رثاء بغداد
ــــــــــــــــــــــــــــ
هذه القصيدة وقعت في يدي من بعض الأخوة الزملاء ، وحسب ما قالوا أنها لم تنشر في الصحف
ولكن طبعها صاحبها وتناقلها الزملاء وهي لشاعر عراقي اسمه : محمود خلف الخاتوني .
وأنا لم أعرف الشاعر ، ولكني أعرف أن بغداد هي موضوع القصيدة ، وأحببت أن تقرؤوها
معي لنيتفيد جميعا إن شاء الله ، وحفظ الله أمتنا من كل مكروه ،
والآن أترككم مع القصيدة .
ـــــــــــــــــــــــ
تنـــام عمـــان ملء الجفـن في رغـــد*** وعين بغداد يا بيروت في رمــــــــد
تنــــام كــــل بــــلاد العـــرب هانئــــة*** وفي عراق الفخار الناس في سهـــــد
أم العـــواصـــم لا زيـــف ولا كــــذب*** بغداد حاضرة الدنيا إلى الأبــــــــــــد
دار السلام ومنــــــك العلــــم منبعـــــه*** تاريخنا شرًف البلدان من أكــــــــــــد
لم تبقي منــك الرزايــا في صواعقهـــا*** إلا جراحا تذيب القلب من كمــــــــــد
يا صاحبي والزمان اليوم اليوم يجمعنا *** وقد يفرقنا لا ناتقي بغـــــــــــــــــــــد
كفكـــف دمـوعــك ما عــادت بنــافعـة*** واستقبل الدهر والأحداث في جلــــــد
عصــر البكـاء وعصـر الـوح قد ذهبا*** إن الوقوف على الأطلال لم يفــــــــد
قـد كـان أولـى لعيني اليوم إن دمعـت *** تبكي علي ولا تبكي على أحـــــــــــد
العـرب أهلـي وإخـوانـي وهـم كثـــــر*** في الجد واحدهم لو مت لم تجـــــــــد
فمـا انتفــاعــي بغيمــات ولا مطــــــر*** مرت على عجل في إرضي الجــــرد
إذ كــل مستعــرب يقضــي مــأربــــه*** في حلية العقد لا في حل ذي العُقـــــَد
السيــف فــي غمده يخشـى فكـيف إذا *** كان المهند صلتا في يدي أســــــــــــد
النـائبـات وإن طــال الزمــان بهـــــــا*** لا بد تجلى وتجلى ظلمة اللحــــــــــــد
إن العجــاف التي مرت بنــا تركــــت*** في النفس والقلب آهات بلا عـــــــــدد
تلـك المصـائـب لو صبت على جبـــل*** لما أطاق وقد صبت على بلــــــــــدي
حتـى رأيتـه قــد صارت مبـاهجــــــه*** قفرا وكانت سنون العمر في رغــــــد
أيـن الربيـع اللـذي يختال في ضحــك*** إني أرانا نعيش اليوم في نكـــــــــــــد
والبعـض يأكـل من بعـض فوا أسفـــا*** لم نسلم اليوم من حقد ومن حســـــــــد
مـا ذا أقـول فـلا يجـــــدي لقــولتنــــا*** نفع ولا ضرر في الناس يا بلــــــــدي
مــا ذا أقـــول وأهلــي كلهــم ألــــــم *** ناديت يا قلب ما لباك من أحـــــــــــــد
إنــا ظُلمنــا وهــذي الأرض شاهــدة*** وإنما الظلم مكتوب إلى بــــــــــــــــدد
استــذكر الأمن يغفــو بيــن أضلعنــا*** والشر محتقر في كل مقتعــــــــــــــــد
كـان الجميع بيــوم اليسـر يقصـدنـي*** لكنه في ليل العسر لم يعـــــــــــــــــــد
أحـس أن بحــار الدمــع قــد فجـرت*** في كل عضو من الأعضاء في جسدي
عـانيـت فـي صغـر عـانيت في كبر*** عــانيت والعــرب فــوق القـول لـم تزد
لم نشتكــي حالتنــا إلا لخــالقنــــــــا*** كنــا لإخـواننــا صــدرا لمستنــــــــــــد
واللــه ما كان خصم الأمس مقتـدرا*** لا الفرس لا الروم في جيش وفي عــدد
لكــن غــدرة جيــرانــي وقـد وقفوا*** في نصرة الكلب لا في نصرة الأســــد
المـوت أهون عند المرء في شرف*** من ذلة العيش أومن صحبة القـــــــــرد
إنــي لأبــرأ عنــد اللـه من عـرب *** باعوا الضمير وباعــوا أمسهم بغــــــــد
قــدام أكثــرهــم موتـي ومسغبتـي *** يا نفس لا مصر لا تطـوان تعتمــــــدي
وسيف أجــدادنـا فلت مضــاربـــه*** ودمنا في عروق القلب كالــــــــــــــبرد
متـى نكــون يــدا تهــاب في زمن*** فيه القوي بكل الأرض في سنــــــــــــد
إزاء مـا يستجــد اليـوم فاعتبــروا*** ليس الحليم على رأي بمنفـــــــــــــــرد
أيـن الأخــوة والإسـلام والقيــــــم*** أين النهى والرشيد اليوم والرشــــــــــد
مـا عـذرهـم ودم الأطفال منسفكـا*** وطالب الحق ما يحيا بمضطهــــــــــــد
لا يستوي من قضى دنياه في ترف** ومن قضاها سقيم القلب في كبـــــــــــد
يا لائمي لا تلمني اليوم في وطـن*** وكنت فيه عذرت الناس في بلــــــــدي
يا لائمـي لـم تـذق مـا ذاقـه أبتـــي*** يا لائمي لم تذق ما ذاقه ولــــــدي
إنا صبرنـا علـى ظلـم الكثـر لنـــا*** صبر الحليم على الأهوال في جلد
مهما استطال احتلال الغادرين لنا*** لا بد يوما يذوق الويل كـــل ردي
أنا العراق دروب المجد تعرفنــي*** والجود يشهد لي من كفتي نــــدي
ما كنت يوما لأحني هامتي أبـــدا*** في الأرض إلا لرب واحد أحــــد
محمد خلف الخاتوني
Bookmarks