الغربة ُفي سماءِ لا تجوع

[طلال الحذيفي]

الغربة ُفي سماءِ لا تجوع



قالوا :
برغمكَ ما سايرت قدماك َالنساء
فلا تدخل السوق َترِبَ اليدين
أتركْ لباسكَ واتشح جلدكَ الحي
عابراً عارياً لا تخفْ من هجينَ النسا الشاردات!
قُلتُ:
لن يزيغَ نقاءُ الزجاجةِ عن صفوة المتدلي على ساحة الشعر
لن نَضلَ طريقا إلى بلدٍ أخرٍ في النهار
نَهَارُ القصيدة ِأعني ظلامُ التنازيل
الشعرُ
والروحُ لا ينفدانْ
وصوتُ أناملهِ في قُلوب الرُّعاة غِناءٌ رحيق ْ
الهاربونَ الصغار
عندما يَخْمِدُ الليلُ أقدامهم بالنميمةِ
يفرونَ من صَحوةِ الفنِّ جرياً برتلٍ بليدْ
يقتلعون َ الصِّفاتَ العقِيمة َمن حبرهم
يصرفون َلنا بدعةً في صحاري الرِّمالْ
ليستْ قَصائدُنا كالمساحيقِ
أو كعصيان ِدلاكِ قصرِ الزَّعامةِ
ولا جُلُ ألبابنا لا تُجيدُ التحاميدَ عِندَ قيسيسنا الحرف بالأناملِ والخطَواتِ الطُوالْ!
نحنُ هنا لا نجيزُ فروقَ التقاسيمِ والترادفِ إلا بنحو بليغٍ
لا يتوهُ مع لفة الشَّـعرِ عندَ هبوبِ الرياح
فرقوا يا نبيلةَ بين َ "أنثى وامرأة "
قالوا:
ما أنا بالوصي
على فقهِ بن جني
أين َالدلالةُ أينَ الدلليلُ.....!
يا "عنثلَ"
أين َالبرأةُ في خُشْمِكَ المنطوى كلحوحِ القُرى
أينَ مُغني اللبيبْ!
الشعرُ رقةُ نفسِ تربي الجمال البديعَ
مُنتجعُ سامقٌ كالسَّحابْ
يحمدَه العاشِقون َالعِظامْ
والعاشِقاتُ النَّبِلاتُ تفهم ما السجعُ ما لغة التورية
تفقهُ حسنَ الجناسِ وفنَّ الطباق وحُكمَ الصِّفة
وكيف تُقابلُ في اللفظ كيف تفسرُ أضدادهُ
يا زمااااااااان
أين َتُهنا
يا سَمانا
احفظي عن صِبانا
دعانا
أما طواليتُ أشعارنا..!
لا مثلَ عين الغزال
ولنقل مثل العجائزِ حين تلوكُ لبان التداوي
وترجوا شباباً طـَـرَّياً
مِثل َحفيداتِها الناعماتْ!
لا يَعودُ الرَّمادُ إلى عودهِ
وليسَ الذكورُ رجالاً بكلِ الصِّفَاتْ
فَرْقُ الرِّجَالِ بِعَقلِ رَزينْ
ولفظُ الذكورِ يَجُمُّ ُِبكلِ الخلائقِ من صنفهِ بالقَضِيبْ
وحين َنجولُ بلفظ الأنوثة ِنطبَخُهُ
بالصوالينِ بالزيتِ والبصل ِالغي
نُلقي بهِ قارعاً كالحمارِ الشقي!
فأُنثى الحمارُ وأنثى الكلابُ وأنثى البغال
كُلها لا تحيدُ طريقاًُ عن الأدمية َ
إن لم تكن مرأة ُفي ثيابِ الطَّهارة ِوالعقلِ والكبرياءِ الأبي
والشعرُ ليس َكمهداكِ فارٍ
ولا كالطرابيلِِ عندَ أحتفاء ِالنساءْ
الشعرُ جوهرُ عِقدٍ من اللؤلؤاتِ الثِّمَانْ
تفاسيره ُبالمعاني ومن سرده ِيَسْتَبينْ
دلالاتُه ُبالحال ِأو بمقام ِالمقالْ
أو بالرموزِ التي لا تتوهْ
لا بذوقٍِ يكوره ُالجنسُ يغسلهُ الوهم بالخل والغصغصاتِ الهِرامْ
فلست ُبالحارس ِالمرتشي
ولا بالفضولي يرعى غلامين َحاراتهِ
لست ُنبيا ًولكن َعِندي جُهدُ المقلْ
وصبر ُالرجال ِوفقه ُالتُقاةْ
ففقهي يا سمائي ظِلالي
واحملي لفظيَ الفحلَ إلى بلدٍ طيبٍ
لا تَجُوسُ الدِّيارَ مَراكيدُهُ الخانِعَاتْ
فأنا غيثُكِ البكرُ أروى بنات القصائدِ من ماءِ قلبي
من ضوءِ عقلي
لا كالأراملِ في عَطَفَاتِ الشوارعِ ينظرن َنحو الخَدينِ بطرفٍ سقيمْ
فحفظي يا سمائي ضيائي
واتلي تعاويذنا
كي لا أتوهَ مع الريح أقصفُ طوقَ القواريرِ
في ليلة ِيعتريها خضمٌ رجيم
أغيثي بحرفي بلاداً تنبَّتْ بهِ في الأجنةِ أطفالُهَا
وامطريهِ على العاشقاتِ الفقيهاتِ عذباً كودقٍٍ كريم
وإن ساءلاكِ الصغارُ الحوافي عنِ الشعر ِفي راحتي
فاخبريهم بأني رحيمُ الفؤادِ طري الصلاةْ
لا اكتراثَ بهم!
أسيرُ مع الطهرُ أرجو إلى الله تقوى
ولا في صعيدي انزعاجُ يرِّوبهُ في السَّرايا عُُتُلٍ زَنِيمْ!.

قلم / طلال الحذيفي تعز 28/5/2007م

[جلال الصياد]

ما أنا بالوصي
على فقهِ بن جني
أين َالدلالةُ أينَ الدلليلُ.....!
يا "عنثلَ"


طلال الحذيفي //

تملك الحرف ومساحات الخيال الرحب

تاسر الابصار اسرا

يستظل في ظلا حرفك القارئ

فلا ينوي الرحيل

لك التحية وعليك السلام