
هذه أمور جاءت بها النصوص فعلينا أن نرضى ونسلم، وأن لا نسترسل مع هذه التفاصيل، وهذه الأوهام، بل نُعمل النصوص كل نص في موقعه، وأنت ما يضيرك أن تقول الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ويكثر غرسك في الجنة، ومثله سائر النعيم الموعود به الموعود به، هل نقول: إن الجنة الآن فيها مجال لمن سيأتي ويعمل أعمال صالحة لتبنى له القصور وتغرس له الأشجار؟ الله أعلم، لكن مع ذلك عليك أن تعمل بما يخصك وما يعنيك، يقول إبراهيم لمحمد عليهما -الصلاة والسلام-: ((يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة قيعان، وأن غراسها التسبيح والتكبير، والتحميد والتهليل... إلى آخره)). انتهى؟
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ومن أردا الإستماع إلى المادة فليحملها من هذا الرابط
http://www.khudheir.com/ref/1480
Bookmarks