بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء
أخواني و أخواتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال تعالى ( ما يبدل القول لدي و ما أنا بظلام للعبيد ) ق (آية:29)
إنه لقول حكيم لا ريب فيه من رب العالمين قد أخبرنا به لكي لا نبحث عن الأعذار يوم الحساب يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه و صاحبته و بنيه لكل أمرئٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه .
الآن وقت قيام الساعه غير معروف و قد تقوم الساعه في أي لحظه ، أيضاً وقت الموت غير معروف و قد يموت الإنسان في أي لحظه .
إذاً الآن يجب على كل واحد منا أن ينظر إلى ماقدم و أخر من خير و شر و يجب أن يستغفر ربه من كل ذنب و معصيه و يرجو رحمة الله و عفوه و من يعفو الله عنه فهو خير و من لم يعفو عنه فما من مجير من عذاب الله أحد ، ولكن دائماً لا ننسى أن رحمة الله تسبق غضبه و قد وسعت كل شيء و باب التوبة مفتوح و لا أكرم من الله .
و قد أخبرنا الله عز و جل شأنه في آيات كثيرة تدل على عدله سبحانه و هذه الآية دليل عظيم على العدل حيث يخبرنا الله بأن القول لا يبدل لديه و يقصد هنا بالقول أي قول الله في كتابه العظيم من آيات الحساب و العقاب و الجزاء و أنه عز وجل شأنه ليس بظلام للعبيد و حسب تفسير هذه الكلمات في كتب تفسير القرآن المقصود بها أن الله لا يعذب أحد بذنب غيره بل يعذب كل واحد بذنبه .
و أيضاً يقول الله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذره خيراً يره ، و من يعمل مثقال ذره شراً يره )
فتخيل أن كل شيء تعمله في هذه الدنيا من قول أو فعل مسجل عليك حتى لو كان بمثقال ذره أي ثقل أصغر و أخف جزء في الكون ، فأين المفر و كل شيء مكتوب و محفوظ في كتاب لا يغادر صغيره و لا كبيره إلا أحصاها تلقاه منشوراً يوم الحساب و كيف ستجيب على شيء لماذا فعلت ذلك و لأجل ماذا و غيرها من الأسئله و الحساب .
هذا شيء بسيط جداً جداً و كلمات قليله أعتبرها كذكرى للمؤمنين و لو أنا تعمقنا في البحث و كتبنا فإنه لا يكفى كتاب .
آيات أخرى تدل على عدل الله سبحانه و تعالى و أنه لا يظلم أحد :
النساء (آية:40): ان الله لا يظلم مثقال ذره وان تك حسنه يضاعفها ويؤت من لدنه اجرا عظيما
يونس (آية:61): وما تكون في شان وما تتلو منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذره في الارض ولا في السماء ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين
سبأ (آية:3): وقال الذين كفروا لا تاتينا الساعه قل بلى وربي لتاتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذره في السماوات ولا في الارض ولا اصغر من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين
الزلزلة (آية:7): فمن يعمل مثقال ذره خيرا يره
الزلزلة (آية:8): ومن يعمل مثقال ذره شرا يره
الانفال (آية:51): ذلك بما قدمت ايديكم وان الله ليس بظلام للعبيد
الحج (آية:10): ذلك بما قدمت يداك وان الله ليس بظلام للعبيد
فصلت (آية:46): من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد
ق (آية:29): ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد
أرجو أخواني و أخواتي أن نستجيب لله بالرجوع إليه و الإبتعاد قليلاً عن غرور الدنيا و زينتها فأنا أرى أن الإنسان ميزان نفسه إن إقترب من الله بعُد عن الشيطان و إن إبتعد عن الله قرُب إلى الشيطان
أسأل الله المولى العظيم أن يهدينا إلى الصراط المستقيم و أن يثبتنا على النور المبين حتى يأتينا اليقين والحمدلله رب العالمين
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ( المسامر )
Bookmarks