لا تيأس
--------------------------------------------------------------------------------
قديكون الشاب او الفتاة مارس المحرم ووقع في الرذيله فجرته نفسه الامارة بالسوء الى مقارفة فاحشه من الفواحش فلا ينبغي ان يصيبه اليأس والاحباط واعلم ان المرء مهما فعل اذا تاب توبة صادقة الى الله فان الله يقبل توبة ويغسل حوبته ويمحو ذنبه((قل ياعبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم))
واليك اخي الشاب هذا النموذج في الاقلاع عن الخطيئة والاقبال على الله تبارك وتعالى0
كانت طائفه من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يأتون الزنا والفواحش في جاهليتهم قبل دخولهم في الاسلام لكن حين نور الاسلام قلوبهم استعلوا عن شهواتهم واستجابوا لأمر الله تبارك وتعالى ومن هؤلاء الصحابي الجليل مرثد بن ابي مرثد رضي الله عنه فقد ذكر المفسرون في سبب نزول قوله تعالى ((الزاني لا ينكح الا زانية او مشركة والزانية لا ينكحها الا زان او مشرك وحرم ذلك على المؤمنين))
عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال كان رجل يقال له مرثد بن ابي مرثد وكان يحمل الاسرى من مكه حتى بأتي بهم الى المدينة وكان بمكه بغي يقال لها عناق وكانت صديقة له وكان وكان وعد رجلا ان يحمله من اسرى مكه وان عناق رأته فقالت له اقم اليلة عندي قال ياعناق قد حرم الله الزنا فقالت ياأهل الخباء هذا الذي يحمل اسراكم قال فلما قدمت الى المدينة اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يارسول الله أتزوج عناق؟ فلم يرد حتى نزلت هذه الايه((الزاني لاينكح الا زانية او مشركه))فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تنكحها)
واليك اختي هذا النموذج امراه من بني اسرائيل كانت تمارس البغاء والفجور فرأت موقفا أثار مشاعر كانت كامنه لديها فصار سببا في مغفرة الله تعالى لها
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((بينما كلب يطيف بركته كاد يقتله العطش اذ رأته بغي من بغايا بني اسرائيل فنزعت موقها فاستقت له به فغفر لها))
اخي اختي ان الشيطان يحرص كل الحرص على ان يصل بالمرء الى حالة من اليأس من التوبة ويرى ان الواقع الذي صار اليه اصبح سمه ملازمه له لايمكن ان يتجاوزه فتتحول الرغبة في التوبة الى امنية تعيش في الخيال بدلا من ان تكون قوة تدفع بصاحبها الى اتخاذ قرار حاسم في تغيير واقعه
لقد كان طائفة من المؤمنين بشرع الله من هذه الامه ومن الامم السابقة يعاقرون الخمرة ويأتون الفاحشة ويسيرون في لهاث وراء ماتدعوهم اليه رغباتهم ونزواتهم وماان نور الله قلوبهم بالايمان حتى انتصروا على اهوائهم وشهواتهم والتزموا امر الله تبارك وتعالى
ان الشهوة التي يعاني منها الشاب والفتاة لم تخلق لهم وحدهم فالصالحون والصالحات الذين يعيشون حالة التسامي والعفة تدعوهم انفسهم الى مقارفة الشهوات بل ربما كانت الشهوة لدى بعضهم اقوى من غيرهم فنجاح هؤلاء يعطي غيرهم الدليل على انهم قادرون حين يريدون ذلك وحين تتحقق لديهم العزيمة والاقتناع0
من كتاب كيف تواجه الشهوة
للكاتب محمد بن عبدالله الدويش
Bookmarks