مأساة الفلوجة لا زالت حاضرة في ضمير الأتراك


الهيئة نت - مكتب أنقرة : نظمت بلدية "كاغيتخانة" في إسطنبول قبل فترة أمسية شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء الأتراك. وقد ألقت الطفلة "بتول قوج أوغلوا" في الليلة قصيدة باسم "الفلوجة" باللغة التركية جاشت بها مشاعر الحضور.. وما أن أنهت قصيدتها بمقطع باللغة العربية حتى علت أصوات الحاضرين مكبرين "الله أكبر"... والمقطع العربي هو:
أنا زينب..
أنا فاطمة..
أنا عائشة..
أنا العراق
أنا الفلوجة..
أنا الفلوجة..

وللإستماع الى القصيدة نرجو الضغط على الرابط التالي :

http://heyetnet.org/tr/index.php?opt...=539&Itemid=35


وأدناه النص العربي للقصيدة وقد تمت ترجمتها في مكتب هيئة علماء المسلمين بأنقرة:

الفلوجة
ضُربنا في هذا العيد...
وقعت علينا قنبلةٌ كبيرة.
كان عمري إثنا عشرا عاما، بينما عمر أختي سبعة أعوام...
لم أرها، ولكني على يقين أن أمي بكت علينا كثيرا عندما قُتِلْنا
كانت لنا أيادٍ صغيرةٍ ناعمةٍ، لم يجدوها.. وإلا فإنهم كانوا سيضعونها حتما مع أجسادنا في القبور...

ضُربنا في هذا العيد..
اخترقت قلوبنا رصاصة صغيرة... إذن الموت سهل الى هذه الدرجة!!!
لقد ذقنا جميعا طعم الموت على يد الجنود الأمريكان...
ومع هذا فإن الفرحة تغمرنا جميعا.

سنموت نحن، وستصبح الدنيا أجمل بعدنا!!!
وهل عسيتم أن تفلحوا وأنتم تديرون ظهوركم عنا أيها المسلمون الغافلون...
حتما شاهدتم أجسادا تحت الأنقاض... كانت تلك أجسادنا...
أو لعلكم شاهدتم في نشرات الأخبار...
كيف كنت أركض مع أختي،
تعثرت رجل أختي، حاولت أن أحملها... لكن سلاسل الدبابة أتت علينا...
وكأنهم لم يروننا، وهل للدبابات عيون؟!

لقد ضربونا بالقنابل والرصاصات في هذا العيد..
ضربونا بطريقة لولاها لما اختاروا قتلنا...

كنا نتمنى ـ أقلها ـ أن تصلوا على أرواحنا صلاة الغائب...
خصوصا لم تقفوا معنا ونحن أحياء!!
مع هذا فنحن سعداء...

لم نستطع هذا العيد أن نذهب مع أبينا الى الجامع...
لنؤدي صلاة العيد.
ولم يسمع أيا منا أذان العيد...
قد تسمعون أصواتنا في المنام ونحن نرفع الأذان...
وقد لا تسمعون...
أصواتنا حُبِست، بعدما هدموا منارات الجوامع...

حينما كان المؤذنون ينادونكم للصلاة، كان الجنود الأمريكان يرقصون على أنغام موسيقى "الروك"...
وبينما أنتم تؤدون صلاة العيد، كنا نسمع أصوات القنابل ونحن غارقون في نوم أبدي...
وكانت أجسادنا هادئة صامتة بقدر صمت أرواحنا وهي تعرج الى السماء...
أصبحنا "شهداء" تلك العمليات "المجهولة" التي يندد بها الزعماء... أؤلئك الشهداء الذين يذكرهم العالم الإسلامي بجل وإحترام...
أصبحنا جميعا شهداء...

وقعنا في هذا العيد في كمين غادر...
لم يعد هناك مَنْ ينتظرنا في البيت... وكنا قد قطعنا الأمل في إخواننا...
فضاعت أجسادنا بين ثنايا ذلك الخط الرفيع ما بين الحياة والموت...

يقترب اليوم عيد جديد...
أصبحنا ـ وبالألوف ـ ضحية بدلا من الأضاحي التي تنون ذبحها في سبيل الله...
ضربونا في الصميم في هذا العيد...
وَدَّعنا الدنيا، بينما تلف قلوبكم "ظُلْمَة استحياء" كبيرة تكاد تلف العالم...
كونوا سعداء.. كيف لكم أن توقفوا هذه "الدوامة" وعمليات "حسابات التوازن"، بأربع أو خمس لافتات تدينون بها وحشية تلك العمليات؟!
سيتلاشى عجزكم مع عجزنا...
فلا تحزنوا.

حتما رثيتم حالنا جميعا، من وراء وجوه لفها دخان "سيجارة" أمريكية أشعلتموها من الحزن علينا...
في الحقيقة، أنتم لم تروننا، ولكن...
أنا زينب..
أنا فاطمة..
أنا عائشة..
أنا العراق
أنا الفلوجة..
أنا الفلوجة..



وللإستماع الى القصيدة نرجو الضغط على الرابط التالي :

http://heyetnet.org/tr/index.php?opt...=539&Itemid=35

المصدر
http://www.iraq-amsi.org/news.php?ac...7be5d759cd9c8e