ترى شخصاً لأول مرة فتشعر أنه سبق لك أن رأيته , وكذلك تشعر بالمواقف التي تحدث و كأنها حدثت معك في الماضي, تسير في الطريق فيخطر ببالك فجأة شخص من معارفك وبعد فترة قليلة تشاهد ذلك الشخص, كل هذه الأمور وغيرها تدخل ضمن إطار ما يسمى بالحاسة السادسة للإنسان.
ومؤخراً أعلن العلماء في جامعة ويلز البريطانية عن توصلهم إلى إثبات جديد لوجود هذه الحاسة التي تتميز بالكشف عن العواطف و الإحاسيس دون استخدام الرؤية أو الأحداث , فقد اكتشفوا كفيفاً يمكنه تمييز العواطف و ادراكها في الصور التي لا يستطيع رؤيتها ,رغم أنه لا يستطيع التعرف حتى على الأشكال البسيطة
أوضح الباحثون أن السبب في تمتعه بالحاسة السادسة يكمن في أن إصابته بالعمى نتجت عن تلف دماغي في القشرة البصرية , وهي الجزء المسئول عن المعالجة الطبيعية للبصر,لذا فإن هذا الكفيف يستخدم جزءاً آخر من دماغه لإدراك العواطف وتمييزها , الذي يعرف بإسم (( الأميحدالا))اليمنى المرتبطة بالمشاعر والأحاسيس القوية كالخوف , وخلص العلماء إلى أن الأميحدالا الدماغية تلعب دوراً مهماً في معالجة علامات الوجه البصرية المرتبطة بجميع انواع التعبيرات العاطفية التي تظهر على الوجه , والتي تمنح الإنسان العاجز حاسة سادسة.
الإستشعار الحسي
ويرى الطب النفسي أن الحاسة السادسة نوع من أنواع التخاطر و الإستشعار عن بعد , وهي حالة غير مقصودةولا تتدخل إرادة الإنسان بها ولا تخضع لسن محدد , وتظهر في مواقف معينة تسمى بالإستشعار الحسي اللا إرادي , وقد تتواجد هذه الحاسة في الأشخاص البسطاء وأيضاً لدى العباقرة و الأطفال و الكبار ,وهذه الحاسة ليس لها علاقة بالإنسان المصاب بداء الذهان و هو الإحساس بالعظمة التي تصل إلى حد الضلال لدرجة أنه يتصور أنه نبي أو مخترع أو مبتكر.
يخطر على بال الشخص فجأة ما يذكره بشخص ما أو عمل يجب ان يقوم به , او استفسار أو حل لأزمة او معرفة حقيقية معينة فيفاجأ بوجود الطرف الآخر الذي يسعى إليه و يفكر فيه ويجده امامه وهو نوع من التخاطر الروحي و غالباً ما يكون صاحبه صادقاً شفافاً في معاملاته و يتمتع بقدرة على الؤية المستقبلية.
أخطاء
قد يتحكم الإنسان في بعض أموره الخاصة مثل رفضه لمشروع ما دون سبب واضح فهو يشعر بإحساس بعدم الراحة او الخوف من المستقبل او الخوف من علاقة بالآخرين , واحياناً يكون الانطباع الأول عن الإنسان هو ما يحكم العلاقة المستقبلية مع هذا الإنسان و كثيراً ما يثبت هذا الإنطباع خطأه , فكثيراً ما نشعر بعدم الراحة تجاه شخص ما في أول لقاء معه رغم أنه يتمتع بميزات وقيم إنسانية كبيرة , ثم نندم على ذلك الإنطباع , وهناك بعض الأفراد الذين يثقون في فراستهم و احاسيسهم ثم يقعون ضحية لهذا الإنطباع الأول الأمر الذي يجعلهم يخسرون كثيراً من الناس او القرارات السريعة بينما لو تريث الشخص و اخضع انطباعاته و احاسيسه للتجربة العملية والعقل قد تكون قراراته اكثر منطقية و ارتباطاً بالواقع و خاضعة للتقييم العقلي بعيداً عن الأحاسيس التي لا تخضع لقواعد, ومن يتوهمون بأن عندهم حاسة سادسة هم ضحية للتفاؤل و التشاؤم هذا لنهم قد يتفاءلون أو يتشاءمون من مواقف معينة أو أشياء تثير فيهم مشاعر الراحة أو مشاعر الخوف و الإحباط و كل هذا نتيجة الفراغ.
ولا يمكن التدريب على الحاسة السادسة أو إخضاعها للتجربة أيضاً لأنها وقتية و غالباً ما تكون صادقة و تلقائية ولو تدخل العقل فيها لفقدت تلقائيتها و صدقها.
شرايكم ؟؟؟
تحية للجميع
السليماني
Bookmarks