مِن غيرِ ما طبٍّ ولا تِرياقِ
أنا علّتي أنّي من العُشّاقِ
من ذا يُداويني ليهداَ خاطري
وأنامَ ملءَ العينِ والأحداقِ
إني عشقتُ العشقَ حتى نفسَهُ
من ذا يضيفُ الشوقَ للأشواقِ
قالوا الليالي قد تبَدّدُ حبَّنا
والحبُّ قد يخبو فليسَ بباقي
إلا هوايَ فغيرُ مجدٍ غفلُهُ
منقول
تحيا عليهِ حشائشُ الخفّاقِ
كلُّ الأحبّةِ قد يحَدّدُ نُزلُهم
إلا حبيبي .. نُزْلُهُ أعماقي
ألقاهُ في الصالونِ فوقَ مقاعدي
ألقاهُ ملتصقاً مع المغلاقِ
كالطفلِ يسحبني إلى ألعابِهِ
ويَشُدّني متعلّقاً بخناقي
أنّى جلستُ يجيئني متلفّعاً
بعباءةِ الزيتونِ والدرّاقِ
أنا يا أبي أشتاقُ كلَّ دقيقةٍ
لا شيء يشغلُني على الإطلاقِ
إلا الحنينُ فكم يُعَذبني النوى
أشتاقُ يا أمي إلى الأطباقِ
هلا سألتِ الخالَ كي يبقي لنا
بعضاً من الألبانِ في الدَرّاقِ
قولي لأمِّ محمّدٍ لو سافرت
يوماً تبيعُ الخسَّ في الأسواقِ
تأتي إليَّ من الخليلِ بكرمةٍ
من سوقِ غزّةَ فلفلٍ حرّاقِ
من بابِ خانِ الزيت سلِّ فواكهٍ
ومن الشمالِ مُسّخنٍ برُقاقِ
والحاجُ .. كيفَ الحاجُّ ما أخبارُهُ
أتُراهُ والمختارُ دونَ وفاقِ
وهل المضافةُ مثلُ سابقِ عهدها
يأتي إليها أعزّتي ورفاقي
أنتم معي بتأمُلي وتخيُّلي
إنّ التخيّلَ نعمةُ الخلاقِ
فإذا قرأتُ رأيتُكم في أسطري
وإذا كتبتُ فأنتمو أوراقي
تأتونَ في المرآةِ كلَّ صبيحةٍ
في البيتِ بل حتى لدى حلاقي
يا ليتكم أبقيتموني في الحِمى
يا ليتكم شددتموا بوثاقي
يا ليتها قدمي .. تفتتَ رُسغُها
يا ليتها لو لم تكن هي ساقي
يا ليتها كُسرتْ ولا هذا القذى
في العينِ من طوزٍٍ بكلِّ زقاقِ
يا ليتني لم أغتربْ عن ديرتي
هل من فتىً قد ماتَ من إملاقِ
Bookmarks