من البداية...
كل يوم جديد هو بداية جديدة ، ويعيش الإنسان حياته قبل الزواج في رسم مستقبل قد يكون خيالياً أحيانا ولكنه غالبا ما يرسم صورة جميلة وردية، وتظل هذه الصورة كذلك إلى أن يأتي يوم الزفاف فيوم الزفاف هو بداية حياة جديدة فما أجملها أن تكون في طاعة الله فكيف نطلب السكينة والبركة في بيت يبدأ بالمعصية؟
قرأت قصة الفتاة التي بدأت حياتها الجديدة وتأملت كلماتها وهي تروي فتقول:
"ومرت الأيام واقترب يوم زفافي...كنت كلما أفكر ماذا أفعل أشعر بالخوف . كنت قد ارتديت طرحة طويلة و لا أريد أن أقلل من طولها. فكرت أن يكون زفافي شيئا بسيطا في المسجد فأرتدي عباءة و لن يراني الكثير و أخرج من ذلك المأزق و لكن اتفق الأهل على أن يكون الفرح في فندق كبير ، كل الأفراح في هذه الأماكن تكون العروس فيها بدون حجاب. فوقفت وقفة مع نفسي لماذا أخاف من الناس إلى هذا الحد أليس الله أحق أن أخشاه وهو القائل سبحانه و تعالي {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ} النور -31
فقررت ألا أتنازل فاتفقت أنا و زوجي أن نُري الجميع أن الإسلام لا يمنع أحداً أن يفرح طالما الفرح دون تجاوز أو معصية . اتفق زوجي حفظه الله مع فرقة إسلامية تُحيي الفرح وعزمت ألا أضع ماكياج أو عطراً أو أفعل أي شيء في حاجبيَّ وأن يكون فستاني منفوشاً و لكن عليه طرحة طويلة تغطى خصري وطرحة أخرى شفافة كأي عروس عادية.
قوبلت بسيل من الهجوم من معظم من حولي، ولكن أمي كانت إلى جانبي فمنهم من كان يقول أنه يوم واحد في العمر ولن يحدث شيء إن تزينت قليلاً ، تذكرت وقتها أنني سمعت عن شباب يتحدثون عن عروس نزعت حجابها يوم الفرح فكانوا يقولون لقد رأينا شعرها ألم تكن تغطيه طوال عمرها و لكننا رأيناه وتذكرت أيضا قصة عروس أخرى فعلت نفس الشيء و لكنها ماتت يوم زفافها، وآخرين كانوا يقولون أني سوف أكون الوحيدة في الفرح التي لا تضع ماكياج فأحسست أنني لا أريد أن أكون إمّعة فأحسن إن أحسن الناس و أسيئ إن أساءوا فالكل يحاسب منفردا..أريد أن أذكر أيضا أنني سمعت عن نماذج بهرتني فقد علمت أن هناك عروس تبرعت بمهرها كاملا لأجل المجاهدين في فلسطين و أخرى قررت أن تنتقب و كان أول يوم في نقابها يوم زفافها .. فأحسست أن هناك من هن أقوى مني و فعلوا الكثير فلماذا لا أكون قوية مثلهن.
وجاء يوم الفرح ففعلت مثلما عزمت و ارتديت فستاني و طرحتي بنفسي بدون مساعدة من أية مُزينة، و ذهبت إلى الفرح و لم تُقلب نواميس الكون و لكن على العكس سبحان الله لم أكن خائفة ولكن كنت مطمئنة هادئة.
بل إني أعتقد أن من أسباب قلق العروس في تلك الليلة حرصها على ماكياجها هل جيد، و هل إن قبلتها المهنئات سوف يفسد ماكياجها؟ وهل شعرها مثبت بشكل جيد؟
فالحمد لله لم اقلق لشيء من ذلك، فكان يوماً جميلاً.. الكل كان مسرورا بهذا العرس الإسلامي الجميل حتى كلمات الأناشيد كانت جميلة مما كان له أثره على المدعوين حيث انعكس عليهم بالالتزام وانقضي يوم جميل شهد به الجميع".
ومعها رددت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:]من أرضى الناس في سخط الله سخط الله عليه و أسخط عليه الناس ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه و أرضي عنه الناس[.
فكم من فتاة نزعت حجابها و التزامها من أجل يوم واحد فاقتُلعت البركة من زفافها أو خطوبتها ومن الممكن أن تنفصل عن شريكها و لن تجني إلا الندم ...
ومع هذه البداية الجميلة فما أجمل أن تبدأ العروس بوضع منهج حياة مع زوجها فتبدأ تتعرف على ما يمقته الزوج من الزوجات فتتجنبه قدر استطاعتها ومن ذلك :
* العصبية وكثرة الجدال، وهي أول ما يمقته الرجل من المرأة (فالرجل يلتمس الهدوء والوداعة والحنان لدى المرأة وهي طبيعتها التي جبلها الله سبحانه وتعالى عليها ويحتاج إليها الرجل).
* العناد والغرور وعدم احترام الزوج والاستهتار به أو بما يتعلق به.
* كثرة التذمر والتشكي، وعدم تحمل المسؤولية.
* تتبع السقطات والزلات والعثرات وإن كانت يسيرة، وتضخيم التوافه.
* تبجيل الأهل وانتقاص الزوج.
* كثرة المقارنات بين الزوج وغيره من الأزواج الآخرين.
* عدم التجانس الفكري والثقافي (هناك من الزوجات من تستعيض عن ذلك باحترام عقلية الزوج، وتطوير ذاتها وأسلوبها في التعامل).
* عدم تقدير ظروف الزوج.
* الإسراف والتبذير، وكثرة الطلبات المالية لغرض المباهاة والتفاخر دون مراعاة للظروف أو الحاجة.
* إدخال الزوجة أهلها أو الآخرين في الحياة الزوجية، وإطلاعهم على أسرار الحياة الزوجية.
* إهمال الزوجة لمظهرها أمام الزوج، (هناك من النساء من تهمل ذلك الحق له. وتبديه لغير زوجها في المناسبات أو لدى زيارة الصديقات أو في حضورهن فتضيع على نفسها فرصة التقرب والتودد إليه، وكذلك بل أهم من ذلك ثواب الله في المساعدة والحرص على غض نظر زوجها وإحصان فرجه عن غيرها وعن الحرام حتى لو كان متزوجاً).
وآلت على نفسها أن لا تصنع إلا معروفاً ولتبدأ بنفسها على أن تتعامل مع كل إنسان على أنه أهم إنسان في حياتها ليس فقط لأنها ستشعر بالسعادة نتيجة ذلك * ولكن سيكون لديها عدد أكبر من الأصدقاء يبادلونك نفس الشعور ثم بإعداد المفاجأة لشريك حياتك و بعمل شيء مما يحوز إعجاب الطرف الآخر * لتحدث فرقا كبيراً في العلاقة الإيجابية بينهما
وأن تستعمل دائماً كلمة ( شكراً) وكلمة (من فضلك ) فهذه الكلمات البسيطة تؤدي إلى نتائج مدهشة وأن تسامح نفسها وتسامح الآخرين لأن الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين.
وتقول:
من اليوم سوف أقوم بمعاملة الآخرين بالطريقة التي أحب أن يعاملونني بها.
من اليوم ابتسم للآخرين كما أحب أن يبتسموا لي
من اليوم أنصت للآخرين كما أحب أن ينصتوا لي.
من اليوم سوف أساعد الآخرين كما أحب أن يساعدونني.
من اليوم سأبدأ حياة جديدة .
Bookmarks