تعهد رئيس الوزراء العراقي الجديد نوري المالكي بسحق المسلحين والعصابات الطائفية ولكن ربما يصبح منافسون في ائتلافه الشيعي اخطر اعدائه. ولم يطرح المالكي اسمي مرشحين لشغل منصبي وزيري الداخلية والدفاع علي البرلمان يوم الاحد الماضي نتيجة معارضة من قادة المجلس الاعلي للثورة الاسلامية الاعضاء في ائتلافه الشيعي. وسريعا ما تبددت تهديداته بطرح مرشحين من اختياره لشغل المنصبين في حالة فشل الكتل السياسية في الاتفاق علي اسمي المرشحين وذلك في اعقاب تأجيل جلسة للبرلمان العراقي لهذا الغرض حتي اشعار اخر يوم الاحد الماضي ليظل العراق بدون الوزيرين المسؤولين عن انهاء اعمال العنف.
وهدد المالكي في جلسة الاحد الماضي بالاستقالة أمام عبد العزيز الحكيم بسبب اعتراض الأخير علي ترشيح فاروق الاعرجي لوزارة الداخلية. وتساءل مسؤولون في الائتلاف وكتل اخري عن مدي قدرة الحكومة علي تخطي ضغوط التنافس الداخلي واعمال العنف التي لا تلوح في الافق اي دلائل علي تراجعها وعمليات القتل الطائفية التي تدفع البلاد نحو حرب اهلية بشكل خطير. وقال مصدر في الائتلاف من خارج حزب الدعوة الذي ينتمي اليه المالكي ربما تستمر حكومة المالكي لمدة ستة اشهر اخري فقط. هذا ما يعتقده كثيرون. تتعرض لضغوط شديدة وهناك اطراف كثيرة .
وتابع الوضع صعب. صعب جدا. احتمال عدم استمرارها أكثر من 60 في المئة. الحكومة غير قادرة علي تحمل المسؤولية .
وتصاعدت احداث العنف في العراق امس، واعلنت مصادر امنية مقتل عشرة اشخاص في مناطق متفرقة من العراق ومقتل خمسة آخرين في انفجار سيارة ملغومة بسرادق عزاء في بغداد.
وعثر علي تسعة رؤوس مقطوعة في صناديق من الورق المقوي امس الثلاثاء في بعقوبة عاصمة ديالي. وجاء ذلك بعد ان عثرت الشرطة علي الرؤوس المقطوعة لسبعة اشخاص تربطهم قرابة وثيقة وامام مسجد سني يوم السبت. وقال محافظ ديالي رعد رشيد لـ رويترز ان هذا عمل يتسم بالجبن ويهدف للاضرار بأهالي المحافظة. واذا كان ثمة مكان يشير الي ان الطوائف الدينية والعرقية في العراق لا يمكنها التعايش معا فهو بلا شك محافظة ديالي التي يعصف بها العنف وسفك الدماء. وشهدت المحافظة التي يتألف سكانها من أبناء الطوائف المختلفة وتقع شمال شرقي بغداد بعضا من أسوأ المذابح منذ اطاح الغزو بقيادة الولايات المتحدة بنظام الرئيس السابق صدام حسين، ولكن حوادث العنف اكتسبت اخيرا حدة جديدة الامر الذي اجج المخاوف من اقتراب العراق علي نحو خطير من هاوية الحرب الاهلية ما لم تجد حكومة المالكي سبيلا لتهدئة المشاعر الطائفية.
الي ذلك وجه الحزب الاسلامي العراقي الذي يتزعمه نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي امس الثلاثاء اتهامات جديدة الي الجيش الامريكي بقتل مدنيين بعد قضيتي حديثة العام الماضي والاسحاقي في 15 آذار