بسم الله الرحمن الرحيم

عبدالله بن علي بن محمد بن ناصر العولقي من سرو مذحج * أمير من العوالق هاجر من جنوب اليمن صغيرا إلي الهند والتحق جنديا بجيش نظام حيدر أباد الدكن وترقى في مختلف المناصب العسكرية إلي إن صار قائدا لأحد ألوية جيش النظام * وأحد صدور العرب وأعيانهم بحيدر أباد كان ذا شخصية قوية وطموحا إلي الملك وقد اشترى سنة 1280هـ قرية الحزم (الصُّداع) من آل بريك سلاطين مدينة الشحر ليجعل منها نواة لسلطنة عولقية بساحل حضرموت ودخل في تحالف عسكري مع الأمراء آل كساد حكام المكلا وأمراء آل كثير حكام سيون وفي تاريخ لا حق استولى القعيطي على قرية الصُّداع وهدموا الحصن الكبير الذي أنشاه بها وبذلك أنهوا طموحه في الملك بحضرموت .كان يحمل لقب ( سيف الدولة ) وهو لقب أنعم به عليه نظام حيدر أباد ..توفي مهاجرا بحيدر أباد سنة 1284هـ الموافق سنة 1867م وله مجموعة إشعار شعبية مطبوعة . يقال انه كان له مصلى بجانب قصره في حيدر آباد يصلي فيه التراويح كل ليلة في رمضان والسيوف حوله والفتائل مشعله ثم لا يقوم من مجلسه إلا وقد انفق مبلغ من المال وهو أول من مهد الخير للعرب بحيدر آباد وفتح لهم السبيل: بلغ من نجدته وشهامته أن عشرة من عسكره أرادوا أن يتفرجوا على بستان في اسكندر أباد وكانت عند الحكومة الانجليزية ، فمنعهم الحرس ، وعددهم أربعة ، فقتلوهم فغضب الانجليز لذلك ، وصدر الحكم من والي سكندر أباد بقتل ولائك العشرة ، ونفذ حكمه إلا واحد أو اثنين تمكنا من الهرب ، فالتهب العولقي غضبا واستنجد بقوات العرب فقالوا المقولة المشهورة ( ماحولي)إنما جئنا للمعيشة لا لإثارة الفتن وأنت مسعر حرب لاحاجة بنا إليها . فلم يكن منه إلا أن أرسل بطائفة من عسكره قتلوا كل من وجدوا من عسكر الانجليز بسكندر آباد وكان بين القتلى اثنان من كبار القواد ، فأحتزوا رؤوسهم وحملوها إلى قصر الأميرعبدالله بن علي العولقي في حيدر آباد ، فأشتد غضب الانجليز لذلك ، فأرسل بجيش جرار يقال (بي جدارة ) وكتب لملك حيدر آباد يؤذنه بالحرب إن هو لم يسلم إليه العولقي في مدة معينة . فتشاور الملك مع قواده من العرب فأعطوه المواثيق بالذود والدفاع عن ملكه . فأرسل للانجليز بأنه فتش عن العولقي ولم يجد له اثر ... فأن أردت الدية فسوف ندفعها وإلا نحن جاهزون للحرب ، والبادي اظلم .... فلما عرف الانجليز بالرد قبلوا الدية وانتهت القضية بسلام . فأنشد العولقي يقول :

حيدر عباد المغل ماباتندخل ماهي كما بونه ولا هي ناقفور
فيها عساكر شاربين المسكره ريت الجعيد من وسط قبره يثور

طرر جنك: بوذي تظاهر بالإسلام خريج مدرسة انجليزية ، رأى الملك أن يستوزره عندما ازدحمت حيدر آباد بالعسكر وانتهى الحول والطول إلى العرب . فشدد طرر قبضته حتى قال شاعر الحضارمه:

ماليوم جا طرطر صر الحكم صر وألقى سياسة من سياسة الانجليز
إن عادشي تركوب وإلا شي بصر والأ مـع الله ياطيور الويز ويز


شد طرر الخناق على العسكر العرب بإيعاز من الانجليز وانتهت إلى حرب خاضها الأمير العولقي بعدد قليل من العساكر وهزمهم شر هزيمة * وانشد العولقي يقول :

يقول بو محسن الناظم قيد دم عربان شيفونه
حربيهم لا رفع رأسه ضرب الجليلات يعطونه
في نقشبندا ظمر واكله كل من حضر شاف بعيونه
السك هم والرويلة جم وأصحابهم جات من بونــه
وتحتموا أن يزيلونا بالسيف ذيهم يشلونه
قلنا لهم ذا كلام الذم وآه الذي باتجيبونه
ميثاق منا حصل ثابت أن نعطي العز قانونه
ثار البلا بيننا واشتب راميات بالقتل مكيونه
نقول وين أهلنا منا من لا ثبت لا تعدونـــه
ثبتوا جميع العرب مرة بروام وأنصال مسنونة
حتى نصرنا الألاه الحق وخصمنا غاب في غبونه
على عدن سدة الإسلام خذها الفرنجي بلا مونه
اهوين ياهوين ثم يهوين أين العول لي يهدونه
يالله عسانا نكن معهم غيرة على الدين ومعونه

وكان للأمير العولقي موقف أخر عندما قام احد جنوده العرب بقتل احد الجنود السيخ الهنود وأصر الانجليز على تسليم الجاني فرفض العولقي وجمع ما يقارب3000 جندي من العرب وذهبوا إلى شاد منار مقر القيادة العسكرية وعند اقترابهم قال سوف أعطيكم زامل ازملوا به حتى يسمعه الانجليز وقال

يهل العلوق المغربية وفو لها كيل المعابر
إن حد حكم ولا حكمنا مآبا يقع مسلم بكافر

حينها أدرك الانجليز إن العرب لن يسلموا أخوهم فكان التفاوض على دفع الدية


منقول