جاء الشرع المطهر بكل وسيلة جالبة للخير رافعة للشر ، ومن ذلك الأذكار والأدعية التي وردت في نصوص كثيرة ، وقد سبق تفصيلها في سبل الوقاية من الشر وأما هنا فسنذكر سبل الوقاية من السحر خاصة سبل الوقاية من السحر الأذكار والتعوذات وقد مرت معنا في سبل الوقاية من الشرور قال ابن القيم ـ يرحمه الله ـ ( فالقلب إذا كان ممتلئا من الله مغمورا بذكره وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات ورد لا يخل به يطابق فيه قلبه لسانه كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر وله من أعظم العلاجات له بعد ما يصيبه ، وعند السحرة : أن سحرهم إنما يتم تأثيره في القلوب الضعيفة المنفعلة والنفوس الشهوانية ولهذا غالب ما يؤثر فيمن ضعف حظه من الدين والتوكل والتوحيد ومن لا نصيب له من الأوراد الإلهية والدعوات والتعوذات النبوية ) العجــوة عن سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا : ( من تصبح بسبع تمرات عجوة لم تضره ذلك اليوم سمم ولا سحر ) وفي رواية لمسلم ( من أكل سبع تمرات مما بين لا بيتها حين يصبح لم يضره سم حتى يمسي ) (والعجوة تمر من أنواع المدينة أكبر من الصيحاني يضرب إلى سواد من غرس النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وإنما صار فيها هذه المنافع ببركة غرس النبي ، صلى الله عليه وسلم ، وهذا مثل وضعه الجريدتين ما لم ييبسا على قبري المعذبين في قبورهما فكان ببركة وضعه لهما تخفيف العذاب عنهما ) قال الخطابي : كون العجوة تنفع من السم والسحر إنما هو ببركة دعوة النبي ، صلى الله عليه وسلم ، لتمر المدينة لا لخاصية في التمر وقال النووي : في الحديث تخصيص عجوة المدينة دون غيرها ، وأما خصوص كون ذلك سبعا فلا يعقل معناه كما في أعداد الصلوات ونصب الزكوات وقال الحافظ بن حجر : والأولى أن ذلك خاص بعجوة المدينة ثم هل هو خاص بزمان نطقه أو في كل زمان ؟ هذا محتمل ، ويرفع هذا الاحتمال التجربة المتكررة فمن جرب ذلك فصح معه عرف أنه مستمر وإلا فهو مخصوص بذلك الصواب أنه علاج مستمر إلى يوم القيامة لإطلاق الحديث الشريف حديثي سعد المذكور ، والصواب أيضا أن ذلك ليس خاصا بالعجوة بل يعم جميع تمر المدينة لقوله ، صلى الله عليه وسلم ، في رواية مسلم (مما بين لابتيها) والله ولي التوفيق