منذ دخولي معترك المنتديات على الشبكة العنكبوتية و أنا في حيرةٍ من أمري حول نقطةٍ ما.. ألا و هي التخفي وراء (الألقاب). قد لا يكون اللقب مرتبطاً بمصطلح (التخفي) في بعض الأحيان إذا ما كان الشخص يحب لقباً ما و لا يبالي بأنكشاف أسمه الحقيقي. لكن ما لاحظته هو أن قضية الالقاب تكون مرتبطة غالباً بالـ(تخفي). و ما أعنيه هو مشاركة العضو دون أن يعرف هويته الحقيقة أحد! حقيقةً أظن أن هذا النوع من المشاركات يفقد مصداقيته الحقيقة في النقاش لأن صاحبه يكون معتمداً على التخفي و لو أفترضنا أن صاحب اللقب يستخدم أسمه الحقيقي لختلف الأمر تماماً و لأخذ النقاش مجراً أخر (ليس في كل الحالات طبعاً). هناك الكثير من الأمثله اليومية التي نراها في هذا الصدد* لكن دعونا من هذا النوع من التخفي وراء الألقاب* هناك نوع اخر مرتبط بقضية تمس المجتمع بحد ذاته ألا و هو ما تترجمه لنا جملة (فتيات النت)! ما أصل هذه الكلمة و من أين جاء؟!
كمثال: كان ظهور النت في المجتمع اليمني كظهور شيء مفسد للأخلاق و أول ما بُدء به أستخدام النت هو الدخول من قبل الشباب لغرض تصفح المواقع الأباحية مما أدى إلى إنتشار سمعة واسعة النطاق (تعدت حدود الخط الأحمر) لدى العقلية و التقاليد اليمنية.. فأصبح النت يشكل في وجهة نظر الأغلبية خطر على الدين و التقاليد مما جعل هؤلاء يتناسون جل فوائد و استخدامات الشبكة العنكبوتيه! و لا زال الكثير للأسف إلى هذه اللحظه يرتاد المقاهي لنفس الغرض الرديئ مما سبب فجوة ثقافية كبيرة!! أرتباط هكذا مقولات بالنت أدى إلى خوف الفتيات بشكل عام من دخول المقاهي و استخدام الشبكة مما دعى أن يدخلن متخفيات تحت ألقاب كي لا يعرف الناس أنهن من مستخدمات الشبكة! فلو عرف أحدهم ستحصل مصيبة كبرى!! و ستشوه سمعة البنت و سمعة البنات في مجتمعاتنا كالزجاج (لو انكسر ما بيتصلح) و سيكثر القيل و القال و سوف لن يتقدم أحد للزواج منهن و سوف ينتهي مصيرهن عوااااااااااااااااااااااااانساً!! (مرحيييييييييييب مرحييييييييييييييييييييييييب)
كيف نجد حلاً لمثل هكذا مشكلة؟!! هناك بعض الفتيات و لكن للأسف (أقلية) لا يخفن من ذكر أسمائهن الحقيقة لعلمهن أنهن لا يفعلن شيءً محرماً أو خارجاً عن نطاق الأدب و لا أعتقد أنهن يتعرضن لأهانات او مضايقات لهذا السبب (على حد قول أحداهن!) بالرغم من هذا ارهن فشلن في تأدية دور (القدوة) لبقية الفتيات لأن فكرة (أيش بيقولوا الناس عليا) لا زالت مسيطرة على أفكار الفتيات مما يجعل منهن أقل قيمة من ثم تأتي الفتيات المدافعات عن حقوق المرأة ليتذمرن ( أن حقوق المراة في المجتمع مسلوبة و الخ الخ الخ على هذا المنوال) و لا يدركن أن المرأة هي بحد ذاتها من ترفض إثبات وجودها بهذا الأسلوب بسبب الخوف و بسبب (كلام الناس) الذي (لا بيقدم و لا يأخر)و لكن بعض العقول تجعله يقدم و يأخر و تعطيه الأهمية و الأولوية مما يجعل كلام الناس هو المحرك الأساسي للمجتمع!!!!
ذكراً لموضوع حقوق المرأة فإن الموضوع كبير و متشعب و ما أستخدمته هنا أحد الأمثله البسيطه فقط التي تثبت لنا أن المرأه بنفسها من تسهم في سلب حقوقها في المجتمع! و رغم هذا يظل الرجل هو المسؤل دائماً عن إنتهاك الحقوق!
إنتهاء هذه الظاهره مرتبط بإنهاء ظواهر ملاحقة الفتيات في النت كما في الشوارع من قبل الشباب الذين لا يجدون ما يوجه طاقاتهم المهدوره بهذه الأشكال! وجود مثل هؤلاء الشباب و(بكثرة) للأسف هو نتاج إنعدام ثقافي * و أقول هنا (إنعدام ) و ليس (إنتقاص) لأن الثقافة عند هؤلاء تكاد تكون معدومة كلياً! و إذا كانت الثقافه هي المعرف الأساسي للمجتمعات* فأنعدام الثقافه يجعلنا نتسائل هل فعلاً ثمة قواعد لأنشاء جيل جديد أفضل؟ كان الجهل و الأميه ينتشران أيام حكم الأمام و أرى أن الأمر يسير بنا للأسوء لوجود إمكانيات أخرى أكثر تعقيداً كالأنترنت و الفضائيات و هو الذي يسبب الأنفراط في الجهل و التخلف إلى حد عميق أكثر مما كان عليه أيام الإمام بسبب الأستخدام السيئ لهذه الأمكانيات!
يغتالني تسائل أخر.. ما دور وزارة الثقافه و وزارة التربية و التعليم و وزارة الإعلام في كل هذا الذي نتعمق فيه؟! هل فعلاً يحاول المسؤلين إيجاد حلول حقيقية للمشكلة الأساسية لدى المجتمع ام أنهم- كما يقول المثل- مجرد (كوز مركوز) … .
أن لهذه المشكله أبعاداً أخرى سياسية و أقتصادية* و من بينها إنتشار البطالة و عدم وجود أفكار و مشاريع تتبنى تشغيل طاقات الشباب الهائلة و بالتالي إهدارها* ربما لان التوعية قد تكون أحد أعداء أنظمة الحكم بالنسبة لحكوماتنا (المجيده) لعلمهم أن كل المثقفين هم من منتقدي الوضع الراهن الذي نعيشه* و طبقات الناس البسيطه التي تكاد تدرك معنى كلمة (ثقافة) يتمسكون برأي (خلينا بعيد عن السياسة) و ما هي السياسة غير (حكم الشعب) الذي هم يتجسدون فيه* أفلا يحق لكلٍ منهم المشاركه برأي (مع العلم مسبقاً أنه سيكون مهمشاً) لكن على الأقل قد يساعد في بناء مستقبل /بعيد/ أفضل!!!
عودةً لموضوع الألقاب للأسف عجزت عن إيجاد حل لهذه المشكلة مع أنني حاولت وضع قوانين تنظم المشاركات على نطاق ضيق (في قسم أدبي في أحد المنتديات الذي أشرف عليه) لكن محاولتي بائت بالفشل لأعتقاد الفتيات أنه لا يمكنهن الافصاح عن أسمائهن و أعتقاد الشباب أنني أقوم بأجبارهم رغماً عنهم بممارسة دكتاتوريتي و هم يرفضون هذا الأسلوب! و بالتالي قرر الأغلبية عدم المشاركة في المنتدى الأدبي و فوجدت بأنني عوضاً عن حماية الحقوق الأدبية* ساهمت في أنحطاط المستوى الثقافي أكثر فأكثر!
سبقني ذهول أفكاري لان أصل لحقيقة أننا و في الوقت الراهن لسنا قادرين على النهوض بوطننا في ظل هذه الفجوة الثقافية العملاقة التي تفصلنا عن العالم الخارجي!!
عمرو الشرعبي
هامش/
الموضوع متشعب للغاية و يحمل قضايا معقدة لا يمكن حصر جميع تفاصيلها و زواياها في مقال واحد أنما أخذت أغلب القضايا المذكورة في المقال (كأمثلة) على مشكلة الفجوة الثقافية الذي يعانيها الكثير. و هذل لسبب أن رواد النت و المنتديات الثقافية لا يزالون للأسف (أقلية)!!!!!
(نشر المقال في الشعر المعاصر)
Bookmarks