..
بعيداً عن الشعر الحر الذي إكتسح المشاركات في المجلس الأدبي وفي الآونة الأخيرة .. ومع مقالة أدبية إجتماعية ساخرة ..
ثامر الصيخان .. كاتب مبتدأ ساخر يعي جيداً أن القدوم بهذه الحرفنة يتطلب منه الكثير وأقل الكثير أن لا تكون أعماله القادمة أقل حرفنة ومستوى عن هذه الرائعة ...
ولأن المقالة الإجتماعية كانت موجهة لكل الطبقات من أبناء الخليج والعرب عموماً من من عرف منهم القليل من معاني اللهجة الخليجية وحتى تعم الفائدة وهذه الفكرة الرئيسية للكاتب .. لذلك نراه قد زج بمعاني وكلمات عامية وقوسها لتتناسب والطبقة الأكثر تأثراً بموضوع المقالة الإستخدام السافر للإنترنت ... لن أطيل الشرح لأدعكم مع مقالة ثامر الصيخان وفلسفته الساخرة ....
أنت والنت ..
عندما كنت (( أدوج )) في أحد (( حواري )) الإنترنت .. لأحظت أن الناس قد إنقسمت حوله .. إلى مؤيد له بدرجة كبيرة .. وآخر يرى أنه مخالف للعادات والتقاليد .. ناسياً أو متناسياً .. بأن الإنترنت .. كان إحدى دعائم تاريخنا .. فها هي أعظم حرب في تاريخ العرب .. قامت بين أبناء عمومة .. والسبب كان إختراق جهاز كليب .. فعندما قام جساس بهذه العملية .. سرق بريده وأموراً أخرى .. فأصيب كليب بجلطة انتهت بوفاته (( ودي أقول إن بريد كليب ما فيه خرابيط زي بريد الزير .. وكل اللي ببريده مراسلات بينه وبين الفرنجة !! )) .. ليقف الزير غاضباً .. ويصرخ بأعلى صوته :
ذهب الصلح أو تردوا البريد
أو نذيقكم قتلاً وذلاً ..
ولم ينسحب جساس و (( ربعه )) .. بل استمروا في استخدام بريد كليب .. استخدامات سيئة .. لتبدأ المعركة .. التي استمرت أربعين عاماً .. وكان صاحب النعامة (( والله الفشيلة ناسي اسمه )) معتزلاً للحرب .. وقد أرسل رسالة بالبريد إلى الزير يطلبه بالتوقف عن الحرب .. ولكن غضب الزير أعماه .. فأرسل فيروساً إلى جهاز صاحب النعامة .. وحطمه وأنهاه .. ذلك الأمر الذي جعل صاحب النعامة يدخل الحرب وهو يصيح :
قربا مربط النورتن مني ..
لقحت حرب وائل عن حيالي
إلى آخر القصيدة .. وانتهت القصة بمقتل الزير وجساس ومن ثم نهاية الحرب .. وهذه القصة هي القصة الحقيقة لما دار .. ولكن من وجهة نظر العرب .. فهم (( مش ناقصين مشاكل على المشاكل اللي عندهم )) .. لهذا لفقوا القصة التي اشتهرت بعد تمثيلها .. والدليل على صحة قولي .. أنه لم يوجد مرجع حقيقي عن القصة إلا بعد مشاهدة المسلسل .. وكما تعلمون فهذا من تأثير العولمة !! ...
وحسبك أن تعلم .. إنه من اهتمام الناس بهذا الشيء الذي أطلقوا عليه الإنترنت .. وهي في الحقيقة كلمة عربية أصلها إنطرادك أنت .. ولكن بسبب الإختصار وعدم وجود حرف الطاء في الإنجليزية نطقت الإنترنت ... أعود وأقول إنه من اهتمام الناس بالإنترنت .. ستجد نفسك في الغد خاطباً .. وسيسألك أبو العروس (( عندك موقع على الإنترنت ؟ )) .. فإن أجبت بلا .. فسيكون رده .. (( معليش يا ولدي منت من مقامنا )) .. أما إن أجبت بنعم .. فسيقول لك : (( مهرها لنك بالموقع .. وواجهة فلاش .. وأمها وإخوانها كل واحد إيميل .. وأنا اشتراك سنة مفتوح )) .. وسيأتيك صديقك ويسألك .. (( بأي دليل مواقع ناوي تقضي شهر العسل ؟ )) .. والآخر .. (( هاه وش نويت تطلع إيميل بمناسبة العرس ؟ )) .. وثالث .. (( بأي غرفة دردشة تفكر تسوي العرس ؟ )) .. وسيذهب عقلك بعيداً .. عندما تشاهد نشرة الأخبار .. (( أرسل الرئيس الفلاني إيميل تهنئة للرئيس الثاني )) .. (( و شجب الرئيس هذاك .. تصريح الرئيس ذاك )) .. وستحضر في المساء فيلم سهرة .. تدور أحداث قصته .. عن رجل تم إغتياله .. بواسطة فيروس أرسل على إيميله .. وبحث المحققون عن المجرم المرسل ليكتشفوا في النهاية أن المجرم هو بل جيتس .. (( واشربها يافالح )) .. لكن عندما تقرأ إحدى الصحف الإلكترونية .. وهي تذكر خبر عدم وجود صرف صحي حول خمس وسبعين بالمئة من مواقع الإنترنت .. فلا تصاب بانهيار عصبي .. (( لأني مش معلمك وش بيصير )) ...
وهذا كله .. سيكون نتيجة للإستخدام السافر .. وغير المبرر (( أمسك أعصابك )) .. لهذا الإنترنت .. لساعات طويلة بواسطة جيل سيكون هو الجيل (( الشايب )) في العالم خلال السنوات القادمة .. وما بين أمس واليوم وغد .. لن نجد من يستفيد من النت لبرهة ...
نقطة تفتيش :
يقول أحد فلاسفة الشيشة : .. إن من الحكمة أن تلتفت يميناً ويساراً .. إن أردت أن تأخذ راحتك في مقهى إنترنت ...
كتبها : ثامر الصيخان ..
نقلها وعلق عليها : جنــــوني ..
.
Bookmarks