لقد انتهى عصر الصحابة المبارك دون ان يسأل أحد عن عقيدته ومذهبه ، حيث كان كل من يسلم منهم يسلم عن قناعة تامة ، وعن براءة وصفاء ذهن .. ويدخل الى داخل السور العملاق المضيء والمحيط بجماعة المسلمين الأتقياء الصالحين والطاهرين ، ويكون برعاية وإهتمام الخلفاء وعلماء الصحابة وعامتهم رضوان الله عليهم ..
ثم إنتهى عصر بني أمية ولم يتمكن أهل الأهواء والبدع والزندقة من إعلان أفكاركم الفلسفية وعقائدهم الباطنية المنحرفة..
ثم إنعكست الأمور تماما في عصر بني العبّاس ، وبالذات من بعد وصول المأمون إبن هارون الرشيد الى الحكم ، فجعل الناس يجاهرون بإنحرافاتهم ، وجعلوا للدين ظاهرا وباطنا ،، وتحوّلت الزندقة الى اصل الإيمان وللأسف ، وسمّوا من يتبع العقيدة الصحيحة بأنه زنديق كافر .. وكانت العامة تصدّق اكاذيبهم وتضليلاتهم ..
ثم انتهت عصور الظلام والزندقة ، ولله الحمد والمنّة ،،،
وأشرقت شمس التوحيد والصحوة العالمية المباركة..
وهي في إزدياد مستمر..
وإنّ الأفكار المعتدلة والمتسامحة في إنتشار دائم ، بفضل الله تعالى أوّلا ثم بفضل جهود المخلصين من العلماء والدعاة والمثقّفين ومن اصحاب الفطرة السليمة،وكذلك بمساعدة بعض الدول ، وأهل الخير من الذين أنعم الله عليهم من خيراته ثم اعانهم ووفّقهم لحمل هذا اللواء المبارك .. فجزانا الله وجزاهم خير الجزاء .
*******************************************
[(****)] وهناك كلامات مضيئة .. وأوردها لتعم الفائدة منها ..
***********************************
** يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسْأَل
** اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَـولـِه لا يَنْـثَني عَنـهُ ولا يَتَبَـدَّل
** حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّــل
** وَلِكُلِّهِمْ قَـدْرٌ وَفَضْلٌ سـاطِعٌ لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَـل
** وأُقِـرُّ بِالقُرآنِ ما جاءَتْ بِـهً آياتُـهُ فَهُوَ القَديـمُ المُنْـزَلُ
** وجميعُ آياتِ الصِّفاتِ أُمِرُّهـا حَقـاً كما نَقَـلَ الطِّرازُ الأَوَّلُ
** وأَرُدُّ عُقْبَتَـهـا إلى نُقَّالِهـا وأصونُها عـن كُلِّ ما يُتَخَيَّلُ
** قُبْحاً لِمَنْ نَبَذَ الكِّتابَ وراءَهُ وإذا اسْتَدَلَّ يقولُ قالَ الأخطَلُ
** والمؤمنون يَـرَوْنَ حقـاً ربَّهُمْ وإلى السَّمـاءِ بِغَيْرِ كَيْفٍ يَنْزِلُ
** وأُقِرُ بالميـزانِ والحَوضِ الذي أَرجـو بأنِّي مِنْـهُ رَيّاً أَنْهَـلُ
** وكذا الصِّراطُ يُمَدُّ فوقَ جَهَنَّمٍ فَمُوَحِّدٌ نَـاجٍ وآخَـرَ مُهْمِـلُ
** والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ
** ولِكُلِّ حَيٍّ عاقـلٍ في قَبـرِهِ عَمَلٌ يُقارِنُـهُ هنـاك وَيُسْـأَلُ
** هذا اعتقـادُ الشافِعيِّ ومالكٍ وأبي حنيفـةَ ثم أحـمدَ يَنْقِـلُ
** فإِنِ اتَّبَعْتَ سبيلَهُمْ فَمُوَحِّـدٌ وإنِ ابْتَدَعْتَ فَما عَلَيْكَ مُعَـوَّلًًًً ..
##############################################
اللهم إجعلنا من عبادك الموحّدين على منهاج الصحابة وخيرة القرون ..
وإجعلنا متّبعين لسنّة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ..
وجنّبنا البدع ومحدثات الأمور ..
وإجعلنا من حملة لواء هذا الدين العظيم ..
Bookmarks