شبكة الطيف – بقلم محمد احمد البيضاني
منذ أيام أنتهت أيام العيد فزرت الحجة فطوم ورأيت في عيونها ذلك الغضب المرير الذي تشعر به هذة السيدة العدنية الكريمة من حارتي وملعب طفولتي وحارة أمي وجدتي .. حافة القاضي العريقة في كريتر عدن . قالت الحجة فطوم والدموع في عيونها إنه أبشع عيد يمر في حياتنا ودماء عيالنا أبناء العوالق الشجعان سالت على الأرض .. صرعى في دمائهم من أجل وطنهم ومن أجل الحرية ، أي عيد هذا .. عيد المرارة والحزن وسفك الدماء في الأشهر الحرم ، عصابة قذرة مات فيها القلب و الضمير . قلت لها يا حجة فطوم .. إن ما يحدث اليوم في بلادنا هو الغضب الشعبي ورد الفعل العنيف من أمة تحارب من أجل كرامتها وبقائها ، إن من الصعب جدآ إلغاء هوية الناس وخرافة الوحدة هي وهم عقيم على الورق ، إن الوحدة لا تكون تحت جنازير الدبابات وقصف المدافع وأزيز الرصاص ، إن الوحدة هي وحدة القلوب وصدق الإخاء بين الناس ، الوحدة ليست بأبواق الدعاية وهندسة الكلام الذي يُصدر إلى الشعوب كي تنام على الفقر والذل ، الوحدة ليست بإلغاء هوية أمة من خير أمم الأرض .. الجنوبية العربية ، أراد الغزاة أن تُلغى بلادنا في دقائق باسم الوحدة الكاذبة والوهم القومي الساذج التي يفرضها الخيال المريض الجمهورية العربية اليمنية .. إنه الغزو الهمجي لبلادنا .. أجابت الحجة فطوم وقالت مرفالة عصابة وحدة صنعاء المطهوشة ، وحدة الكذب والخروعه على الناس.
يا حجة فطوم .. لماذا فشلت الوحدة .. ؟ السبب هو الفارق الحضاري والثقافي والمعيشي بين الجنوب العربي والجمهورية العربية اليمنية ، عاش اليمن طوال عصور التاريخ في حروب دائمة بين الأئمة ومن ثم الغزاة ، بلد لم يعرف الإستقرار طوال عصور الزمن ، بلد كان مسرح الحروب والفتن - عصابة سرية تحكم البلاد أسالت دموع الجنرالات فوق جبال اليمن ، وقف الجنرال التركي سعيد باشا في ذهول لما يجري حوله ، وأحتار الملك فيصل في أمرهم ، وتجنبت بريطانيا العظمى الوصول إلى جبالهم . سالت دموع الرئيس جمال عبد الناصر وهو يرى التآمر والخيانة و هزيمة الجيش المصري في اليمن وتألم كثيرآ من غدر تلك العصابة السرية ، مزقوا وقتلوا جيش مصر الذي جاء لإنقاذهم من عبودية الإمامة ، لقد أذاقوا جمال عبد الناصر المرارة والهزيمة . يا حجة فطوم .. لننظر إلى ما ذكره أحد زعمائهم ، رئيس الوزراء اليمني السابق محسن العيني في كتابه " خمسون عامآ في الرمال المتحركة" الصادر في دار النهار للنشر ، بيروت ، الطبعة الأولى 1999 ، صفحة رقم 89 ، كتب محسن العيني بالنص :
" وكنت قد نبهت الرئيس السلال من مدة إلى أن إذا استمرت الأمور على ما هي حتى تموز (يوليو) المقبل فأني سأعيد النظر في الموضوع، لأنه غير معقول أن نظل نتحمل الأعباء والمتاعب. ثم قال الرئيس عبدالناصر : "وأنا أكرر هذا أمامكم الآن ونحن ليست لنا أي مصلحة في البقاء في اليمن . وهناك من يتحدث عن إستعمار مصري لليمن " هو في حد رضي يستعمركم " . انتهى
يا حجة فطوم .. هذه قمة المرارة واليأس نطق بها الرئيس جمال عبدالناصر .. إن جمال لم يمت في مصر .. بل قتلوه في جبال اليمن . يا حجة فطوم .. هؤلاء الناس يتكلموا عن الوحدة.. أي وحدة هذه التي تقصف بمدافعها ودباباتها الأبرياء والنساء والأطفال في شوارع أبين وحضرموت والضالع والعوالق وردفان ويافع .. إن الوحدة اليمنية مع عصابة صنعاء هي أمرٌ باطل .. إنها باطل الأباطيل.. والسعي وراء الريح .
مسحت الحجة فطوم دموعها وقالت : يا صالح .. هل بعد سفك دماء أبناء العوالق وأبين ستكون وحدة .. أتق الله في نفسك .. وعيب وحرام سفك دماء عيالنا في الأشهر الحرم .
محمد أحمد البيضاني كاتب ومؤرخ
Reply With Quote
Originally Posted by لا قات لا تدخين
Bookmarks