Results 1 to 7 of 7

Thread: النــــــــداء... (الجزء الثالث و الأخير)

  1. #1

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242

    النــــــــداء... (الجزء الثالث و الأخير)

    4- النــــــداء..!!


    أبي ينظر إليّ و على وجهه ابتسامة..
    عمي يقهقه دون سبب..
    (رأفت) و (محمد) يتشاجران مع بعضهما البعض ثم يلتفتا نحوي..
    فجأة ظهرت تلك الفجوة..
    فجوة سوداء تلتهم كل شيء..
    و أي شيء..
    بدأ أبي بالتلاشي و الضياع, حيث ابتلعته تلك الفجوة..
    و وسط صراخي تلاشى عمي و أخواني..
    انتظرت دوري كي تلتهمني تلك الفجوة..
    إلا أنها تلاشت بدورها..
    و أصبحت وحيداً في هذا العالم..
    أبييييييييييييييييييييييييييي...
    عمييييييييييييييييييييييييي...
    .
    .
    صحوت من النوم و أنا أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم, فلم يكن ما رأيته مما تحبه النفس على كل حال... كنت على فراش وثير فنظرة نظرة متفحصة على المكان فعرفت إنني كنت نائم في حجرة متوسطة الحجم, أنيقة للغاية, يسود اللونين الأبيض و الرصاصي كل شيء هنا.. الديكور, الأثاث, و .....
    "هل نمت جيداً يا رامي؟"
    ألتفت إلى مصدر الصوت فإذا به رجل في مقتبل العمر ينظر إليّ بشوق حقيقي غير مصطنع, فبادرته بالسؤال الأزلي الذي يُقال في مثل هذه المواقف:
    - أين أنا؟.. و من أنت؟..
    أبتسم الرجل و هو يقول:
    - لا عجب أنك لا تعرفني يا صديقي, على العموم أنت الآن في غرفة عناية خاصة بك, و أنا.. أنا (صاحب النداء)..
    - هل تعني أن أسمك هو (صاحب النداء)؟؟!
    قهقه ضاحكاً و هو يقول:
    - لا يا صديقي, أسمي هو (حسام عبد الرحمن) لكنك لن تعرف (حسام) بقدر ما تعرف النداء..!
    - عن أي نداء تتكلم يا هذا.. أهو الذي سمعته في السيارة؟
    - هو كذلك, في الحقيقة لم يكن هو النداء الأول و لن يكون الأخير..
    - لم أفهم شيئاً.. ماذا تقصد؟
    - سيكون شرح ذلك عسيراً الآن.. خذ قسطاً من الراحة ثم سأشرح لك كل شيء..
    في الحقيقة كان من يدعي نفسه (حسام) مستفز بحق, كيف سآخذ راحة و أنا أحمل أطنان من علامات الاستفهام, فرديت عليه بحنق:
    - عن أي راحة تتكلم عنها يا هذا.. إنني أعيش في لغز كبير لا أدري من أين يبتدئ و إلى أين سينتهي و تقول أنت خذ قسطاً من الراحة.. ثم.. ثم أين أبي و البقية.. ماذا فعلت بهم؟!
    أبتسم و هو يقول:
    - إن (رامي) لن يتغير مطلقاً, يا أخي أطمئن, والدك و البقية في الحفظ و الصون و هم ينتظرون عودتك إليهم..
    - ما هذا؟! لغز جديد ينضاف إلى الجعبة التي لدي..
    - ألن تتوقف عن عادة الاستعجال هذه يا (رامي)؟!.. ستعرف كل شيء قريباً..
    - متى قريباً هذه؟؟ هاه.. متى؟
    لقد كنت عصبي بحق بينما هو يواصل الابتسام و هو ينظر إليّ, ألا يعرف هذا الـ(حسام) شيئاً آخر غير الابتسام, لم أراه قط غير مبتسم حتى الآن, و إن هذا ليثير الغيظ بحق.. جلس (حسام) على أقرب مقعد و رد عليّ بهدوء:
    - (رامي) هو (رامي) لن يتغير مطلقاً.. أما زالت ابتسامتي تثير حنقك كالعادة؟!.. على العموم سأحكي لك كل شيء من البداية و كلي أمل أنك ستستوعب ما سأقوله لك, فهو ليس جديد عليك نظرياً و لكن هذه المرة ستعيش تلك التجربة النظرية التي قرأتها و ....
    - بدون مقدمات يا هذا, أدخل بالموضوع مباشرة..
    أحنقته مقاطعتي للغاية, عرفت ذلك من احمرار أذنيه, و لكم أن تشعروا بمدى سعادتي لإغاظة (المبتسم دائما), إلا أنه حاول ألا يظهر امتعاضه و واصل كلامه بأسلوب مسرحي مبتذل و هو يمد ذراعيه على امتدادهما و يقول:
    - الكون... كلمة من خمسة أحرف إلا أنها تعني الكثير و الكثير.. أكثر مما يتصوره عقل أي بشري, مئات بل آلاف المجرات, هذه الضخامة الغير متناهية قد جعلت مجرات عديدة تمر بذات الظروف التي مرت بهذه المجرة, و في هذه المجرات شموس وحول كل شمس كواكب ربما مر أحدها بذات ظروف نشأة الأرض, و هكذا نجد أن هناك أكثر من أرض يعيش فيها أكثر من (رامي) و...
    - هل تتكلم عن العوالم الموازية؟
    - كنت أعلم أنك ستتقبل الفكرة بسرعة لأنك تهوى قراءة روايات الخيال العلمي منذ كنت صغيراً..
    بدت لي الفكرة خيالية أكثر من كونها واقعية فرديت عليه بسخرية:
    - كيف تعلم كل تلك المعلومات عني و أنت لست نسختي الكروموسومية في كوكبك, و بالمناسبة ما أسم كوكبك؟.
    - أنا أعيش في الكوكب (الأرض أ ) و عرفت كل تلك المعلومات عنك لأنني صديقك, أو بالأصح صديق (رامي) الآخر...
    رديت عليه بذات نبرة السخرية السابقة, حيث و الفكرة بدت لي حينها مبتذلة:
    - يا للروعة .. كوكب (الأرض أ ).. و تريدني أن أصدق كل هذا الهراء.. ثم لماذا لم يأتي (رامي) بنفسه, كان سيحمل لقائي معه لمسة أكثر درامية من هذا..
    لم يتقبل (حسام) سخريتي هذه المرة و أنفجر صارخاً بحزن حقيقي و هو يقول:
    - لأن (رامي) مات.. نعم مات.. لم أكن أتوقع أن نسخته الكروموسومية في هذا الكوكب بكل هذا الاستهتار, ثم ما الدافع لخلق مثل هذه القصة المعقدة..
    في الحقيقة كان كلامه مؤثر للغاية, و هو أما أن يكون صادق بكلامه أو أنه شخص جدير بالأوسكار حقاً, لكنني لم أظهر تأثري عندما رديت:
    - لا أدري ما الدافع لكن حتماً هناك دافع ما.. و سؤالي هو: ما هو الدافع لكل هذا؟
    - في البداية أقدم خالص اعتذاري لعصبيتي المفاجئة, لكن هذا هو حالي دائماً كلما أتذكر وفاة صديقي العزيز (رامي), على العموم لن ألومك بشيء و أرجوك أن تستمع إليّ جيداً لأكشف لك قصة النداء..
    - كلي آذان صاغية..
    اكتشفت بعد هذه العبارة إنني أمام ثرثار من الطراز الممتاز, و يمكنكم أن تحكموا بأنفسكم..
    - كما أخبرتك سابقاً أنا من بعد موازي آخر, أعيش في الكوكب ( الأرض أ ), أرجو أن لا تسألني لماذا (أ) بالذات فأنا حتى الآن لم أستسيغ فكرة أن كوكب آخر أسمه الأرض و بدون (أ) التي اعتدت سماعها منذ طفولتي, هناك اختلافات طفيفة بين كوكبينا, منها أننا متقدمون عنكم بخمسة سنوات, لقد تفرغ العرب في كوكبنا للعلوم و أصبحنا نمتلك تكنولوجيا متقدمة للغاية و بهذه العلوم استطعنا أن نكوِّن كتلة اقتصادية و سياسية هائلة يُطلق عليها ( الولايات المتحدة العربية) و أصبحت حدودنا من الخليج إلى المحيط, ما ساعدنا في تطورنا التكنولوجي هو عدم وجود صراعات و حروب جانبية بيننا و بين ما تسمونهم (إسرائيل) فلا وجود لهذه الدولة في كوكبنا و السبب يكمن في انتصار (أدولف هتلر) في الحرب العالمية الثانية حيث توصل إلى القنبلة النووية قبل (أمريكا) بل أن تفجيره لقنبلتين في كلاً من (نيويورك) و (واشنطن) كانتا لهما الدور الفاعل في حسم تلك الحرب لصالح (ألمانيا) و بانتهاء تلك الحرب أصبح أهم التقسيمات السياسية في العالم كالآتي:
    العالم تسوده قطبيتان رئيسيتان أحدهما تدعى (بالاتحاد الأوروبي) و يمثل قارة أوروبا بالنسبة لكوكبكم, و نظام الحكم فيه مركزي من (ألمانيا), أما القطبية الثانية فهي (الولايات المتحدة العربية) و تتكون من 21 ولاية يسودها النظام اللامركزي أي أن كل ولاية تمتلك قوانينها و عاصمتها الخاصة بها و هي تقريباً لا تختلف عن الدول العربية الموجودة في كوكبك من حيث المسميات و يتم إدارة شئون الدولة ككل في عاصمتين رئيسيتين هما (صنعاء) و (القاهرة).. أما بقية دول العالم فهي عبارة عن تكتلات لا تؤثر بالقرار السياسي على الإطلاق حيث تقسمت (الولايات المتحدة الأمريكية) سابقاً إلى دول مستقلة و كذلك (الاتحاد السوفيتي) تقسم إلى جمهوريات مستقلة, أغلب الدول الآسيوية لم تتغير عما في كوكبكم ما عدا أن (اليابان) أكثر تطوراً تكنولوجياً من نظيره في كوكبكم و ذلك لعدم تأثره من الحرب العالمية الثانية و تعتبر (الصين) من المنافسين بشده في مجال المعلوماتية.
    هذا هو وضع كوكبنا بشكل عام و مختصر و الآن سأتكلم عن قصة النداء و الذي تبدأ من الحادث المروري المؤلم الذي أودى بحياة أخي و صديقي (رامي) الذي كان يشغل منصب مهم في (البنك المركزي العربي), حيث كان هو تقريباً أول من يمسك منصب مهم بعد خمس سنوات فقط من تخرجه و ذلك لنبوغه و اهتماماته لتطوير نفسه في مجالات عدة, بقدر ما حزن الوطن بفراق هذا الرمز إلا أنه كانت تواجهنا مشكلة عسيرة بحق, و هي رغبتنا للحصول على مجموعة من الأوراق المهمة للغاية و التي تندرج تحت بند (سري للغاية) و التي قد تؤثر اختفائها إلى حدوث اختلال في البنية الاقتصادية لـ(و. م. ع. ) و المشكلة تكمن في أنها محفوظة في الخزانة الخاصة لـ(رامي) و التي لا تنفتح إلا بمطابقة بصماته و أنسجته و قزحية عينه و هذا ما لم نستطيع إيجاده بعد وفاته, كنا نتخبط بحق إلى أن أتى لنا الحل من (المجلس العربي لعلوم الفضاء) الذي أقترح أن نجد نسخته الكروموسومية من أي كوكب آخر في بعد موازي فهو حتماً سيحمل بصمات و جينات (رامي), في الحقيقة كانت الفكرة مدهشة بحق فلم أكن أتصور وجود شيء كهذا إلا في أفلام الخيال العلمي و هكذا بدأت الدراسات لتحديد الكوكب الأمثل من أقرب مجرة فالمفاجأة التالية هي أن هذا المجلس يقوم بمراقبة كواكب من مجرات عديدة, بل أنهم يدرسون تاريخهم المعاصر و القديم لذا تلاحظ أنني أمتلك معلومات لا بأس بها عن كوكبكم رغم انه يومي الأول هنا, نقطة القصور الوحيدة التي تكمن في نظرية العوالم الموازية هذه هي عدم وجود وسيلة صالحة لانتقال الكائنات الحية عبر المجرات, فمدافع الطاقة – كما تثبتها الكثير من روايات الخيال العلمي في كوكبكم- لا تمت للحقيقة بأي صلة فكيف بكائن حي أن تتفكك جزيئاته و يتحول إلى طاقة ثم يُرسل من خلال مدفع طاقة إلى كوكب آخر في بعد موازي حيث يقطع المجرات بضعف سرعة الضوء و عندما يصل إلى هناك تتجمع هذه الجزيئات من جديد, إن هذه الطريقة تلائم الأشياء الجامدة أكثر من الكائنات الحية, و لهذا و نتيجة لدراسات و بحوث لسنوات طويلة استطاع علمائنا من اختراع كبسولة تتسع لشخصين مخصصة للسفر عبر المجرات حيث تتكون هذه الكبسولة من طبقتين, يتم تفكيك جزيئات الطبقة الأولى للتحول إلى طاقة بينما تتكون الطبقة الثانية من نوعين من الأشعة لم يتوصل أليهما علماؤكم بعد, و مهمتهما هو عزل جسم الكائن الحي من عملية التفكك الجزيئي و مهمتها الأخرى هو منع تأثير السرعة الفائقة التي قد تسبب التلاشي كما ذكرها أحد علماؤكم حسبما أظن, في الحقيقة لم يجرأ أحد لتجربة هذه الكبسولة خوفاً من الفشل إلا أن وجودي أمامك الآن و في هذا الكوكب يعتبر أكبر دليل لنجاح هذا الاختراع العربي..
    كنت بحق مبهور مما أسمعه, لكنني كنت أشعر بدوار و غثيان للفكرة ككل, فلم يستسغها عقلي كواقع مثلما استساغها كخيال علمي اقرأه في الروايات بالمساء فالوقوف خلف المدفع يختلف كثيراً عن الوقوف أمامه, قلت له و أنا أحاول إخفاء انبهاري:
    - ماذا عن النداء؟ لم تخبرني بعد كيف استطعت أن تتواصل معي عبر منامي؟
    - لقد كان النداء هو الوسيلة الوحيدة التي أستطيع من خلالها أن أقودك إلى مكاني, فعندما وجه علماؤنا رحلة كبسولتي إلى هذا الكوكب حددوا منطقة الهبوط بولاية اليمن... أو الجمهورية اليمنية كما تُدعى في هذا الكوكب, لكنهم لم يحددوا الوجهة بالتحديد في اليمن, فبالمصادفة هبطت الكبسولة في هذه المنطقة التي تقع بين (قعطبة) و (الضالع), لذا وجب عليّ أن أدعوك لتأتي أنت إلى هذا المكان لأنني غير قادر أن أبرحه و قد يعود السبب إلى تغير العملات في كوكبينا فكل ما لدي عبارة عن دنانير عربية ثم أن منظر الكبسولة لا يوحي بشيء مريح لو هبطت في مكان عام.. و من هذا المنطلق بدأت بلعبة النداء و التي هي عبارة عن تخاطر للعقل اللاواعي, و لقد طوّر علماؤنا هذه الموهبة و أصبحت لدى كل من يملك هذا الجهاز..

    أخرج من جيبه جسم فسفوري أخضر اللون بحجم قلم عادي, و أردف قائلاً:
    - من خلال هذا الجهاز أستطيع أن أفكر بالشخص الذي أرغب بالتخاطر معه و أبدأ بالتفكير, فيقوم هذا الجهاز بترجمة أفكاري إلى نداء ينقسم إلى نوعين بحسب حالة المتلقي, فإذا كان المتلقي في حالة يقظة فأن أفكاري ستأتي أليه بشكل خاطره تلح أن ينفذها, أما إذا كان في حالة منام فأنها تأتي أليه على شكل نداء كالذي سمعته قبل قليل, فلقد استخدمت هذه الوسيلة أولاً مع والدك لأطرح عليه فكرة زيارة مدينة (عدن) على الرغم أنه قد قام بزيارة صديقه في الشهر الفائت بل أنني جعلته يطرح عليك فكرة زيارة عدن, و عندما بدأت الفكرة لا تروق لك أوحيت لك بفكرة القرص الليزري الخاص بصديقك (العمراوي) و هكذا سافرت إلى (عدن) و عند عودتك أوحيت لك بفكرة زيارة منطقة (الحبيلين) من أجل أن تمر من هذا الطريق, و هاأنت هنا أمامي الآن..
    كانت أستمع له و أنا منذهل و غير مصدق ما أسمعه, فما سمعته أغرب من الخيال بحق, لكن ليس أمامي – حتى الآن على الأقل- سوى أن أصدق كل ما قاله, لكنني تظاهرت بأنني لست مندهش و أن الأمر طبيعي بالنسبة لي و قد حدث لي يوماً ما في السوق أو في الكلية, فقلت له ببرود لا يشف عما يكمن في نفسي:
    - أن ما قلته لي حتى الآن عادي و ليس بالجديد, فأنا من المؤمنين بوجود كائنات حيه في هذا الكون الواسع, لكنني – و الحق يقال- لم أتوقع أن أقف يوماً أمام أحد سكان الكواكب الأخرى.. على العموم دعنا نكون صريحين مع بعض.. ما المطلوب مني؟؟؟
    نهض (حسام) من مقعده و التفت كأنما لا يرغب برؤية رد فعلي لما سيقول:
    - المطلوب و بدون لف و دوران هو أن تأتي معي إلى كوكب (الأرض أ ) عبر هذه الكبسولة.
    - و ما الذي يجعلني أوافق على عرض مجنون كهذا؟..
    - طبيعتك.. نعم طبيعتك التي تهوى المغامرة حيث أنك ستضيف خبرة جديدة تحكيها لأولادك و أحفادك فيما بعد, ثم أن الأمر في مصلحة مشتركة, فنحن سنستفيد من بصماتك و قزحية عينك و أنسجتك و أنت ستستفيد رحلة فضائية ذهاباً و إياباً مجاناً..
    - هل معنى هذا أنكم ستضمنون لي رحلة الإياب..
    - بالطبع, ستعود في واحدة من كبسولاتنا بعد أن تنتهي مهمتك..
    في الحقيقة أنه لعرض مغر حقاً, قد أكون مجنون لكنني أهوى المغامرات بحق..
    - اتفقنا.. متى سنرحل؟
    - ليس بعد, ستعود الآن إلى السيارة لتواصل رحلة عودتك مع مجموعتك إلى (إب) و عندما نهم بالرحيل سأخاطبك بوسيلة النداء و تكون أنت قد جهزت مبرر لأسرتك لتغيبك في الفترة القادمة على أساس أنها رحلة مع أصدقائك.. و سنتفق إن شاء الله من خلال النداء لمكان محدد لنبدأ رحلتنا إلى الكوكب (الأرض أ )..
    - لكن كيف سأتخاطب معك؟
    أخرج (حسام) من جيبه ذلك الجهاز الأخضر الفسفوري و أعطاني اياه, و قال:
    - سيكون هذا المترجم معك حيث أخذت معي جهازين لهذا الغرض..
    - هكذا أفضل..
    دسست الجهاز في جيبي و التفت نحوه حيث كان يمد يديه ليودعني و هو يقول:
    - إلى اللقاء..
    ابتسمت له ابتسامة ذات معنى..
    - إلى اللقاء..

    و فجأة و بدون سابق إنذار شعرت بجسم معدني يرتطم برأسي, و ساد الظلام من نحوي...


    *** *** ***


    وجدت نفسي في العراء تحت تلك الشجرة, التفت يمنة و يسرة لكنني لم أجد (حسام) أو تلك الغرفة العجيبة, و لم أجد سوى السيارة و أبي يتحدث مع عمي بشيء ما, مشيت نحوهما فما أن وصلت إلى السيارة حتى سألني أبي:
    - لماذا أوقفت عمك يا (رامي)؟
    - هاه....
    - أقول لك ما سبب إيقافك لعمك فجأة؟
    تجاهلت سؤاله و أنا أسأله بدوري:
    - كم ظللت تحت الشجرة يا أبي؟..
    ألتفت أبي نحو عمي بتعجب و ما لبث أن رد عليّ بقوله:
    - أقل من نصف دقيقة.. لكن لماذا هذا السؤال العجيب؟
    - مجرد سؤال ليس إلا.. على العموم أعتذر بشدة لتأخير سفرنا.. بإمكانك يا عم أن تواصل القيادة..
    واصلنا رحلتنا إلى (إب) و أبي يحمل علامات استفهام كبيرة, لكنه لم يكن يدري حجم تلك العلامات لدي..
    و صلنا إلى (إب) حوالي الساعة 12:30 صباحاً, و في غرفتي رحت ألبس منامتي و عندما هممت بخلع قميصي سقط من جيبي جهاز أخضر فسفوري بحجم قلم عادي.....!!!!


    خاتمة


    و هكذا يا أصدقائي لقد عشتم من خلال السطور السابقة التجربة برمته التي حدثت لي و أنا عائد من (عدن), و أكرر لكم ما قلته في المقدمة.. أنا لا أطالبكم بتصديق هذه القصة, لأنها عسيرة التصديق بالنسبة إليّ , لكن وجود الجهاز في جيبي يضفي نوعاً من المصداقية على القصة..
    عموماً من قال أنه ينبغي أن تكون نظرية العوالم موازية صحيحة لكي نكتب قصة, فليس المهم أن نثبت هذه النظرية بقدر ما يهمنا أن نستمتع بقصص و مغامرات مثيرة و شيقة..
    ما زلت حتى اليوم منتظر للنداء من الأخ (حسام) و من يدري, فقد تكون قصتي القادمة من كوكب ( الأرض أ )..
    نعم من يدري...



    Rami83
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    أحبتي الكرام.. أحب أن أعتذر بسبب إطالة هذا الجزء, لكنني مشغول للغاية هذه الأيام و لم أحب أن أجزأ هذه القصة أكثر.. و أنتم أقرءوها حبه حبه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي و على أقل من مهلكم...

    خالص التحية لكم..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

  4. #4


    Join Date
    Jul 2005
    Posts
    6
    Rep Power
    0
    شكرا على القصة بس بقراها مرة اخرى

  5. #5

    المتألق's Avatar
    Join Date
    Dec 2004
    Posts
    335
    Rep Power
    251
    الاخ الحبيب رامي

    اعذرني لم استطع الرد هنا بسرعة بسبب بعض الامور

    وربما انت تعرف رأيي تماما في هكذا قصص

    ربما افضل لو اناقشك على كل جزئية اما في الماسنجر او برسالة طويلة لأن القصة رائعة واستوقفني فيها امور كثيرة احب مناقشتها معك

    هل يتسع صدرك لهذا ؟؟

    لا تخف فليس النقد ما اسعى اليه

    بل نقاش ادبي كامل لهذه التحفة

    لك التحية والتقدير

  6. #6


    Join Date
    Mar 2005
    Location
    المريخ
    العمر
    35
    Posts
    2,903
    Rep Power
    354
    خخخخخخخخخخخخخخخخ<<<<<<<<متعجبه
    الواحد مايدري أذا صدق ولا لاء

    ماااااااااااشاااااااااااء الله عليك
    خمسه وخميسه من العيون
    روووووووووووووووووووووووووعه
    واصل مجهودك اخوي رامي

    صراحه أنا كنت أكرررررررررره أقرأ القصص
    بس من بعد قصصك وقصص أخونا المتالق
    صرت مداومه علي قرائتها
    واصل مجهودك
    وننتضر الجديد دائما

  7. #7

    Rami83's Avatar
    Join Date
    May 2005
    العمر
    41
    Posts
    472
    Rep Power
    242
    أسير الظلام

    أشكر مرورك أخي الكريم و إطرائك الذي لا أستحقه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص التحية لك..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الأغبري

    مرحباً بك أخي الحبيب في بيتك الثاني و أتمنى أن تكون قد قرأت القصة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    خالص التحية لك..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    المتألق

    أنت تعرف يا أخي أن صدري دائماً متسع لما تقوله, فكلامك كله نصائح تزيد من محبتي و تعلقي بك أخي الكريم.. لذا أنا منتظر ملاحظاتك بفارغ الصبر..

    مشكور على المرور أخي الحبيب, و تقبل خالص تحيتي..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    الكتكوته

    صدقيني يا أختي إن قراءة القصص متعة لا حدود لها, و سعادتي كبيرة عندما علمت أنك بدأتِ تشعرين بتلك اللذة و بعدين من الظلم أن تقارني قصصي بقصص المبدع و المتألق دوماً (المتألق) .. فأنا أشعر بالضآله عندما أقف أمام أعماله المبهرة بحق و التي تجبرك على الإبتسام نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيفهو شرف كبير لي أن تقارنيني بالمتألق, على العموم تسلمي على مرورك أختي و إطرائك... و تقبلي خالص تحيتي..
    مع الود الأكيد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

Thread Information

Users Browsing this Thread

There are currently 1 users browsing this thread. (0 members and 1 guests)

Similar Threads

  1. عندما تكون الديمقراطية الخيار الثاني لأمريكا (الجزء الثالث و الأخير)
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 06-05-2012, 09:30 PM
  2. تداعيات مقتل طفل أمريكي في اليمن بطائرة بدون طيار (الجزء الثالث و الأخير)
    By أخبار التغيير نت in forum ملتقى الأخبار والمنقول
    Replies: 0
    Last Post: 21-04-2012, 05:50 AM
  3. ملك الخاتم (الجزء الأخير)
    By الهمس الحزين in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 19
    Last Post: 02-03-2010, 01:54 PM
  4. النــــــــداء … (الجزء الأول)
    By Rami83 in forum ملتقى الاستراحة والترحيب بالأعضاء
    Replies: 30
    Last Post: 13-07-2005, 12:59 PM
  5. الجزء الأخير.... رحلتي إلى موطني..(3)
    By حنين in forum ملتقى المواضيع العـامـة
    Replies: 21
    Last Post: 03-01-2004, 09:52 AM

Bookmarks

Posting Permissions

  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •