Results 1 to 9 of 9

Thread: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

  1. #1

    مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    قبل الحديث عن الدور المرتقب للحركة والتيار الصوفي على الساحة اليمنية خلال السنوات القادمة، لابد من التعريج على طبيعة العلاقة القائمة –اليوم- بين التصوف والغرب في ظل الصراع القائم بين ما يوصف بـ'الإسلام الأصولي' والغرب على الصعيد الفكري والعسكري. هذه العلاقة -القائمة على تقاطع المصالح بين واجهتين متناقضتين في أسسها العقدية ومنطلقاتها الحضارية والتاريخية- لن تجد لدى العقلاء من أبناء هذا التيار العريض قبولا –حسب تصوري، لأن خلاف التيار الصوفي مع 'الإسلام الصوفي' أو 'الإسلام الحركي السياسي' مهما بلغ لا يجوِّز لأتباع التصوف موالاة غير المسلمين على إخوانهم..

    علاقة الغرب بالتصوف:

    '.. مع انتهاء الحرب الباردة ومع تراجع القومية العربية ومع تزايد النضج السياسي للحركات الإسلامية ودخولها معترك الحياة السياسية، بدأت هذه الحركات في قيادة المقاومة للاستعمار الغربي.وهنا بدأ يظهر العداء الغربي للإسلام، وبدأ الحديث عن الإرهاب الإسلامي وضرورة إصلاح الخطاب الديني الإسلامي. ومما له دلالته أن العالم الغربي الذي يحارب الإسلام، يشجع الحركات الصوفية. ومن أكثر الكتب انتشاراً الآن في الغرب مؤلفات محيي الدين بن عربي وأشعار جلال الدين الرومي.



    وقد أوصت لجنة الكونغرس الخاصة بالحريات الدينية بأن تقوم الدول العربية بتشجيع الحركات الصوفية. فالزهد في الدنيا والانصراف عنها وعن عالم السياسة يضعف ولا شك صلابة مقاومة الاستعمار الغربي. ومن ثم فعداء الغرب للإسلام ليس عداء في المطلق، وإنما هو عداء للإسلام المقاوم، ولأي شكل من أشكال المقاومة تتصدى لمحاولة الغرب تحويل العالم إلى مادة استعمالية'[1].



    هذه التوصيف الدقيق لأبعاد الموقف السياسي الغربي من حركات التصوف -الذي يجليه الدكتور/ عبد الوهاب المسيري- ليس بعيدا عن الحقائق القائمة اليوم على واقع الحراك الدعوي للحركات الصوفية والظهور والاهتمام الإعلامي بهم عبر وسائل الإعلام المختلفة والقنوات الفضائية الرسمية وغير الرسمية.



    ولفهم المزيد من طبيعة العلاقات القائمة بين الغرب وحركات التصوف نذكر هنا بمؤتمر [فهم الصوفية والدور الذي ستلعبه في رسم السياسة الأمريكية]، والذي عقد في مركز 'نيكسون' بالولايات المتحدة الأمريكية، في24/10/2003م أي بعد عامين من أحداث سبتمبر وعقب سقوط بغداد بأشهر قليلة، وكان الهدف من هذا المؤتمر حسب إعلان المنظمين له هو تقديم [الإسلام الوسطي] أو [الإسلام الثقافي] لصانعي القرار والأكاديميين الأمريكيين!!



    وكان من أبرز المشاركين في المؤتمر، الذي أقيم برعاية وزارة الدفاع الأمريكية، بيرنارد لويس، أستاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برينستون بولاية نيوجيرسي، وأحد أشد الكتاب الأمريكيين عداوة للإسلام من خلال كتاباته الناقدة والمستهدفة للإسلام، وهو من منظري الحرب الأساسيين على العراق، له العديد من المؤلفات المثيرة للجدل عن التاريخ العربي والإسلامي والشرق الأوسط، منها 'أين الخطأ' و'الصدام بين الإسلام والتحضر بالشرق الأوسط' و'كارثة الإسلام' و'الحرب المقدسة والإرهاب الرهيب'...

    وفي الجانب المسلم شارك الشيخ محمد هشام قباني، نائب رئيس المجلس الأعلى الإسلامي في أمريكا، 'isca'، الذي تأسس عام 1997م, ويتبع الطريقة النقشبندية الصوفية، ويهدف فيما يهدف إليه إلى 'رسم مستقبل المسلمين في أمريكا وفي أرجاء العالم'. وكان القباني قدم في يناير عام 1999م محاضرة في وزارة الداخلية الأمريكية بعنوان [التطرف الإسلامي وخطورته على الأمن القومي الأمريكي]، أوضح فيها بـ'أنهم –كصوفيين- يبقون المتحدثين الأهم عن الجمعيات الإسلامية لمحاربة الإرهاب والتجمعات المتطرفة الدينية'. وقد لقبه 'بول ولوفتس'، نائب وزير الدفاع الأمريكي، بـ'الرجل الشجاع والأهم بأمريكا'، لأنه يبشر بالقيم مثل [كرامة الإنسان, حرية الرأى, العدالة المتساوية, احترام المرأة والتسامح الديني].

    وتحدث الشيخ القباني في هذا المؤتمر قائلا: إنه يجب على الحكومة الأمريكية التعامل مع الصوفيين وليس الوهابيين، لأن الوهابيين يريدون الهيمنة على العالم الإسلامي مثلما تسيطر أمريكا على الغرب، وزعم بأن السعوديين يّدعون بأنهم سلفيون مثلما كان السلف الصالح في القرن الأول والثاني والثالث وهم في الحقيقة غير ذلك.

    ووزعت خلال المؤتمر دراسة بيانية توضح المذاهب الإسلامية ونسبة المسلمين المنتمين لها, وبأن مجموعة السلفية الذين ينتمون إلى مدرسة ابن تيمية التي أطلقوا عليه اسم [جماعة الإسلام السياسي] والتي وضعوها داخل دائرة حمراء تضم حسب قولهم: [الوهابية, الجماعات الفلسطينية الإرهابية, الجماعات الإسلامية, حزب التحرير, جماعة التبليغ] هي التي تشكل خطرا على الإسلام.

    هذه الحقيقة يؤكدها د.جهاد عودة و د. عمار علي حسن، في دراسة بعنوان [عولمة الحركة الإسلامية الراديكالية، الحالة المصرية]، بالقول: 'وفضلا عن الإخوان المسلمين، فإن هناك تيارا دينيا واسع الانتشار، يتعدى في تمدده حدود الدولة القومية، وهو الطرق الصوفية، حيث نجد أن بعض الطرق المصرية لها أتباع في دول عديدة بما فيها الدول الأوروبية والولايات المتحدة ذاتها. لكن سكونية هذا التيار وانسحابه السياسي، أو موالاته للحكم في مصر عبر التاريخ، وتماهيه في الفلكلور الشعبي أكثر من تفاعله مع الحالة السياسية، يخرجه من المعادلة التي نحن بصددها الآن. وإذا كانت للطرق الصوفية المصرية مواقف من القضايا الخارجية، فإن هذه المواقف، لا تخرج في الغالب الأعم عن تلك التي تتبناها الحكومة'[2].

    إذن فالحركات الصوفية، في مصر أو في الوطن العربي، لا تخرج في مواقفها السياسية عن مواقف الحكومات العربية الخانعة غالبا، بل إن هذه الحكومات تواجه حركات المد الإسلامي السني [والسلفي خصوصا] بالاستناد إلى الفكر والحركات الصوفية، وعبر تقديمها كبديل تعليمي ومرجعي للأمة.

    يقول الكاتب 'ستيفن شوارتز'، صاحب كتاب 'وجها الإسلام: الأصولية السعودية ودورها في الإرهاب'، في مقال بعنوان 'التعرف على الصوفية': 'ينطوي العالم الإسلامي على طيف واسع من التفسيرات الدينية. فإذا وجدنا في أحد أطراف الطيف المذهب الوهابي المتعصب الذي يتصف بالقسوة والاستبداد ما يجعله أشبه بالإيديولوجية العربية الرسمية السائدة منه بالمذهب الديني، فإننا نجد في الطرف الآخر التعاليم المتنورة للصوفية. لا تؤكد هذه التعاليم على الحوار داخل الإسلام وعلى الفصل بين السلطة الروحية وسلطة رجال الدين وعلى التعليم باللغة المحلية فحسب، بل إنها تحترم أيضاً جميع المؤمنين سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو يهود أو هندوسيين أو بوذيين أو من ديانات أخرى. وتشدد الصوفية علاوة على ذلك على التزامها باللطف والتفاعل والتعاون المتبادل بين المؤمنين بغض النظر عن مذاهبهم'. ويسرد الكاتب أمثلة متعددة على تسامح الصوفية مع العقائد غير الإسلامية بالقول: 'إن تاريخ الصوفية مليء بأمثلة عن التلاحم بين العقائد على عكس النزعة الانفصالية المتشددة التي تميز الأصولية الإسلامية. يشارك الصوفيون البلقان والأتراك المسيحيين في الأماكن المقدسة. ومازال الصوفيون في آسيا الوسطي يحتفظون بالتقاليد الموروثة عن الشامان والبوذيين. كما تكيّف الصوفيون في أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية مع العادات المحلية، وكذلك الأمر بالنسبة للصوفيين في تركستان الشرقية الذين اقتبسوا من التعاليم الصينية مثل الكونفوشية والطاوية إضافة إلى تعلمهم فنون القتال دفاعاً عن النفس. لقد قبل الصوفيون في البلقان وتركيا ووسط آسيا العلمانية كمتراس ضد التعصب الديني واحتكار رجال الدين للأفكار الدينية'.

    ويشير شوارتز إلى انشغال رموز الصوفية بالدنيا في الوقت الراهن بقوله: 'لكن معظم الصوفيون في العالم الإسلامي يعيشون حياة عمل عادية وقد أصبح بعضهم غنياً؛ ولقد قيل إنه عندما أقيمت جنازة الشيخ المالكي [يقصد محمد علوي المالكي] في مكة غصت مطارات السعودية بالطائرات الخاصة عدة أيام. وقد مارست الصوفية تأثيراً، وإن يكن محدوداً، على المفكرين والباحثين عن الروحانيات في الغرب أيضا'ً.

    ويعطي أمثلة معاصرة لطبيعة تعايش الصوفية مع واقع الاحتلال الجديد للمنطقة: 'كردستان العراق مركز آخر للصوفية؛ إذ كان زعماؤهم الروحيون بارزين في قتال صدام حسن، وهم يدعمون الآن دعماً فاعلاً التحالف العراقي مع الولايات المتحدة الأمريكية. كذلك كان الصوفيون هم الملهمين للنضال ضد العدوان الروسي في الشيشان والمناطق القوقازية المسلمة الأخرى وذلك حتى نهاية التسعينات حين اغتصب العرب الوهابيون الصراع وحولوه في اتجاه إرهابي'، ويستحث شوارتز لاستغلال الصوفية في بث ثقافة العلمنة: 'يمكن أن نرى نموذجاً آخر حيث الصوفية هي الشكل المهيمن من الإسلام وذلك في بلاد تمتد من أفريقيا الغربية الناطقة بالفرنسية والمغرب إلى البلقان وتركيا وآسيا الوسطى ومن الهند إلى إندونيسيا. أثرت الصوفية هنا تأثيراً عميقاً على الثقافات المحلية مما سهل وجود المواقف العلمانية إضافة إلى التعايش السلمي مع غير المسلمين. ليس بمحض الصدفة أن المملكة المغربية وتركيا وإندونيسيا التي ينتشر فيها جميعاً الإسلام الصوفي هي الدول التي يعتبر أنها تحمل أفضل الإمكانيات لنشوء الديمقراطيات الإسلامية. بالطبع، فإن المسلمين في الهند، الذين بلغ عددهم الآن 130 مليون مسلماً، يعيشون منذ نصف قرن كأقلية في ديمقراطية نشطة'، ويضيف: 'قد تلعب التقاليد الروحية في الأمكنة التي تهيمن عليها الصوفية دوراً إيجابياً في تعزيز القيم المدنية التي تفضي إلى نشوء الديمقراطية. فمثلاً أعلن صوفيو البيكتاشي الذين يعيشون على الأراضي الألبانية والذين يبلغ عددهم 3 ملايين عضو ينتشرون من كوسوفو إلى شمال اليونان بجرأة أنهم 'أكثر المسلمين تقدماً في العالم!'، كما نبهني إلى ذلك بانفعال بابا طاهر أميني زعيمهم في مقدونيا عام 2003م. يشتهر هؤلاء خاصة بالتزامهم بحقوق المرأة والتعليم العام وهم الطريقة الصوفية الوحيدة التي تسمح بشرب الكحول'، ويواصل بالقول: 'تبقى الصوفية في هذه البلاد -من بينها سورية وإيران و السودان- أهدأ ما يكون. لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالدور الذي قد تلعبه الصوفية هنا في النهاية، عندما يبدأ كل نظام أو يسرع في التحول بعيداً عن البعثية [في الحالة الأولى] أو حكم رجال الدين [في الثانية] أو الإسلام العنيف [في الثالثة]. لكن التزام الصوفية بالتعددية الدينية والفكرية لا يمكنه سوى تعزيز أية تطورات إيجابية قد تنشأ'.

    يتبع .....

  2. #2

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    لهذه الأسباب يرى شوارتز: أن 'من الواضح جداً أن على الأمريكيين أن يتعلموا المزيد عن الصوفية وأن يتعاملوا مع شيوخها ومريديها وأن يتعرفوا على ميولها الأساسية. ليس هذا صعباً، حيث يسهل العثور على بيوت اجتماع الطرق الصوفية في كل دولة إسلامية عدا المملكة العربية السعودية. يجب على أعضاء السلك الدبلوماسي الأمريكي في المدن الإسلامية من بريشتينا في كوسوفو إلى كشغار في غرب الصين ومن فاس في المغرب إلى عاصمة إندونيسيا جاكرتا أن يضعوا الصوفيين المحليين على قائمة زياراتهم الدورية. يجب أن ينتهز الطلاب الأمريكيون ورجال الأعمال وعمال الإغاثة والسائحون فرص التعرف على الصوفيين. الأهم من ذلك، أن أي شخص داخل أو خارج الحكومة يشغل موقعاً يسمح له بالتأثير على مناقشة ورسم سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط يمكنه أن يستفيد من فهم هذا التقليد الفطري من التسامح الإسلامي'، لكنه يحذر بهذا الصدد من إظهار الدعم الأجنبي للحركات الصوفية: 'لا حاجة للقول بأنه يجب تجنب القيام بمحاولات الاختيار أو الدعم المباشر لبديل صوفي عن الإسلام المتطرف. لكي تبقى الصوفية صادقة مع نفسها فإنها يجب أن تبقى حرة. لا يحتاج الصوفيون إلى المال بل يحتاجون إلى الفهم والاحترام كعنصر أساسي في المجتمع الإسلامي العالمي'، و'في نفس الوقت، ومن منطلق حقوق الإنسان، يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تدافع عن الصوفيين ضد من يضطهدهم باستخدام العنف في كثير من الأحيان، خاصة في المملكة العربية السعودية. لابد من التأكيد على أنه في المملكة التي يهيمن عليها الوهابيون تبرز هناك ثقافة معارضة روحية صوفية تجذب الشباب خاصة. وعلى نقيض التطرف السعودي، بما فيه الدعم المفتوح للإسلام الراديكالي الذي تقدمه أغنى وأقوى شخصيات الرياض، فإن الصوفية تمثل التعددية الإسلامية التي لو أعيدت إلى المملكة العربية السعودية فإنه قد تغلق تدفق المال إلى القاعدة وحلفائها في جميع أنحاء العالم. وسيكون من الحماقة أن تضيع الولايات المتحدة هذه فرص في الحرب ضد الإرهاب'[3].



    لقد نشرت وحدة البحث في الأمن القومي التابعة لمركز 'راند' بالولايات المتحدة، وهو من أهم معاقل المحافظين الجدد وأحد أذرعهم الفاعلة في توجيه السياسة الخارجية والدفاعية الأمريكية، ورقة بحثية مطولة تحت عنوان 'الإسلام المدني الديمقراطي: شركاء وموارد واستراتيجيات'، قدمت خلالها رصدا عاما للساحة الثقافية والسياسية الإسلامية ومختلف تياراتها الفاعلة، محددة على ضوء ذلك ملامح السياسة الأمريكية المطلوب توخيها في التعاطي مع الحالة الإسلامية الواسعة بمفرداتها المتنوعة.



    'وهذه الوثيقة ليست مجرد ورقة بحثية تتعلق بحقل دراسي مخصوص، كما هو شأن البحوث الأكاديمية والإستراتيجية عادة، بقدر ما هي عبارة عن برنامج عمل سياسي مفصل. وتقسم الورقة الساحة الإسلامية إلى أربعة اتجاهات وتيارات كبرى، تيار أول تسميه بالأصوليين الذين هم بحسب التعريف الوارد 'الأكثر عداء للغرب عامة وللولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، فهم يهدفون بدرجات متفاوتة إلى تقويض الحداثة والديمقراطية'، وتيار ثان أطلقت عليه أسم التقليديين الذين هم -بحسب وصف الورقة- إن كانوا أكثر اعتدالا وهدوء، إلا أنهم ليسوا على وفاق مع القيم الحداثية والديمقراطية، وهم ينقسمون بدورهم إلى تفريعات مختلفة، بعضها أميل إلى التوجهات الأصولية، وبعضها الآخر أكثر انشغالا بتثبيت المعايير والمؤسسات التقليدية للمجتمعات الإسلامية، أما التيار الثالث فتطلق عليه تسمية التحديثين الذين يراهنون على إدماج العالم الإسلامي في فضاء 'الحداثة العالمية'، ويرغبون في إصلاح الإسلام وتحديثه، على ما ورد في التقرير، أما التيار الرابع فتصفه بالعلماني، وهو تيار يحث المجتمعات الإسلامية على قبول الفصل بين الدين والدولة على منوال الديمقراطيات الصناعية الغربية، ويدعو إلى إرجاع الدين لدائرة الحياة الخاصة، ويصف التقرير هذا التيار بأنه الحليف الطبيعي والأوثق للولايات المتحدة الأمريكية'.



    وبعد هذا التشخيص المفصل لمكونات الساحة الإسلامية، تنتهي الورقة إلى ضبط ما يشبه برنامج عمل مفصل يضبط صيغة التعامل مع هذه الاتجاهات الأربعة، ومن أبرز خطوط هذا البرنامج 'تشجيع التصوف خاصة في البلدان الإسلامية ذات التقاليد الصوفية الراسخة مثل أفغانستان وبقية الجمهوريات الإسلامية في آسيا الوسطي وفي العراق، نظرا لما يتسم به التصوف من مرونة وانفتاح في الرؤية والقراءة للنصوص الدينية على ما يذكره التقرير البحثي'[4].

    إذن فالغرب وفقا لـ'ليبير نارد لويس' 'يسعى إلى مصالحة [التصوف الإسلامي] ودعمه لكي يستطيع ملء الساحة الدينية والسياسية وفق ضوابط [فصل الدين عن الحياة]، و[إقصائه نهائيا عن قضايا السياسة والاقتصاد]، وبالطريقة نفسها التي استخدمت في تهميش المسيحية في أوروبا والولايات المتحدة[5].

  3. #3

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    علاقة الصوفية بالسلطة:

    تقوم فكرة التصوف في تجلياتها المتأخرة على فكرة الهيمنة على المجتمع من خلال الجانب الفكري والروحي، عبر تقديس الزعامات الروحية والفكرية للحركة في نفوس أتباع الطريقة، وذلك من خلال إضفاء هالة من التعظيم عليهم استنادا لمكانتهم السلالية [الانتساب لآل البيت] أو للأحوال والكرامات المكذوبة عنهم..



    وبالتالي يمارس مرجعيات الصوفية السلطة ذاتها التي يمارسها القساوسة والرهبان في الديانات الأخرى، والمرجعيات والآيات في الفرق الشيعية والباطنية، الأمر الذي يخرج علماء الدين من دورهم كمبلغين وحاملين للعلم إلى مشرعين إضافيين في الإسلام.

    ومن هنا فإن الحركة الصوفية تتأقلم –كما هو شأنها تاريخيا- مع السلطة الحاكمة طالما تركت لها مزاولة السلطة الروحية على المجتمع في حين تترك هي السياسة للحاكم يحكم بها كيف يشاء..



    ومع ذلك فإن الصوفية لم تكن كذلك مطلقا، بل ظهرت في التاريخ الإسلامي حركات تصوف مجاهدة ناصرت المظلومين وقاومت الاحتلال ورفضت مظاهر الانحلال والإلحاد.. كما وقع مع الشيخ المجاهد عمر المختار بليبيا.



    والصوفية في اليمن قديمة جدا، والحديث عنها ذو شجون، وقد مر عليها ما مر على الدعوات من قبلها، وعانت من الانحسار عقب سقوط الخلافة العثمانية التي عملت على نشر الصوفية وطرقها وشجعتها وتبنتها وناصرتها على مناوئيها. كما أن قيام الدولة السعودية وانتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي على نطاق واسع من العالم الإسلامي أثر في اندثار التصوف وغياب معالم الوثنية الحديثة، أو ما عرف بـ'القبورية'[6]! كما أن بروز الحداثة وانتشار التعليم في العالم الإسلامي عموما، وفي اليمن أيضا، قلل من مظاهر الخرافة والدجل الذي مارسته الصوفية عبر قرون من الزمن.



    إلا أن الصوفية في اليمن، كما هي في العالم، وعقب أحداث 11 سبتمبر، برزت بقوة وأصبحت تجد اهتماما إعلاميا ورسميا ملحوظا..


    وعند الحديث عن الصوفية القبورية في اليمن لا يمكن إغفال أبرز معالمها الدينية.. قبر النبي هود علية السلام، المزعوم في حضرموت، والذي يشهد نشاطا صوفيا قبوريا يحضره عدد كبير من دول العالم، وبالأخص من جنوب وجنوب شرق آسيا، والمراسيم البدعية التي يقيمها رموز التصوف في وادي حضرموت تجد اهتماما في وسائل الإعلام الرسمية، ويقدم رموزها، كأمثال الشيخ عمر بن حفيظ -مدير دار المصطفى للدراسات الإسلامية، بتريم، والحبيب علي الجفري[7] –الداعية الصوفي المشهور، على أنهم رموز للاعتدال والوسطية!

    يتبع ........

  4. #4

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    كما لا يمكن إغفال أبرز معاقلها العلمية، 'دار المصطفى للدراسات الإسلامية' بتريم في حضرموت، والتي تأسست عام 1414هـ، وعلى الرغم أن مناهجها الشرعية لا تخضع لمناهج وزارة التربية والتعليم، ورغم أن الدار تعد من المدارس الدينية التي لا تخضع للوزارة عموما، كما هو الحال مع بقية المراكز والمدارس الدينية التي تعمل الحكومة على إغلاقها، إلا أنها تعمل بشكل علني ومستقل وتستقبل العديد من الطلاب غير اليمنيين [من دول مختلفة]!! وتقدم دراسة منهجية على مدار العام، ودورات متخصصة للدعاة والأئمة والخطباء وطلاب المدارس. وللدار العديد من الفروع داخل وخارج محافظة حضرموت. وهي تلزم الطلاب بدفع رسوم شهرية مقدارها 1000 ريال يمني!



    وتضم مدينة تريم، التي يتمركز فيها النشاط الصوفي، عددا كبيرا من المخطوطات الصوفية، وقد أشار عبدالرحمن السقاف -مدير الهيئة العامة للآثار في حضرموت- في تصريح له للصحافة اليمنية إلى أن 'الهيئة التي يديرها ستعكف على مراجعة الفهرس العام لمكتبة الأحقاف للمخطوطات في مدينة تريم بمحافظة حضرموت والتي تضم ستة آلاف مخطوطة لكافة العلوم، والمقرر طباعته بجمهورية إيران الإسلامية وفقا لاتفاقية تعاون ثقافي بين اليمن وإيران'، وهذه التبرع السخي من حكومة إيران يأتي بغرض التقريب بين التيارين الصوفي والشيعي، وفي سبيل توظيف الموروث الفكري للتصوف في إزاء المد السني المتنامي في اليمن.

    بالإضافة إلى دار المصطفى هناك صرح آخر يمثل الوجه التحديثي للصوفية، وهي جامعة الأحقاف التي يرأسها الدكتور عبد الله با هارون، والذي يرى في حوار له مع صحيفة '26 سبتمبر' الرسمية، [عدد 1051، ص10] بأن 'الصوفية هي شيء عظيم في تاريخ الأمة، احتاجت إليه ومازالت تحتاج إليه، وهو عنصر إيجابي يطهر النفس من نوازع الشر فيها وينمي نوازع الخير، يجعل الإنسان مخلصاً لله سبحانه وتعالى في حركاته وسكناته'. ويصف طبيعة التدين [الصوفي] في حضرموت بأنه 'نمط من التدين أثر على كل التكوين الثقافي في حضرموت، وهذا النمط حضري متدين يريد أن يبتعد دائماً عن الصراع، تدين فيه اعتدال، فيه ورع، فيه معاني روحية صوفية'، ويضيف في إطار حديثة عن مدينة المكلا بأن المرجعية التي تكونت في الساحل 'تكونت على اعتبار أن التدين أفضل من العمل السياسي، بمعنى الانفصال عن الصراع السياسي'، 'فتجنب العلماء الدخول في أي صراع منذ ذلك الحين وإلى الآن، وامتنعوا عن الدخول في الاستقطاب السياسي، وهذا جعلهم واسطة مقبولة بين المتصارعين أنفسهم وبين المتصارعين وعامة الشعب، وأُسست ثقافة سلمية قائمة على التورع عن الدم، والتورع عن المال، والقائمة على نشر المحبة وتعظيم قيم السلام والتآلف'!

    يتبع ....

  5. #5

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    هذا التدين الذي على أساسه تقوم جامعة الأحقاف بالمكلا اليوم، هو ذاته الذي جعل للجامعة الأهلية هذه ومخرجاتها قبولا على الصعيد الرسمي والدولي: 'ربما رأيتم زيارة دولة رئيس وزراء ماليزيا إلى كلية الشريعة، فقد زار الطلبة الدارسين في تريم في كلية الشريعة بدار المصطفى، وفي رباط تريم، وخاطبهم وأبدى إعجابه بالطريقة التي نشؤوا عليها، وهي طريقة علمية رصينة وتتسم بالاعتدال والبعد عن الصراع، ودون شك أن بلدانهم ترحب بهذا التوجه الايجابي، وهناك توقع لزيارة وزير الشؤون الدينية في أندونيسيا الذي أشعرنا أنه عندما يزور اليمن يريد أن يزور الكلية'، ويضيف 'وزارنا أيضاً وزير التعليم في تنزانيا، وآخرون من أفريقيا أو آسيا، وكل هذا يعني أن الدراسة في اليمن تحظى بتقدير كبير.. وشهادتنا تحظى، وكذا الدراسة تحظى، بأولوية وتقدير خارجي'.

    والجامعة برغم كونها أهلية إلا أن 'جميع الطلبة اليمنيين [فيها] لا يدفعون رسوما إطلاقاً، ويدرسون مجاناً' بحسب تعبير رئيس الجامعة، 'أما تمويل الجامعة' والحديث لا يزال له 'فهو تمويل أهلي، أي من رجال الأعمال، بالذات المغتربين في الخارج، والدولة تشجع وتحث رجال الأعمال سواءً في الداخل أو في الخارج على دعم هذه المؤسسة التعليمية'.



    وحول سؤال عن الدعم الرسمي الذي تحظى به الجامعة، يقول با هارون: 'فخامة الرئيس علي عبدالله صالح حضر حفل تخرج الدفعة الأولى من الجامعة، وقال كلمة نحن نعتبرها تلخيصاً لهدف الجامعة قال: جامعة الأحقاف جامعة طموحة وأنا أشجع هذا الطموح. وترجم التشجيع هذا إلى الأمر باستيعاب خريجي كلية الشريعة والبنات، للاستفادة من خبراتهم في المستوى الرفيع الذي تخرجوا به'، و'الآن جميع الخريجين استوعبوا بصورة أسرع، حيث تم استيعاب الخريجين من الكليات المدنية، وجميع الدفعات من الجامعة مستوعبة'.



    الجامعة التي تدفع لعضو التدريس 'ضعف ما تدفعه الجامعات الحكومية'، حظيت من قبل الرئيس بدعم نوعي –حسب تعبير با هارون- و'المتمثل في منحنا أراضي استثمارية، كوقف تدر على الجامعة دخلاً مادامت الجامعة تقدم عملاً خيرياً لصالح المجتمع، كما وجه الأخ الرئيس باستيعاب عدد من خريجي كلية الشريعة بالمعهد العالي للقضاء' على 'اعتبار أنها –الجامعة- تمثل الطرح المعتدل القائم على التخصص العلمي والخطاب الديني المعتدل'.

    يتبع ......

  6. #6

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    وفي الجهة المقابلة من الساحل اليمني الغربي تنتصب جامعة 'دار العلوم الشرعية' بمدينة الحديدة، ويرأسها الشيخ محمد علي مرعي، وهي جامعة صوفية الانتماء، وتجد قبولا واهتماما رسميا، حيث يحضر الرئيس علي عبدالله صالح حفل التخرج السنوي للجامعة.

    وفي كلمته –بمناسبة احتفال التخرج بالدفعة الثالثة في يناير 2004م- نوه الشيخ محمد علي مرعي بالرعاية التي يوليها رئيس الجمهورية 'للجامعة منذ أن بدأت كدار للعلوم الشرعية، إلى أن أصبحت جامعة تضم عدة كليات'، وأضاف: 'أن ما تحظى به المؤسسات العلمية في الوطن من اهتمام الأخ الرئيس، ومنها هذه الجامعة، هو تجسيد لنظرته الثاقبة ورؤيته البعيدة، التي ترى أن العلم هو أساس الحياة ومرتكز النهضة والتقدم، ولهذا كان الاهتمام بنشر العلم والتوسع فيه ليضاف منجز النهضة التعليمية إلى المنجزات العظيمة للأخ الرئيس وفي شتى مجالات الحياة وعلى مختلف الأصعدة'.



    وفي الاحتفال بالدفعة السابعة للجامعة قال الرئيس: 'أهنِّئ الخريجين والخريجات, وأكرر الشكر لإدارة الجامعة وأساتذتها على هذه الروح الوطنية الرائعة, وعلى ما سنحصده من وراء تخرجكم من ثمار عندما تلتحقون بميدان العمل, وستكون هذه الثمار عظيمة لتنوير عامة الناس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وقول الحقيقة, وأنا متأكد أنكم لن تقولوا إلا الحق ولن تجاروا أولئك الذين لديهم نزوات شخصية فردية وغير قادرين على التعبير عنها، فيلجؤون إلى استخدام مصطلحات غير سوية, ونحن ندعو لهم بالهداية والصلاح، وأن يهديهم الله إلى طريق الحق'، وهو يقصد بهم أتباع حركة الحوثي، وأضاف: 'أنا متأكد أننا بدأنا نجني ثمار الدفعات التي تخرجت من هذه الجامعة ونلمس ثمارها وروائحها العطرة في كل المحافظات'. من جهته رحب رئيس الجامعة بالرئيس وتوجه إليه مخاطبا 'إنه في عهدك الميمون تحقق للوطن الكثير من تطلعات أبنائه، حيث انتشرت آلاف المدارس والمعاهد وعشرات الجامعات، وأنجزت الكثير من مشاريع الخير والعطاء في مختلف جوانب البناء والإعمار والازدهار والتقدم، وأصبح الشعب يقطف ثمار كل ذلك وينال من خيراته'، وقال: 'إن الأعمال الكبيرة لا ينكرها إلا حاقد، وأن كل هذه المنجزات التاريخية وفي مقدمتها منجز الوحدة العظيم, ولما عرفت به يا فخامة الرئيس من الإقدام والشجاعة والحكمة في تحقيق كل ذلك, يجعل الشعب أكثر تمسكاً بقيادتك وأكثر حرصاً على مواصلتك قيادة مسيرته, وسيمنحك ثقته ويؤكد التفافه وراءك من أجل نهضة الوطن ومستقبله وأمنه وأمانه واستقراره, وعليك أن تستجيب لصوت الشعب الذي أوفيت له وأخلصت من أجل تحقيق مصالحه ورعايتها'. [26 سبتمبر، عدد 1262].



    وقد وجه رئيس الجمهورية باستيعاب وتوظيف جميع خريجين الجامعة في مرافق الأوقاف والقضاء والتعليم منذ أعوامها الأولى، الأمر الذي شكل لها عامل جذب لدى الراغبين في تأمين وظائف حكومية لهم تتناسب مع ميولهم للدراسات الأدبية.

    يتبع ......

  7. #7

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    اليمن.. في ظل التصوف المرعي
    :


    أشرنا إلى أن التصوف -والصوفية- يجد قبولا ورعاية غربية ومحلية من قبل الأنظمة الحاكمة، بما فيها اليمن، لا لشيء سوى للدور الفكري والتثقيفي الذي سيمارسه هذا التيار على المجتمع من خلال الهيمنة الروحية وتقديم الخطاب الديني البديل، والموصوف غربيا وعربيا بالمعتدل والوسطي والمتسامح!



    'ومن بين النتائج الأخرى التي توصلنا إليها أن البيت الأبيض أقر استراتيجية سرية جديدة وضع لها عنوان 'Muslim World Outreach'، بمعنى الوصول إلى كامل العالم الإسلامي، وهي تنص للمرة الأولى أبداً أن للولايات المتحدة مصلحة أمن قومي في التأثير على ما يجري ضمن الإسلام نفسه. ولأن أمريكا ملوثة إشعاعياً في العالم الإسلامي [بمعنى مكروهة يتم تجنبها- المترجم]، كما عبر أحد المسئولين عن الوضع، فإن خطة الوصول لكل العالم الإسلامي تقتضي العمل من خلال أطراف ثالثة، مثل الدول الإسلامية المعتدلة والمؤسسات والجماعات الإصلاحية، من أجل الترويج للقيم المشتركة كالديمقراطية وحقوق المرأة والتسامح'.



    'في أربعٍ وعشرين بلداً على الأقل، قدمت واشنطن الدعم المالي بصمت لعشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية الإسلامية، ولمقررات دراسية في المدارس الإسلامية، ولمراكز أبحاث إسلامية، ولورش عمل سياسية، ولبرامج أخرى تروم الترويج للإسلام المعتدل. الحكومة الفيدرالية في واشنطن إذن سوف تنفق لترميم المساجد والمحافظة على النسخ القديمة من القرآن، وحتى لبناء المدارس الإسلامية. وقد أثار هذا التشابك العام مع الإسلام الكثير من التساؤلات عما إذا كانت عملية التمويل هذه قانونية أصلاً، بسبب الفصل القاطع الذي يقيمه الدستور الأمريكي ما بين الدين والدولة'.

    يتبع .....

  8. #8

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    'على أية حال، تعيد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الـ'سي آي إيه' بدورها إحياء برامج العمل السري التي ساعدت يوماً على كسب الحرب الباردة ضد الكتلة الشيوعية، وهدفها الآني هو وسائل الإعلام الإسلامية والقيادات الدينية والأحزاب السياسية. الوكالة إذن تتلقى حالياً زيادة انفجارية في المال والقوى العاملة والأصول للمساعدة بالتأثير على المجتمعات الإسلامية- حسب مسئول مخابراتي رفيع المستوى. ومن بين تكتيكاتها المتبعة مؤخراً: التعاون مع الناشطين الإسلاميين المختلفين مع تنظيم القاعدة، وشن حملات سرية لضرب مصداقية أكثر المعادين لأمريكا تعصباً بين الناس'.



    وتصرح 'زينو باران'، محللة شؤون الإرهاب في مركز نيكسون، وأحد الذين أشرفوا على وضع إستراتيجية الوصول لكامل العالم الإسلامي، : 'عليك فقط أن تقدم المال وأن تساعد بخلق المساحة السياسية للمسلمين المعتدلين لينظموا صفوفهم ولينشروا وليذيعوا أفكارهم وليترجموا أعمالهم'! 'وأحد الحلول التي يروج لها في هذا السياق هو تقديم دعم أمريكي خفي للإصلاحيين المرتبطين بالصوفية، أحد أفرع الإسلام المتسامحة'.



    وفي تقرير عن العلاقة مع الحركة الصوفية: 'يعتقد الإستراتيجيون الأمريكيون بشكل متزايد أن الحركة الصوفية بأفرعها العالمية قد تكون واحداً من أفضل الأسلحة ضد تنظيم القاعدة والإسلام الجهادي. فالصوفية بطرقها الباطنية تمثل برأيهم توجهاً مناقضاً للطوائف الأصولية كالوهابية التي يمنع أشد أئمتها تعصباً 'الموسيقى والرقص لا بل حتى الحب الرومانسي'، كما يقول التقرير. فالمزارات الصوفية دمرت في السعودية واضطر أتباعها إلى التواري عن الأنظار بعد اتهامهم بالزندقة بذريعة تقديسهم للقديسين. ولكن الصوفية تعود، ولها اليوم عشرات ملايين الأتباع المخلصين في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأفريقيا الغربية، ناهيك عن مئات الملايين ممن يتبعون التقاليد الصوفية. لكن النشطاء الصوفيين يقولون أنهم يواجهون في ميدان الدعوة مليارات الدولارات التي تنفقها الإرساليات المدعومة رسمياً من الدولة السعودية لنشر الوهابية.
    يتبع ......

  9. #9

    مشاركة: مستجدات الجغرافيا اليمنية ...ودور الصوفية في خدمة الغرب

    وهناك صراعات حادة بين الوهابيين والصوفيين على الصعيد الأيديولوجي لفتت أنظار صناع السياسة الأمريكية بشدة. وبينما لا يستطيع الرسميون الأمريكيون أن يقروا الصوفية علناً، بسبب فصل الدين عن الدولة في الدستور الأمريكي، فإنهم يدفعون علناً باتجاه تعزيز العلاقة مع الحركة الصوفية. وهناك بالمقابل مجموعة صوفية في واشنطن نفسها تسعى لتعزيز العلاقة مع الإدارة الأمريكية. وتقول مديرة هذه المجموعة، واسمها هادية مير أحمدي: الهدف يجب أن يكون الحفاظ على تلك الأشياء التي تشكل النقيض الأيديولوجي للإسلام الجهادي. ومن بين البنود المقترحة هنا: استخدام المعونة الأمريكية لترميم المزارات الصوفية في الخارج، والحفاظ على وترجمة مخطوطاتها الكلاسيكية التي تعود إلى القرون الوسطى، ودفع الحكومات لتشجيع نهضة صوفية في بلادها. وقد اجتذبت الفكرة على ما يبدو ملك المغرب محمد الخامس الذي جمع القيادات الصوفية المحلية بصمت وعرض عليها ملايين الدولارات لاستخدامها في الدعوة ضد الأصولية الجهادية' -على ذمة التقرير!!

    هذا هو الدور وهذه هي الخفايا المعلنة..




    --------------------------------------------------------------------------------

    * الحديث عن الصوفية والتصوف لا يعني بحال الخلط بين الأتباع المستغفلين والقادة الغلاة، وبين الصادقين الذين لا يتجاوز التصوف لديهم الأذكار والأوردة وبعض السلوكيات والتصورات الخاطئة وبين القبوريين ودعاة الوثنية الحديثة!!

    [1][انظر: الإسلام والغرب، لعبد الوهاب المسيري، مقال على قسم المعرفة في 'الجزيرة نت'، في 17/5/2006م].

    [2] د. جهاد عودة و د. عمّار علي حسن، كراسات إستراتيجية، السنة الثانية عشرة 2002م، العدد 120، نقلا عن موقع مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية.

    [3] [ستيفن شوارتز، التعرف على الصوفية، انظر مجلة 'The Weekly Standard'، في 7 شباط 2005م].

    [4]راجع: [د. رفيق عبد السلام، قراءة في وثيقة أمريكية: من إعادة بناء الدول.. إلى إعادة بناء الثقافات، نقلا عن: الشرق الأوسط، العدد 9299، في 14/5/2004م].

    [5]انظر مقال: [الديمقراطية بين واقع عربي وتأويل غربي، بقلم/ عدنان أبو زيد، على موقع صحيفة 'الزمان'، العدد 1633، في 12/10/2003م].

    [6] ينظر: كتاب 'القبورية في اليمن'، لمؤلفه الشيخ أحمد حسن المعلم. وهو متوفر على بعض المواقع الإلكترونية، منها: www.saaid.net، وwww.almoslim.net.

    [7]انظر مقال: الحبيب الجفري.. صوفية بنكهة العصر، للكاتب، على موقع آل البيت.

    منقول
    اخوكم
    ابواسامة العدني

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. هادي يبحث آخر مستجدات الساحة اليمنية مع السفير الأمريكي
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 10-09-2011, 08:11 PM
  2. القربي الى لندن لبحث مستجدات الساحة اليمنية
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 26-07-2011, 07:32 AM
  3. وزير الخارجية يطلع السفراء العرب والأجانب على مستجدات الأوضاع اليمنية
    By سبأ نت - أخبار محلية in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 19-03-2011, 04:00 PM
  4. Replies: 0
    Last Post: 11-07-2009, 10:30 PM
  5. ليون يسدي خدمة لبوردو - العرب اونلاين
    By أخبار موقع جوجل in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 18-05-2009, 05:40 PM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •