Results 1 to 2 of 2

Thread: الوعي بين ثقافة الثورة والحرية

  1. #1

    Join Date
    Aug 2008
    العمر
    55
    Posts
    2
    Rep Power
    0

    الوعي بين ثقافة الثورة والحرية

    كتبه "د.علي قاسم جارالله اليافعي"

    نشر الأربعاء 15 أكتوبر 2008 في صحيفة الوسط اليمنية




    إن الوعي الثقافي لمفهوم الحرية والثورة أو النضال الثوري عند الإنسان اليمني مقتصر على جزءٍ صغير لكلا اللفظين وهو ما جعل الأمة أو إرادة الشعب تتأخر ولا تؤمن بالتغيير والتطوير والحرية فأصبح التحويل من أمة متخلفة إلى أمة متطورة شيئا مستحيلاً، إلا إذا غيرنا مفهوم الحرية والثورة، كتغيير مفهوم الحرية من الهمجية إلى الانضباط حتى يصبح مفهومها من منهج فردي فلسفي مبني على بتر العقل، إلى نظم وحقوق وواجبات مقبولة عقلا ومنطقاً، ومفهوم الثورة من الانقلاب إلى التغيير فيصبح مفهومها يشمل كل شيء يقبل التغيير مثل تغيير الدستور أو تطوير الصناعة، وهكذا.

    فإذا حصل التغيير في الثورات السلمية كانت الثورات من أعظم الثورات الداعية للحرية والتغيير وإذا دخل أو حلّت عليها فلسفة السلاح تحولت الثورة من ثورة إلى ثورة إلا أنها تبقى ثورة عظيمة إذا انتصرت فيها القيم والأخلاق ولو سفكت فيها الدماء كما حدث في الثورة الفرنسية لا كما حدث في الثورة الروسية.

    لأنه عادة لا تقوم أي ثورة حقيقية تدعو للحرية إلا أن نرى فيها فلسفة السلاح والعصيان ثم تتحول - إذا انتصرت - إلى فلسفة أخرى أو ثورة أخرى كفلسفة أو ثورة التصوير والتبرير والشعارات وعدم احترام الشعوب - كما رأينا في اليمن وبعض البلدان العربية والإفريقية - أو إلى الثورة الحقيقية في ميدان المعرفة والعلم - كما رأينا في الثورة الفرنسية -. وهي الثورة التي تحمل المضمون؛ لأن الثورة الحقيقية هي التي تسعى لحرية الإنسان التامة التي لا تخالف ما يرفضه العقل والمنطق كالدين والقيم التي لا تتغير(ولو فقدت بعض الشروط في الثورة الفرنسية) والتي ترفض الاستبداد المطلق المقيد للحرية، فإذا كانت كذلك كانت ثورة حقيقية فتتمكن من قلوب الناس إلى درجة الإيمان الذي فيه ترخص النفوس وتتحقق فيها إرادة الشعوب فتصبح الأمم في طريقها للتغيير والتطوير.

    أما الثورة المجردة من المبادئ الداعية للحرية والتغيير، فهي ثورة فاشلة ولا تسمى ثورة إلا بالمفهوم العام فقط؛ لأن المعنى المجرد للثورة هو الخروج من وضع إلى وضعٍ آخر أي من الراهن فقط لا إلى الأصلح(الأفضل) أو حتى الأسوأ وهذا إذا جردنا معنى الثورة من الدراسة التي استندت إليها أو المعنى الذي ألجأها إليه الراهن كالفقر والظلم والاستبداد والطغيان أو الاستعمار مثلا، إلا أن أي ثورة ولو كانت خاطئة فيما أقدمت عليه سواء في الزمان أو المكان أو الوضع أو التقدير فإنها تبقى ثورة بالمفهوم العام إذا قدر لها النجاح، وخاصة في أعين الرجال الذين أصلوا لتلك الثورة، ثم تنسج لها الإصلاحات وتضاف لها التحسينات فيراها الناظر فيما بعد بعقلية الثوار الذين قاموا بها.وفي الحالتين لا بدّ أن تستجيب الشعوب والأمم أو ترفض أي فكرة نزيلة عليها سواء رفضاً حقيقياً أو رفضا معنوياً وهنا وهناك لا بدّ أن يكون الإنسان هو المقرر لما يريده وحده، لأن الثورة دائما ما ترتبط بمفهوم الحرية التي تعني للإنسان المصير، ولو كانت خلاف ذلك - كما حدث في الثورة البلشفية الروسية - حتى يشعر بوجوده وتغييره أي إن الأصل في الإنسان أن يحس بتقرير مصيره وحريته ولو في وجدانه وهو ما عُدم في وجدان الإنسان اليمني يوم وقعت السيطرة على ذاته فأصبح تحريكه أشبه بمستحيل، إذ كيف يمكن أن تحرك شيئاً يشبه فقط الصورة التي لا تتحرك فاستحال عليه التقديم والتخطيط، يوم اكتفى بوجوده المشلول، وحسب وآمن أنه الحرية أو ألزم بذلك. وكان الإنسان اليمني - قديماً- حراً من نزعة الخوف والتبعية إلا أنه يوم قامت ثورة سبتمبر ألزم الإنسان اليمني بعدها أن يعبد تلك الفكرة أو يعتبرها شيئاً لا يصح المساس به لأنه مقدس فأصبحت فكرة الثورة فكرة تقيد الحرية وتدعو إلى التبعية المطلقة والاستعباد الخفي الذي يجسد عبودية الضغط والإلزام لا كما يجب أن تكون الثورة، والحرية.

    فلما وجدت الحركة القتالية في صعدة، وجدت حركة الذات المتحررة من الخوف في تلك الجهات كلها، فتشابهت الصور الحية بين الماضي والحاضر، فهي أكبر وأقوى من حركة (48م) على الإمام يحيى وتشبه أو أقوى من حركة (55م) على الإمام أحمد إلا أنها لم تقدم فكرة تدل على التغيير والتطوير والدعوة إلى الحرية حتى يكون لها الأثر في المستقبل، فهي كأي حركة عربية مبنية على قاتل ثم خطط للتغيير، غير أنه سيكون لها وجود في المستقبل لا محالة.

    إلا إنني أجزم أن الحراك السلمي في الجنوب لا يقل قيمة وشبهاً من ثورة سبتمبر وأكتوبر التي ما زال الشعب اليمني يتغنى بهما إلى اليوم في الشمال والجنوب، وخاصة إذا استقل الحراك من النزعة الانفصالية، وشمل كل أبناء اليمن في الجنوب والشمال وهو ما يجب علينا تصحيحه(المفهوم) والوقوف معه(الحراك السلمي) لأنه يدعو إلى الحرية لا التبعية ورفض الظلم لا الإيمان به، فهي فكرة -وإن كانت قاصرة- لا تقل عن أي ثورة سوف يكون لها نتاج ملموس في المستقبل لأنها مدعمة بروح الشعب. وفلسفة الإرادة الشعبية هي التي تحرك الثورات السلمية والكفاحية القتالية ضد الفساد والاستبداد والظلم والقهر فتسمى - فيما بعد- ثورة شاملة سياسية واجتماعية فإذا انتصرت أسماها المنتصر الحرية وإذا فشلت تبقى في محل الجدل والطعن إلى أن تنتصر تلك الإرادة وتتحقق لذلك الشعب المناضل تلك الحرية التي يريدها ويراها ويسعى من أجلها.

    وهو ما قد يفتقر اليوم أو في المستقبل في الشارع اليمني؛ لأنه إذا دققنا النظر في ثقافة الثورة والحرية عند اليمنيين نجد أنها لا تتعدى المفهوم القاصر دائماً- كما تقدم- مما يعني أن الشعب عادة ما تحركه الأحداث لا المبادئ التي يرسمها رجال الثورات في عقولهم والواجب الصحيح، وهو ما يعني أن الشعب اليمني مجرد متابع في الحركات الثورية السلمية والكفاحية القتالية ويدل على ذلك أن الشعب اليمني لم يقم بثورة حقيقية غير ثورة أكتوبر لا لكثرة أتباعها ولا لشمولها، بل للمناسبة التي قامت من أجلها الثورة. وعليه فإن اليمن تحتاج دائما إلى الثورة الحقيقية التي لا لبس فيها وهي تلك الثورة والإرادة التي تكمن في وجدان الشعب اليمني والتي قيدتها الدكتاتورية والسلطوية الظالمة التي انحدرت من الثورات الفاشلة فصنعت القيود وقيدت الحرية وجعلت بين إرادة الشعب وبين ما يريده من الحرية حجاباً يخفي حقيقة المتسلط وحقيقة ما يريده الشعب، إن اليمن يحتاج إلى الثقافتين (الثورية القتالية + الثورية السلمية) حتى يخرج إلى الحقيقة المطلقة والإرادة التي يريدها ويتمناها كل أبناء الشعب اليمني وحتى يرى نور الحرية الحقيقية التي تذوقتها الشعوب المتحررة من الظلم والاستبداد والطغيان، فاستطاعت أن تقدم لنفسها ولغيرها ما تريده دون أن يقيدها الخوف أو المجهول الذي تخشاه.

    لا شك أن الإرادة التي تكمن في ذات الإنسان المظلوم أو المسلوب أو المقيد، هي الإرادة التي يجب على الأمة أن تحركها بثقافة العلم والمعرفة وتربية الأجيال على عدم الخوف منها؛ لأنها الإرادة التي يريدها كل مظلوم ومقيد ومسلوب منها، حتى نستطيع أن نحرك الثورة الشاملة(السلمية+ الكفاحية القتالية) التي يشترك فيها كل أبناء اليمن من الفلاحين ورجال الفكر ورجال الأمن ورجال الدين ورجال السياسة، هناك نسمي الثورة تسمية حقيقية صحيحة (ثورة الشعب اليمني) ونحن نريد كل الشعب اليمني.

    فتكون الثورة بثوبها الجديد نموذجاً حقيقياً ومنطقياً يقبله العقل يوم تجتمع عليه وفيه كل القوى الشعبية الداعية للحرية، من كل فئات المجتمع اليمني وهي تقول لا للظلم لا للطغيان لا للاستبداد فتصبح الأمة متحررة من المجهول إلى المعلوم ومن التقييد إلى الحرية ومن الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن الاستبداد السياسي إلى الانفتاح السياسي ومن الاستبداد الاقتصادي إلى المنافسة الشريفة التي لا تحتكره ولا تقيده الاستبدادية.

  2. #2

    حمزة بن حنداد's Avatar
    Join Date
    Jul 2008
    Location
    السعودية
    Posts
    102
    Rep Power
    195

    رد: الوعي بين ثقافة الثورة والحرية

    لا شك أن الإرادة التي تكمن في ذات الإنسان المظلوم أو المسلوب أو المقيد، هي الإرادة التي يجب على الأمة أن تحركها بثقافة العلم والمعرفة وتربية الأجيال على عدم الخوف منها؛ لأنها الإرادة التي يريدها كل مظلوم ومقيد ومسلوب منها، حتى نستطيع أن نحرك الثورة الشاملة(السلمية+ الكفاحية القتالية) التي يشترك فيها كل أبناء اليمن من الفلاحين ورجال الفكر ورجال الأمن ورجال الدين ورجال السياسة، هناك نسمي الثورة تسمية حقيقية صحيحة (ثورة الشعب اليمني) ونحن نريد كل الشعب اليمني.

    فتكون الثورة بثوبها الجديد نموذجاً حقيقياً ومنطقياً يقبله العقل يوم تجتمع عليه وفيه كل القوى الشعبية الداعية للحرية، من كل فئات المجتمع اليمني وهي تقول لا للظلم لا للطغيان لا للاستبداد فتصبح الأمة متحررة من المجهول إلى المعلوم ومن التقييد إلى الحرية ومن الدكتاتورية إلى الديمقراطية ومن الاستبداد السياسي إلى الانفتاح السياسي ومن الاستبداد الاقتصادي إلى المنافسة الشريفة التي لا تحتكره ولا تقيده الاستبدادية.

    هذا مانريد من كل ابناء الشعب اليمني الالتفاف والترابط معاً من اجل تحرير الانسان اليمني من الظلم والطغيان والاستبداد والحفاض على وحدة الشعب والارض بكل غالي ونفيس حتى نصل الى مبتغانا والهدف الاسمى( العدل والمساواة والحرية)000
    شكراً لك اخي لك مني كل الحب والتقدير
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. "تنظيمية الثورة" تدعو للاحتشاد لصلاة الأضحى بساحات التغيير والحرية
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 26-10-2012, 08:52 AM
  2. إشهار ملتقى خور مكسر الأهلي لنشر الوعي وإرساء ثقافة الحوار
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 11-05-2012, 10:50 AM
  3. القطيعة واستعادة الوعي والحرية
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 23-03-2011, 01:00 PM
  4. المقاومة الفلسطينية بين ارتقاء الوعي وكي الوعي
    By موقع قناة الجزيرة in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 22-08-2010, 09:30 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •