[img][size=5] بسم الله الرحمن الرحيم
إدراك الفوت في ذكر قبائل تاريخ حضرموت
(معجم لقبائل البادية وسكان الحاضرة في تاريخ حضرموت)
كتبه بعون الله تعالى
علي بن محمد بن عبد الله باخيل آل بابطين النَّوَّحي
1415هـ
(اورد مقتطفات مختصرة من هذا الكتاب عن العائلات المشهورة وكذا بعض القبائل
ولانني لم اتطرق لتاريخ ال السقاف حيث وهناك سلسلة اعلام حضرموت اقوم الان
بكتابة موجزها وهذ السلسلة تقع في 15 كتابا متوسط كتبها ابي
بكر العدني ابن علي المشهور تابع لفرع الدراسات وخدمة التراث اربطة التربية الاسلامية
في عدن يبداء اول كتاب بتاريخ احمد بن عيسى المهاجر وتنتهي بالشيخ عبيد بن عبدالملك
بانافع)
ولأن حضرموت مثلها مثل بقية أصقاع الجزيرة العربية ، يعتمد مجتمعها السكاني على النظام القبلي ، فإن تاريخ القبائل يعد في الحقيقة أحد الجوانب المهمة المكونة لتاريخ حضرموت .
ومنذ عهد ما قبل الإسلام زمن تأسيس مملكة حضرموت القديمة كان للقبائل والأسر القروية والبدوية منها حضور واضح في عمليات صنع التاريخ حتى أن كنده وهي قبيلة حضرمية بارزة استطاعت التمدد إلى خارج مواطنها في حضرموت ، وتأسيس مملكة قوية زاحمت إلى حد ما الممالك العربية الشمالية في العراق والشام .
من هذا المنطلق فالنظام القبلي كان ولازال يمثل ركيزة لابد أن يتطرق لها الباحث التاريخي الراغب في الغوص في غياهب هذا التاريخ .
ولو تساءلنا عن أهم العوامل التي ساهمت في حدوث هذا الغموض لوجدنا أن ذلك يعود إلى :
* عدم توفر المراجع والمصادر الكافية ، وبقاؤها على رفوف الكتب مما يؤدي إلى تلفها ، وقد تحدث مؤلف "الشامل" عن عدد من التجارب المرة .
* الاضطراب السياسي السائد والمستمر من الحقبة العباسية وحتى عهد متأخر حيث لم تعرف حضرموت حكماً مستقراً شاملاً خلال هذه الفترة ، ولذلك ولاشك تأثيره على الحركة العلمية .
* انصراف أهل العلم - بعد انتشار بدعة التصوف - عن التاريخ والفقه والحديث والعلوم الإسلامية المعروفة إلى علوم الباطن كما يسميها المتصوفة .
وأيا كانت الأسباب - والتي لازالت تفعل فعلها - فان الغموض واضح للعيان ، ولن يزال هذا الغموض إلا بجهد متكامل منظم مترابط ، فيمكن من خلاله وضع تاريخ حضرموت في إطاره التاريخي الصحيح ، وعدم لوي عنق الحقائق التاريخية للوصول إلى غايات وأهداف معينة .
وقد انطلقت محاولة المؤلف الراهنة ، من عدد من الحقائق التاريخية المتعلقة بتاريخ القبائل منها :
* أن ليس للقبائل مناطق دائمة عبر التاريخ ، بل هي تغير أماكنها بفعل ظروف وحوادث تاريخية تدفعها إلى التقدم إلى إقليم معين ، أو تدفعها إلى الهجرة أو التوسع أو الانكماش .
* أن النسب الذي يجمع القبيلة لا يمكن اعتباره صلة عرقية دائماً ، بل صلة اجتماعية ، تفرضها عدد من العوامل منها العامل العرقي ، والعامل الأمني والاقتصادي والجغرافي . والتي تساهم في نشوء هذه الصلة الاجتماعية .
* ثالث هذه الحقائق هو اعتبار حضرموت إقليما منعزلاً إلى حد ، وأن الهجرات منه أكثر من الهجرات إليه ، ولم يعرف في تاريخه أي تأثير خارجي سوى من الغرب والشرق ، ولعل الجغرافيا هي التي صنعت ذلك فمن الشمال هناك صحراء الربع الخالي وهي مفازة أغلقت حضرموت شمالاً وبحر العرب مفازة أغلقت حضرموت جنوباً ، وكل كسر لهذه الحقيقة الجغرافية لم يتعد كونه محاولات فردية ، أما التأثيرات الجماعية فهي أما من الغرب أو من الشرق ، فالإباضية أتت من الشرق ، وقبائل نهد ويافع وما أثارته من أحداث تاريخية كبيرة جاءت من الغرب ، وكان الوضع السياسي كثيراً ما تأثر بالوضع في الغرب حيث الدولة الزيدية والرسولية ومن قبلهم الأيوبيين في اليمن .
ومن المؤسف حقاً أن دعوة الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتي بلغ تأثيرها نواحي واسعة في العالم الإسلامي ، لم تترك أثراً في حضرموت إحدى معاقل الصوفية ، رغم غزوة ابن قملا النجدي على تريم ، والتأثير الذي وصل إليها كان فردياً على يد الشيخ باصبرين الذي تلقى جزءً من تعليمه في الحجاز .
البدو :
تطلق كلمة "بدوي" يسكنون الدال في حضرموت على أفراد القبائل ، مقابل كلمة المزارع المستقر (الحراث) بالمصطلح المحلي . وهذا التقسيم وان كان في جانب منه اجتماعي - اقتصادي ، إلا انه ومن جانب آخر تقسيم عرقي يعتمد على النسب ، فالقبيلة البدوية وان استقرت وعملت في فلاحة الأرض تبقى ضمن التقسيم بدوية .
وتنقسم القبائل البدوية في حضرموت حسب نظامها الاقتصادي - الاجتماعي إلى قبائل رحل ، تتمثل فيها كافة جوانب البداوة ، وهي قبائل شمال حضرموت المتاخمة لصحراء الربع الخالي كآل كثير والمناهيل والعوامر والصيعر والكرب ونهد . وقبائل نصف رحل ، وتعيش في الهضبة الوسطى في حضرموت كقبائل سيبان ونوَّح والحموم وغيرها .
ولاشك أن الطبيعة النباتية والزراعية في حضرموت وأوديتها ساهمت في نشوء اتجاهات اجتماعية واقتصادية بين سكانها ، فدفعت أبناء القبائل الساكنة أطراف الصحراء إلى التوغل في الصحاري ، واعتماد النظام البدوي الكامل ، بينما دفعت القبائل الجبلية والمستقرة وبعض فئات الحضر إلى الهجرة التجارية نحو مراكز النشاط الاقتصادي البعيدة والقريبة ، ولعل تطور وسائل النقل البحري في المحيط الهندي ساعد على اتجاه قبائل حضرموت الجبلية نحو المناطق الغنية كالهند وإندونيسيا ، وساهم في الوقت نفسه في كسر دورة الانتقال نحو البداوة لهذه القبائل .
وليست حضرموت حديثة عهد بالبداوة ، فقد ظهر الأعراب كإحدى الفئات المؤثرة في موازين القوى خلال فترة مملكة حضرموت القديمة (جواد ج 2 ص 149) (مختارات بافقيه ص 212) واعتبر بعض الجغرافيين المسلمين حضرموت صقعاً تغلب عليه البداوة الشديدة .
ثم استعرض المؤلف نبذ موجزة عن تاريخ القبائل والعائلات المشهورة في حضرموت خاصة
واليمن الجنوبي عامة نورد مقتطفات موجزة للفائدة عن بعض العوائل الحضرمية المشهورة
وكذا القبائل
بالنسبة للعوائل المشهورة
1 - ال باوزير
من المشايخ ، يسكنون وادي العين ، وغيل باوزير ، وفي العرسمة في وادي دوعن الأيسر .
أما عن نسبهم فيذكر مؤلف "معالم تاريخ الجزيرة العربية" أنهم من ذرية سالم بن عبدالله بن يعقوب بن يوسف بن علي بن طراد العباسي وعلى بن طراد كان نقيب العباسيين في بغداد زمن الدولة العباسية ووزير الخليفة المسترشد والخليفة المقتفي ، وأنهم نسبوا إليه فقيل آل الوزير ، وأن جدهم يعقوب هو المهاجر إلى حضرموت . (باوزير ص ص 97 - 100)
ويعلق الحداد على هذا النسب منكراً بقوله "وقال بعض المتأخرين من المشايخ آل باوزير أنــــه جدهم - أي الشيخ يعقوب ، وهو اسم قبر قريب من المكلا - وأنه عباسى النسب ، وكل هذا قيل ، ولكن لم نر لشيء من ذلك مستنداً في كتاب قديم يمكن أن يوثق به (الشامل ص 86)
ومن آل باوزير : آل جنيد ، آل سهيل ، آل عبدالرحمن ، آل نهيم ، آل عبدالصمد ، آل عثمان ، آل جراس ، آل بن شيخ ، آل عبدالرحيم ، آل قويرة، آل الديراني (الشاطري ج2 ص382) ومنهم أيضا آل بركات .
2- آل باصبرين :
قبيلة من آل باحميش منهم الشيخ العالم صاحب الاعتقاد الصحيح علي بن أحمد بن سعيد باصبرين قال السقاف عنه : كان جبلاً من جبال العلم (السقاف مجلة العرب ج2 ص646)
ويمكن القول بأنه شخصية ملفتة للانتباه إذ كان معارضاً للجو الصوفي السائد وللكثير من مظاهر الشرك في حضرموت
3- آل عمودي :
من المشايخ ، يتوزعون في مناطق كثيرة من حضرموت ، ومن أهم مراكزهم قيدون وبظه بوادي درعن .
وساهم آل عمودي كثيراً في التاريخ السياسي لحضرموت في القرون المتأخرة ، وسيطروا فترة طويلة على وادي دوعن من عهد السلطان الكثيري بدر بوطويرق ت 977 حتى عهد السلطنة القعيطية التي استطاعت نزع سيطرتهم عنه.
و هم بنو الشيخ سعيد بن عيسى الملقب بعمود الدين ، وإليه نسبوا ، وقد عرف الشيخ بتدينه ، وكان له مقام معروف عند معاصريه ، وتوفى سنة 671هـ وقبره ببلدة "قيدون" يزار في رجب من كل عام
واختلف في نسب الشيخ عمود الدين سعيد بن عيسى وقيل فيه أقوال ننقلها عن الحامد الذي يقول : أما نسبهم فينهونه الى الامام الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قال السيد عبدالقادر العيدروس في النور السافر : يقال أن نسبهم ينتهي الى ابي بكر الصديق" وهكذا قال غيره من العلويين والمؤلف يرجح
وبقوة رأي المؤرخين في نسب الشيخ سعيد بن عيسى العمودي إلى نوح ، رغم اختلافهم البسيط الذي يعود إلى تقارب مساكن قبيلتي نوح والمحمديين من سيبان . نظراً لعدم وجود أي مستند يدعم صلتهم بأبي بكر الصديق
4- آل كثير :
من أشهر قبائل حضرموت ، تسكن المنطقة الشرقية والشمالية من حضرموت ولانشتط ان قلنا أن الجزء الاخير من التاريخ السياسي لحضرموت هو عبارة عن حرب مستمرة بين قبيلتي يافع وآل كثير القبيلتين الحاكمتين في حضرموت .
ولآل كثير تاريخ عريق في القرون الأخيرة في حضرموت ، وكانت أول حركة سياسية لهم سنة 629هـ عند اختطاطهم لبلدة عينات في وادي بوحة شرقي حضرموت (جواهر الاحقاف ج2 ص126) ، وقد استطاعوا بعد ذلك تكوين عدد من الكيانات السياسية بدأت فعلياً بدولة السلطان بدر بوطويرق الكثيري سنة 925هـ ، الذي أوصل دولته حتى شبوه العاصمة القديمة لمملكة حضرموت القديمة مع حصوله على مدن الساحل الرئيسية خصوصاً الشحر ومدن الشمال وأودية دوعن وعمد وغيرها . رغم الثورات التي لم تنقطع خلال فترة حكمه ، ولاريب أن شخصية السلطان بدر من أبرز شخصيات تاريخ حضرموت الحديث .
وانتهى آخر هذه الكيانات السياسية سنة 1967م - 1387هـ في عهد آخر سلاطين االدولة الكثيرية في سيؤن السلطان حسين بن علي الكثيري بقيام الجمهورية .
ومثلما كانت البداية الفعلية لتحقيق طموحات آل كثير السياسية على يد بدر بوطويرق ، فقد كانت بداية الغروب الحقيقية لدولتهم في انكسارهم الشهير أمام الدولة القعيطية حول المكلا بعد دخولهم الشحر وكان دخول المكلا هو الحلم الكبير لآل كثير ، وكان تحقيق ذلك يعني سقوط أقوى المعاقل اليافعية المعادية . ويوضح هذه الطموحات شعر قاله أحد شعراء آل كثير :
قال الكثيري من عمر بـن جعفر لاناد راسي يالشوامـخ نودي
الشحر خذناها وربك قـدر وعلى المكلا باتحن رعـــودي
(عبدالحق ص 135)
أما عن نسبهم فقد ذكر عدد من الأقوال منها : أنهم من بني ضنة حيث ذكر الشاطري : يسود الاعتقاد أن هذه العصبة انحدرت اصلاً من بني ضنة ، والاعتقاد السائد أنها أتت من ظفار (الشاطري ص ج2 ص376)..
وعدهم اكثر النسابة من همدان ، وذكر البكري : آل كثير أعظم قبيلة همدانية ، وزعم دون أن يستند إلى مرجع سابق بأنهم سطع نجمهم في عصر ماقبل الاسلام في ظفار ، ثم اختفى بعد ظهور كندة في حضرموت"(الجنوب العربي ص203).
وذكر الشاعر الشعبي المعلم عبدالحق نسبهم الى همدان وقال عنهم :
همدان ظنى زين في مقنصهم كم من جمـل يوشي بثـقل حموله
ماغير همدان الذي شاقونـا بالجود واشفوا نفســـي المعلولة
(عبدالحق ص 171).
وذكر الدباغ "آل كثير أعظم قبائل همدان من العرب القحطانية ، وأشدها بأساً وأشرفها مقاماً (الدباغ ج2 ص73).
وجاء في الاكليل من قبائل همدان بنو كثير بن شبيب بن قيس بن بكيل بن همدان (الاكليل ج10 ص232) .
وذكر في الصفة عند الحديث عن أودية حضرموت : ثم يفيض منوب من عين ودوعن بين شبام والقارة ، والقارة لهمدان قرية عظيمة في وسطها حصن. (الصفة ص 172).
وعلق محقق الكتاب بقوله "هذه القارة عامرة ، وهمدان هذه لهم بقية منهم آل كثير (الصفة ص172).
أما باحنَّان فيرى أن نسبهم ينتهي إلى بني ضنة (جواهر الاحقاف ج2 ص124).
ومن قبائل : آل كثير آل عمر ، آل عامر ، آل عون (الشاطري ج2 ص378) آل عبدالله ، آل عبدالودود ، وكذلك بيت رشيد وبيت كثير وهما يسكنان شرق حضرموت في منطقة ظفار وشرق رملة الربع الخالي .
ذكر السقاف عند الحديث عن ظفار وقبائل ضواحيها من آل كثير فمنهم المراهين ، آل فاضل ، الشنافر ، آل رواس ، آل علي بن كثير (السقاف ج7 ص327).
آل باكثير :
من أشهر الأسر التي تنتسب الى قبيلة كندة ، منهم الشاعر الاديب
المعروف على بن أحمد باكثير الذي عاش في مصر ، وكان له بها نشاط أدبي ملحوظ . يقول في قصيدة يفتحر فيها بنسبه الى كندة :
من آل أبي كثير من سلالا ت أقيال لهم مجد قــــدام
منهم في جاهليتهم ملـــوك وفي الإسلام أعلام عظام
ومن جيد شعره قوله :
سلام على سيؤن أني تطوحـــت بيَ الحال إن جاوه سكنت وإن مصرا
فبين ظلوعي صاحب ليس بارحاً ينوح على عهد كريم بها مرا
(السومحي ص ص 30-50)
ومن القبائل
1- حمير :
بكسر فسكون ، هم بنو حمير بن سبأ بن يشجب من يعرب بن قحطان ، أصل ينسب له كثير من قبائل اليمن .
ويعد الاخباريون حمير من القبائل المهمة ذات الشأن في الجاهلية ، فهم ملوك العرب ، وأنه كان لملوكهم نفوذ واسع ، وفتح بعضهم سمرقند والمغرب ، وهو أمر مبالغ فيه ، غير أن الثابت أنهم حكموا مناطق واسعة في الجزيرة العربية ، حتى أن أحد القياصرة الرومان طلب من أحد ملوك حمير تعيين ممثل له على القبائل الواقعة شمال الجزيرة العربية (جواد ج 3 ص 383) ، وجاء في المفصل قوله : كانت حمير من القبائل العربية في العربية الجنوبية عند الميلاد ، ووصل خبرها إلى اليونان والرومان (جواد ج 2 ص 510) .
وينقل جواد علي عن مؤلف قديم قوله : أن الحميريين كانوا يحكمون في أيامه منطقة واسعة من البحر الأحمر وساحل المحيط حتى حضرموت ، كما كانوا يمتلكون ساحل عزانياً في أفريقيا (جواد ج 2 ص 511) . ويرى كذلك أن منازل حمير في الأصل كانت إلى الشرق من هذه المنازل ، وتؤلف أرض يافع (حالياً) المسكن القديم للحميريين ، وذلك قبل نزوحهم عنها سنة 100 ق.م إلى موطنهم الجديد في الغرب (جواد ج 2 ص 517)
2- الصبيحة :
قبيلة مشهورة تعيش على سفوح الجبال بين لحج وباب المندب ، هم من الأصابح من بني الحارث ذي أصبح بن مالك بن زيد بن حمير ، ويحدهم مخلاف أبين جنوباً ، والحواشب شمالاً ، يشتغلون بالزراعة ، ويهتمون بتربية الجمال ، وأكبر بلدانهم طور الباحة (الدباغ ج2 ص37).
وجاء في معجم البلدان : مخلاف لحج بالقرب من أبين وله سواحل وأكثر سكانه من بني أصبح رهط مالك بن أنس (الحموي ج5 ص67 )
3- العبادلة :
أشهر قبائل لحج ، من آل سلاَّم من يافع ، منهم آل محسن ، سلاطين لحج (العبدلي ص39) وذكر الدباغ عنهم "أشهر قبائل لحج ، اشتهروا بالشجاعة وحبهم للزراعة منهم آل محسن سلاطين المحمية الذين أسسوا سلطنتهم في لحج سنة 1145هـ - 1735م (الدباغ ج2 ص36) .
4- العوالق :
من القبائل الكبيرة في جنوب الجزيرة العربية ، تقع مواطنها غرب حضرموت وهم قسمان العوالق العليا وتقع شمالاً والسفلى وتقع جنوباً .
وتتصل بلاد العوالق بأطراف الربع الخالي الجنوبية ، بينما يحدهم جنوباً ساحل بحر العرب ، ومن الغرب بلاد العواذل والفضلي ، ومن الشرق آل خليفة وقبائل ذييب ونعمان .
وجاء في القاموس المحيط : العوالق قوم باليمن يسكنون وادي الحنك ، وذكر : العولق كجوهر الغول والذئب والجوع (القاموس المحيط مادة علق).
وذكر الريحاني عنهم : هم جيرن آل فضل على الساحل ، وبلادهم أكبر النواحي التسع ، مساحته مائة ميل ونيف شرقاً ومنها شمالاً ، وهي تقسم إلى قسمين العولق العليا والعوالق السفلي ، ويحكم الأولى - زمن المؤلف - قسماً منها السلطان صالح بن عبدلله العولقي ومركزه في الأنصاب (نصاب) ويحكم قسماً آخر يعادل بل يفوق السلطان صالحاً قوة ونفوذاً ومركزه يشبم . وهناك بلدة اسمها عرقة ، وميناء هو حورة يحكمها شيخان مستقلان الواحد عن الآخر ومستقلان عن شيخ يشبم وسلطان نصاب (الريحاني ص 451).
وزعم مؤلف "السيف البارق في نسب العوالق" أن حكم العوالق في لهجات قبائل الجنوب تعني الشرارة أو النار الشديدة معتمداً على قول شاعرهم :
نحن العوالق من علـق نحــــن مسامير الدلق
نحن شرارة من جهنم من دخل فينا احترق
(الجازع ص23)
وخلط المؤلف في أصول قبائل العوالق خلطاً منكراً فذكر أن آل معن يرجع نسبهم إلى معن بن زائدة الذي نسبه الى بني شيبة من قريش خلافاً للحقيقة التاريخية المعروفة ، وزعم أيضاً أن البطن الثاني من العوالق وهم المحاجر من قبيلة الحجر من الأزد ولا دليل سوى تشابه الأسماء ، وماذاك بدليل. (للمزيد أنظر : الجازع ص ص 31 - 33).
وجاء في السيف البارق أن العوالق العليا هم آل معن والمحاجر ، والعوالق السفلى هم آل على بن ناصر ، أهل سعد (آل الشمعي) (الجازع ص 62).
والعوالق هم على الارجح خليط من مذحج والأيزون من حمير ، ولايزال اسم مذحج يطلق على قبيلة من قبائلهم ، وجاء في الاكليل "وآل ذي يزن باليمن بين لحج ومرخة وهم الأيزون (الاكليل ج 2 ص 246) وذكر محقق كتاب الصفة جزيرة العرب عند الحديث عن يشبم أحد أودية العوالق العليا "هو واد عظيم ، يسكنه آل على من الأيزون ، وعداده اليوم من العوالق (الصفة ص 200) وذكر السقاف عند الحديث عن العولقي صاحب حصن الصداع "وينتهي نسب العولقي إلى ذي يزن الحميري" (السقاف ع3 ص 656) .
ويؤيد هذا الرأي تتبع المناطق التي يسكنها العوالق حالياً ، وهي من مساكن مذحج والأيزون من حمير .
وكانت علاقة العوالق بالسلطنة الكثيرية جيدة فقد ذكر أن السلطان الكثيري عمر بن جعفر استعان بالعوالق سنة 1125هـ لحرب يافع ، وكذلك ذكر استعانة الامير عبود بن سالم الكثيري سنة 1263 هـ .
5- يافع :
قبيلة من أكثر قبائل جنوب الجزيرة العربية ، من ذي رعين من حمير ، هم بنو يافع بن قاول بن زيد بن ناعته بن شرحبيل بن الحارث بن يريم ذي رعين. (الإكليل ج2 ص306) ذكر مؤلف جزيرة العرب عنهم فقال "وقبائل يافع من أعظم قبائل شبه جزيرة العرب الجنوبية ، وأصعبها مراساً وأكثرها عدداً ، وتاريخهم مملوء بالحوادث الجسام ، ولا تزال قبائل يافع تحتفظ بالصفات العربية كالكرم وحماية المستجير والدفاع عنه (الدباغ ج2 ص42) وتاريخ قبيلة يافع حافل ، سنحاول تلمس بعض الخطوط الرئيسية فيه .
فقبل الإسلام كانت بلاد يافع تعرف بـ "دهس" "دهسم" في نصوص المسند، وكانت ذات مشاركة واسعة في الأحداث السياسية والعسكرية (جواد علي ج2 ص289) .
وبعد الإسلام شاركت يافع بفعالية في الفتوحات الإسلامية خصوصاً على جبهتي مصر والشام ، وكانت المشاركة غالباً ما تأتي تحت لواء قبيلة ذي رعين (الجنوب العربي ص92) .
أما أول بروز واضح ليافع في تاريخ جنوب الجزيرة العربية ، فهو اشتراكهم مع علي بن فضل الحميري داعية عبيد الله المهدي وكان رافضياً على مذهب الشيعة الإسماعيلية - والإسماعيلية مذهب شيعي ، تنسب إلى إسماعيل بن جعفر الصادق ، وهي فرقة ظاهرة التشيـــــــــع لآل البيت وحقيقتها هدم عقائد الإسلام (الموسوعة الميسرة ص45) .
وعن هذه المشاركة اليافعية يقول مؤلف "غاية الأماني" : أما علي بن فضل فانه لما قصد بلاد يافع أظهر العبادة والزهد ، فافتتن به أهل تلك الناحية (غاية الأماني ج1 ص192) واستطاع من خلال تأييد القبائل اليافعية أن يبدأ تحركاته العسكرية الناجحة في اليمن سنة 291هـ مما مكنه من الاستيلاء على صنعاء عاصمة اليمن سنة 293هـ ، ويبدو أنه لم يكن يظهر طبيعة مذهبه الفاسد قبل الاستيلاء على صنعاء ، إذ يعلق المؤرخ يحيى بن الحسين على ذلك بقوله "ولما تمكن على بن فضل من صنعاء لم يحسن فيها صنعا ، بل أظهر مذهبه الخبيث ودينه المشؤوم (غاية الأماني ج1 ص197) . وقد سقطت دولته القرمطية سنة 303هـ.
وليس من الواضح لدينا حجم المشاركة اليافعية في بناء وحماية هذه الدولة سوى ما ذكر عن القائد ذي الطوق اليافعي الذي اشترك مع علي بن فضل في معاركه .
. ويبدو أن دور يافع في حركة على بن فضل جزء من دور عسكري أصبحت هذه القبيلة تؤديه في تاريخ جنوب الجزيرة العربية ، إذ نقرأ أنه في سنة 723هـ نزع عمر بن أبي بكر الدويدار - وكان عاملاً على لحج وأبين من قبل المجاهــد الرسولي - يده من طاعة الإمام ، وقصد إلى عدن فأخذه بمساعدة من بعض العسكر أهل يافع (غاية الأماني ج1 ص499) .
وفي سنة 1040هـ نقرأ إن بلاد يافع يحكمها أمير هو أحمد بن شعفل ، تحت إشراف أئمة صنعاء (غاية الأماني ج2 ص833) .
ويستمر الدور العسكري ليافع ، لكن هذه المرة في منطقة جديدة هي حضرموت التي كتب لها بعد ذلك أن تشهد أبرز الصفحات التاريخية في سجل هذه القبيلة وهو ما يمكن أن نطلق عليه بالدور اليافعي في حضرموت ، وكان ذلك إبان عهد السلطان الكثيري بدر بوطويرق (925-977) ، وكانت دوافع السلطان واضحة في هذه الاستعانة ، إذ أنه كان يقصد ضرب الثورات العامة التي قامت عليه من آل عمودي في دوعن ، وقبائل كنده ونهد والمهرة في حضرموت .
ويظهر أن السلطان الكثيري بدر بوطويرق اعتبر هؤلاء الجنود بمثابة مرتزقة تعيش على خدمة الدولة ، غير أن هذه النظرة لم تكن واقعية إذ أن يافع إحدى القبائل المجاورة التي تطمح كغيرها في دخول معترك الحياة السياسية في حضرموت، لذا فهي لم تتوانى في العمل على تثبيت قدمها بالدرجة الأولى .
وفي الختام لهذة الخلاصة اكرر القول بانة لايوجد عندنافي اليمن اساتذ ة مختصين بالتحقيق
كي يصححو او يضيفو أي ملاحضات تعطي للكتاب مصداقية اكبر كما هو الحال في بعض
الدول العربية مثل مصر والسعودية والشام وغيرها حيث تتم مراجعة أي كتاب وتحقيقة قبل
طبعة من قبل اساتذة مختصين في مجال موضوع الكتاب وينزل الكتاب بهوامش وتعليقات
واظافات وتصحيح تعطي للكتاب مصداقية اكبر اما القارئ 0 [/size][/img]
Bookmarks