ركبنا اليمنية
توجب حضوري إلى مطار فرانكفورت الساعة التاسعة كون الإقلاع في الحادية عشرة
وصلت .. أدخلت شنطي .. خضعت للفحص الأمني .. وصعدت إلى الطائرة
ماهي إلا سويعات وأصل إلى معشوقتي
دقائق قبل الإقلاع يتحدث الكابتن .. يطلب منا النزول .. خلل فني .. أجهزة اتصالات وتحديد موقع لا تعمل أو غير متواجدة .. الألمان لم يعطوا الطائرة الإذن بالإقلاع
نزلنا من الطائرة .. صيانة خمس ساعات ونحن ننتظر في باب الطائرة حتى انتهوا من تغيير القطع المعطوبة
وأخيرا أقلعت بدون "خلل فني"
خلل فني !!!! ولكن الطائرة وصلت قبل ساعات في رحلة من صنعاء إلى فرانكفورت
"كيف سمح لها الفنيون في اليمن بالإقلاع ؟؟؟" هذا كان سؤال أحد المهندسين الألمان لمدير مكتب اليمنية وانا جالس على كرسي قريب منه
******************************************
وصلنا إلى معشوقتي .. بعد انتظار خمس ساعات في مطار فرانكفورت وترانزيت ساعه في روما وثمان ساعات سفر
معشوقتي صنعاء
يستقبلني على ابوابها وقبل ضابط الجوازات طبيب من وزارة الصحة
يفحص القادمين بجهاز فحص للحرارة يوجهه إلى جبهة القادم فيظهر درجة حرارته في إطار مكافحة انفلونزا الخنازير
كان ثلث الطائرة مصابين "حسب الجهاز"
من بينهم انا
وأبنة أحد الاطباء اليمنيين العاملين في التشيك
المضحك أن الطبيب القادم كان استاذا لهذا الطبيب من وزارة الصحة
وقال له وهو يجري الفحص "انت داري ان الجهاز هذا كلام فاضي واننا كلنا محميين بعد كل هذا التعب"
كان رد طبيب وزارة الصحة "انا داري بس ما اسوي"
كان من بين المصابين كذلك المانية زائرة .. لم يتعلم الطبيب اليمني في كلية الطب كيف أن يقول لها باحترام المضيف أن تقف جانبا حتى يتأكد من فحصها
*******************************************
وصلت منزلي ..
أول شيء أردت أن افعله هو أن اعانق معشوقتي
حبيبتي صنعاء .. اردت أن امشطها شارعا شارعا
وصلت من خط الستين بإتجاه الرئاسة .. عبرت تقاطعه مع حده وأردت الانحراف عائدا من حيث أتيت
خرجت من النفق واردت الدورات من عند تقاطع الستين مع السبعين
قبل الفتحة المخصصة للدوران كان هناك علامتان
علامة ممنوع الدوران .. وعلامة مسموح الدوران !!
لم أدري ما أفعل .. ولكني درت وقفلت راجعا هربا من هذا التناقض
*******************************************
قبل عدة أيام جلست مع أحد المتابعين لقضية الشهيد عبده عثرب
اللذي أردته رصاصات الطائفية السلفية البغيضة امام مسجد قام ببنائه بكل أمواله ابتغاء الفوز عند الله
القاتل لم تصل إليه ايدي عدالة القضاء .. والسبب أنه تحت حماية الشيخ حميد الأحمر
مضى على مقتل الشهيد عثرب أكثر من سبع سنوات .. وقد قبر في صوح مسجده اللذي قتل لأجله وعلى أبوابه
بعد ذلك بأيام يخرج الشيخ حميد الأحمر على الجزيرة ليتهم النظام بإختراق الدستور
ولا أدري هل يعتبر تعطيل القضاء من الوصول إلى قاتل اختراقا للدستور أم دوسا عليه بالجزم !!
فإن كان المتحدث مجنون فالمستمع بعقله
**************************************
زيارتي تأتي من أجل مقابلة بعض الشركات الكبرى في اليمن في سبيل التواصل معها لصالح كليتي
زرت أحدى أكبر الشركات في العالم بأسره في مجال الاستشارات التجارية والتقنية
فوجئت بأن المركز اللذي في صنعاء ليس فرعا لها .. وإنما هو المركز الرئيسي
وأنها شركه يمنية .. يملكها شباب يمني طامح بنى احلامه لبنه بلبنه حتى وصلت الشركة إلى درجة عالمية راقية جدا تدير وتشرف وتشير في الكثير من المشاريع العملاقة حول العالم
انه شعب متوقد وهو قادر على البناء ويمتلك شباب نشط وذكي .. فقد لو تركه حمران العيون في حاله
******************************************
قبل ايام جمعني مقيل مع أحد ضباط كلية الاركان في صنعاء
حدثني عن الحرس الجمهوري وكيف وصل في عهد قائده الأخير
حدثني عن البناء المؤسسي والخدمات المقدمه بداخله وعن ادارته الحديثة والمتطورة واللتي خلت نفسي استمع لوصف عن آلية إدارة جيش اوروبي تقوم على مبدأ المؤسسات
حدثني كيف أصبح حلم كل جندي في القوات المسلحة أن يلتحق بالحرس الجمهوري حيث سيحصل على الحياة الكريمة اللتي تليق بجندي مستعد لتقدم دمه فداءا للوطن
وانا استمع لهذا الوصف رثيت حال بقية الجنود في القوات المسلحة ..
لهم الله
******************************************
رئيس أحدى الهيئات الوطنية للتراث اليمني
صادق على اتفاقية مع شركة ربحية خليجية يسمح لهم بمقتضاها بنسخ كل مخطوطات الجامع الكبير في صنعاء وجامع تريم في حضرموت
أي تراث اليمن بأكمله سيصبح منه نسخه لدى مؤسسة ربحية في الخليج فلا يصبح لليمن قيمة بعد ذلك للزائرين
بيع للتراث .. وذلك مقابل مساعدة من هذه المؤسسة هي عبارة عن آلات بقيمة اربعة آلالف دولار
بيع التراث اليمني مقابل اربعة آلاف دولار
هل استلم رئيس هذه الهئية الوطنية "كميشن" جعله يسعى لتمرير الاتفاقية عند وزير الثقافة ورئيس الوزراء وأن يبيع تراث وطنه وتراث محافظته اللتي قدم منها حضرموت ؟؟ لا أعلم
اللذي أعرفه أن الله أرسل شخصا غير متوقعا لحماية هذا التراث .
وقف في وجه هذه الصفقة بكل قوة
قبلي .. لكنه صاحب موقف وطني رفعه فوق كل الاكاديميين في تلك الهيئة الوطنية للتراث
هو الشيخ سام يحيى الأحمر .. فله كل التحية من كل يمني ويمنية
*****************************
اردت كتابة هذا الموضوع
توجهت إلى احدى الكافيهات الجميلة
كوفي شوب راقي جدا .. ذكرني بتلك الكافيهات على نهر الراين في المانيا
ولديه انترنت لا سلكي
بينما أنا اطبع الموضوع على اللابتوب والكوفي الجميل على يميني غرق الكوفي شوب في ظلام دامس
خفت .. فالظلام لا يحل بألمانيا إلا في حالة الحرب
نسيت انني في صنعاء .. عاصمة الكهرباء النووية
اكتفيت إلا هنا فأنا لا أحب الظلام
فلكم مني ومن معشوقتي الأبدية صنعاء كل التحية والحب
Bookmarks