قصيدة البردة منقوله عن مخطوطات من العصر العثماني نقلا من عصر العباسيين الذهبي
وهو هدية وصلت الي عبر الاجيال مهداة من جدي اتمنى ان تنال اعجابكم كما تسحرني
الحمدلله منشى الخلق من عدم ثم الصلاة على المختار في القدم
امن تذكر جيران بذي سلم مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
ام هبت الريح من تلقاء كاظمة وامض البرق في الظلماء من اضم
فما لعينيك ان قلت كففا همتا وما لقلبك ان قلت استفق يهم
ايحسب الصبان الحب مكتم مابين منسجم منه ومضطرم
لولا الهوى لم ترق دمعا على طلل ولا ارقت لذكر البان والعلم
فكيف تنكر حبا بعد ما شهدت به عليك عدول الدمع والسقم
واثبت الوجد خطى عبرة وضنى مثل البهار على خديك والعنم
نعم سرى طيف من الهوى فارقني والحب يعترض اللذات بالالم
يالاثمى فى الهوى العذري معذرة منى اليك ولو انصفت لم تلم
عدتك حالى لا سرى بمستتر عن الوشاة ولا دائي بمنحسم
محضتنى النصح لكن لست اسمعه ان المحب عن العذال في صمم
انى اتهمت نصيح الشيب في عذلى والشيب ابعد في نصح عن التهم
فان امارتي بالسوء ما اتعظت من جهلها بنذير الشيب والهرم
ولا اعدت من الفعل الجميل قرى ضيف الم برامي غير محتشم
لو كنت اعلم اني ما اوقره كتمت سرا بدا لي منه بالكتم
من لي برد جماح من غوايتها كما يرد جماح الخيل باللجم
فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتها ان الطعام يقوي شهوة النهم
والنفس كالطفل ان تهمله شب على حب الرضاع وان تفطمه ينفطم
فاصرف هواها وحاذر ان توليه ان الهوى ما تولى يصم او يصم
وراعها وهي بالاعمال سائمة وان هي استحلت الرعى فلا تسم
كم حسنت لذة للمرء قاتلة من حيث لم يدر ان السم في الدسم
واخش الدسائسن جوع ومن شبع قرب مخمصة شر من التخم
واستفرغ الدمع من عين قد امتلات من المحارم والزم حمية الندم
وخالف النفس والشيطان واعصمها وان هما محضاك النصح فاتهم
ولا تطع منهما خصم ولا حكما فانت تعرف كيد الخصم والحكم
استغفر الله من قول بلا عمل لقد نسبت به نسلا لذي عقم
امرتك الخير لكن ما ائتمرت به وما استقمت فما قولى لك استقم
ولا تزودت قبل الموت نافلة ولم اصلل سوى فرض ولم اصم
ظلمت سنة من احيا الظلام الى ان اشتكت قدماه الضر من ورم
وشد من سغب احشاءه وطوى تحت الحجارة كشحا مترف الادم
وراودته الجبال الشم من ذهب عن نفسه فاراها ايما شمم
واكدت زهده فيها ضرورته ان الضرورة لا تعدو على العصم
وكيف تددعو الى الدنيا ضرور من لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
محمد سيد الكونين والثقلين و الفرقييين من عرب ومن عجم
نبينا الامر الناهي فلا احد ابر في قول (لا) منه ولا (نعم)
هو الحبيب الذي ترجى شفاعته لكل هول من الاهوال مقتحم
دعا الى الله فالمستمسكون به مستمسكون بحبل غير منفصم
فاق النبيين في خلق وفي خلق ولم يدانوه في علم ولا كرم
وكلهم من رسول الله ملتمس غرفا من البحر وارشفا من الديم
وواقفون لديه عند حدهم من نقطة العلم او من شكله الحكم
فهو الذي تم معناه وصورته ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
منزه عن شريك في محاسنه فجوهر الحسن فيه غير منقسم
دع ما ادعته النصارى في نبيهم واحكم بما شئت مدحا واحتكم
فانسب الى ذاته ماشئت من شرف وانسب الى قدره ما شئت من عظم
فان فضل رسول الله ليس له حد فيعرب عنه ناطق بفم
لم يمتحنا بما تعى العقول به حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم
اعيا الورى فهم معناه فليس يرى للقرب والبعد منه غير منفحم
كالشمس تظهر للعينين من بعد صغيرة وتكل الطرف من امم
وكيف يدرك في الدنيا حقيقته قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
فمبلغ العلم فيه انه بشر وانه خير خلق الله كلهم
وكل اى اتى الرسل الكرام بها فانما اتصلت من نوره بهم
فانه الشمس فضل هم كوكبها يظهران انوارها للناس في الظلم
اكرم بخلق نبي زانه خلق بالحسن مشتمل بالبشر متسم
كالزهر في ترف والبدر في شرف والبحر في كرم والدهر في همم
كانه وهو فرد في جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كانما اللؤلؤ المكنون في صدف من معدن منطق منه ومبتسم
ابان مولده عن طيب عنصره يا طيب مبتدا منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس انهم قد انذروا بحلول البؤس والنقم
وبات ايوان كسرى وهو منصدع كشمل اصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الانفاس من اسف عليه والنهر ساجي العين من سدم
وساء ساوة ان غاضت بحيرتها ورد واردها بالغيظ حين ظمى
كان بالنار ما بالماء من بلل حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والانوار ساطعة والحق يظهر من معنى ومن كلم
عموا وصموا فاعلان البشائر لم تسمع وبارقة الانذار لم تشم
من بعد ما اخبر الاقوام كاهنهم بان دينهم المعوج لم يقم
وبعد ما عاينوا في الافق من شهب منقضة وفق ما في الارض من صنم
حتى غدا عن طريق الوحى منهزم من الشياطين يقفوا اثر منهزم
كانهم هربا ابطال ابرهة او عسكر بالحصي من راحتيه رمى
نبذا به بعد تسبيح ببطنهما نبذ المسبح من احشاء ملتقم
جاءت لدعوته الاشجار ساجدة تمشي اليه على ساق بلا قدم
كانما سطرت سطرا لما كتبت فروعها من بديع الخط في اللقم
مثل الغمامه انى سار سائرة تقيه حر وطيس للهجير حمى
اقسمت بالقمر المنشق ان له من قلبه نسبة مبرورة القسم
وما حوى الغار من خير ومن كرم وكل طرف من الكفار عنه عمى
فالصدق في الغار والصديق لم يرما وهم يقولون ما بالغار من ارم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت على خير البرية لم تنسج ولم تحم
وقايه الله اغنت من مضاعفة من الدروع وعن عال من الاطم
ما سامنى الدهر ضيما واستجرت به الا ونلت جوارا منه لم يضم
ولا التمست غنى الدارين من يده الا استلمت الندى من خير مستلم
لا تنكر الوحى من رؤياه ان له قلبا اذا نامت العينان لم ينم
وذاك حين بلوغ من نبوته فلفيس ينكر فيه حال محتلم
تبارك الله ما وحى بمكتسب ولا نبي على غيب بمتهم
فما تطاول امال المديح الى ما فيه من كرم الاخلاق والشيم
ايات حق من الرحمن محدثه قديمة صفة الموصوف بالقدم
Bookmarks