في ثاني خيبة أمل يُمنى بها الانفصاليون، بعد إحباط "نبأ نيوز" لعملية نصب سابقة كان سينفذها انفصاليو الخارج لجمع (20) مليون دولار باسم (قناة عدن الحرة)، نفت مصادر "نبأ نيوز" في لندن نقلاً عن لسان المهندس عبد الناصر اليافعي صحة وجود أي قناة فضائية باسم "قناة عدن"، مؤكدة أن ما تناقلته المواقع الانفصالية ليس إلاّ دعاية للتهويل، وابتزاز بعض رجال المال والأعمال الجنوبيين.
وأفادت مصادر "نبأ نيوز" أن المهندس عبد الناصر اليافعي، الذي تم تداول اسمه كمسئول فني عن القناة، أكد: أن "قناة عدن الفضائية" المزعومة "لا وجود لها في أي فضاء داخلي أو خارجي، ولا يمكن مشاهدتها على أي جهاز تلفزيون"، وأنها "ليست سوى قناة على الانترنت، لا تختلف بشيء كثير عن اليو تيوب، إلاّ أنها تبث على ترددات راديوية"- على حد نص تعبير اليافعي.
مصادر جنوبية أعربت عن خيبة أملها العظيمة إزاء ما وصفتها بـ"الفضيحة"، بعد أن تجلت لها حقيقة أن القناة المزعومة على الانترنت وحسب، وعلقت ساخرة "ما جدوى قناة يعجز حتى حسن باعوم وكل من في العسكرية عن مشاهدتها"، نوهت إلى أن مشروع القناة الفضائية أصبح موضوعاً لابتزاز الجنوبيين ورجال المال والأعمال.
مصادر "نبأ نيوز" في لندن كشفت النقاب عن قيام قيادة "تاج" مؤخراً بمساومة رجل أعمال ثري من أبناء المحافظات اليمنية الشمالية، ويمثل واجهة اللقاء المشترك في الخارج، والتعهد له بالإيعاز لبعض قيادات "تاج" في الداخل بالمشاركة في (مؤتمر التشاور الوطني) الذي عقد اجتماعاته على مستوى المحافظات مؤخراً، مقابل تعهده بدعم مشروع القناة الفضائية، والتخلي عن مشروعه المماثل الذي كان يعتزم تنفيذه في مدينة "برمنجهام" البريطانية، منوهة إلى أن شيئاً لم يحدث أبداً على أرض الواقع بخصوص القناة الفضائية.
كما نقلت عن لسان أحمد عبد الله الحسني- الأمين العام للتجمع الديمقراطي الجنوبي "تاج"- تصريحه حول موعد إطلاق القناة: "أن الأمل موجود وبعزم الرجال سيتحقق ما كان مستحيلاً وقريب جداً، وبا نتجاوز الصعوبات بفضل الله ثم جهود أناس لا يعرفون المستحيل، ولا تشتريهم أموال الحرام ولا أكياس الورق من العملات"، مشيراً إلى أنها "قد تكون ليست بمستوى الجزيرة لكنها لا شك ستحقق الاختراق الكبير للحصار".
وبدا واضحاً أن الحسني يقف على مسافة بعيدة من أمل إطلاق الفضائية المزعومة، وأنه غير واثق من شيء، وليس لديه ما يرد به على هذه الفضيحة غير ترديد الشعارات السياسية.
وكانت مصادر إعلام الانفصال أحدثت زوبعة كبيرة حول إطلاق القناة، وقالت أنها "أطلقت بجهود جنوبية وبتمويل ذاتي من قبل بعض الجنوبيين المهاجرين، وأن إطلاقها اليوم يأتي إحتفاءا بذكرى يوم شهداء الجنوب"، مشيرة على أنه "يمكن مشاهدة البث القناة على القمر الصناعي أنتل سات 12 الدرجه45 شرق /التردد 12560 أو 12559 الترميز 1240افقي h"، غير أن أحداً لم يخبر أبناء الجنوب بأنها "فضائية على النت"، ويستحيل استقبال برامجها في اليمن نظراً للضعف الشديد بخدمات شبكات الانترنت.
وتعتبر فضيحة "فضائية النت" هي الثانية من نوعها بعد كشف "نبأ نيوز" لعملية النصب التي حاولت تنفيذها قيادات في الخارج كانت تسعى إلى جمع ما يقارب العشرين مليون دولار باسم قناة تلفزيونية ناطقة باسم الجنوب، من خلال إعلان تلك المجموعة الانتهازية عن طرح (1.96) مليون سهم باسم (قناة عدن الحرة)، وبسعر (10) دولارات للسهم الواحد- أي أن الإجمالي يقترب من (20) مليون دولار- ودعوة أبناء الجنوب لشرائها، بدعوى أنهم سيدافعون عنهم وعن حقوقهم.
غير أن "نبأ نيوز" تواصلت مع قيادات جنوبية في الخارج أكدت لها أن هؤلاء الأشخاص "هم الأبعد عن قضية الجنوب، والحراك الجنوبي، ولا يعلمون شيئاً عما يدور في الداخل، غير أنهم يريدون تسلق الثروة على حساب من هم في المواجهة".
وسخرت تلك المصادر من تحديد تلك المجموعة لقيمة القناة المزعومة بحوالي (20) مليون دولار، متسائلاً فيما إذا كانوا سيشترون قناة "فوكس"، أو "البي بي سي"، أو "السي إن إن"، أو "الجزيرة"- على حد تعبيره.
وبينت أن الأشخاص المذكورين استأجروا زمناً مقتطعاً على أحد الأقمار، تبرع بقيمته أحد رجال الأعمال، وقاموا بداية هذا الشهر بالبث لساعتين أو ثلاثة يومياً، ثم توقفوا بعد (13) يوماً ليباشروا مشروع النصب والاحتيال عبر موقع الكتروني لا تتعدى قيمته ألفي دولار، قامت "نبأ نيوز" بفضحه، وإجبار القائمين عليه على سحب مشروعهم، وإيقاف بث الموقع الالكتروني.
وهكذا فإن الجنوب تحول إلى سوق تجارة حرة ومفتوحة، كل يطبل ويزمر فيه، ويلهب حماس البسطاء بالشعارات، ليكتشفوا أخيراً أنهم "فرحوا بولد ميت": "فضائية على النت" في بلد يتعاطى بالقطارة خدمة الانترنت!!
فإلى متى سيستمر النصب والاحتيال تحت شعارات ومسميات وهمية على أبناء المحافظات الجنوبية من قبل انفصالي الخارج ؟
Reply With Quote
Bookmarks