يائسة تمامًا لأن الفكر الأنثويّ يقفُ - بلا قدميْن - على أرضٍ هشّةٍ دائمًا.
أنا الأنثى .. أوقع على هذه الحقيقة بكاملِ الأسف .
لا شكّ أن للأنثى شخصيتها المستقلة وفكرها الذي يتشكل من بداية الوعي حتى اكتمال النضجِ، وإن كان الفكر لا يقف عند مرحلةٍ ما .. بل يظلّ في تطوّر وتغيّر وتبدل حسب مؤثرات عديدة أولها المجتمع ثم القراءات والثقافة والدراسة، لكن أن يكون المؤثر رجلًا ؟!
أن تتحول الأنثى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لمجرد أنها " كائن عاطفيّ " وقعَ في حبّ من هو على النقيض، من هو على الجهة الأخرى من الشطّ ؟
هل هذا منطقيّ ؟
فهمتُ الآن لمَ كان على الأنثى ألا تتزوج كتابيًا، بينما أُجيز للرجل ذلك، لأنها كائن متحوّل، قادرٌ على خلع قناعاته وخلاصة فِكره ودينه – ربما - لمجرد وقوعه في الحب .
عرفتها بمنهجٍ جهاديّ وبعد زواجها تحولتْ إلى الجامية، والأخرى عرفتها سلفية ثم تزوجتْ من منفتحٍ فانفتحتْ أكثر منه، وتلك أحبتْ صوفيًا فتصوفتْ معه، والأخيرة تحولت من وحدوية إلى انفصاليةٍ بامتياز، و هكذا يظل الذكر الأقوى .. حتى على مستوى التأثير، و تظل قناعات المرأة و منهجها نتيجةً عاطفيّة لا أكثر، والمقزز أنهن يتبنّيْنَ الأفكار الجديدة بحماسٍ مطلق ويتحدثن عنها كما لو أنهنّ مكثن أعمارهنّ كاملة في دراستها والتنظير لها !
وفي الوقتِ الذي تعتقد فيه الأنثى أنها صاحبة كيانٍ مستقلّ وفكرٍ راسخٍ فإنها سرعان ما تزلّ وتؤكد حقيقة أنها تعاني من التبعيّة المفرطة للذكر، ثم في نهاية المطاف تبكي تسلّطه متناسية أنها أسلمته قياد عقلها بالكامل .
ورغم وجود نماذج تاريخيةٍ احتفظتْ فيها الأنثى بمواقفها العقدية والفكرية إلا أنها تظل في حكم النادر، ويظل الرجل صاحب السلطة المطلقة حتى على الفكر و القناعات .
ينبغي علينا – كإناث – التصالح مع أنفسنا، و منح قناعاتنا وفِكرنا حقهما من القداسة حيث تكونا خطًا أحمرَ لا نتجاوزه لمجرد أننا وقعنا في حبّ من يخالفنا منهجًا و فكرًا .
كمخلوقٍ خرافيٍّ
يعيشُ بذهننا الرجل
تصوّرناه تنينًا
له تسعون إصبعةً
وشِدْقٌ أحمرٌ ثَمِلُ ..
تصورناه خفاشًا ..
مع الظلمات ينتقلُ
تخيلناه ثعبانًا
أمد يدي لأقتلهُ
أمدُّ يدي .. ولا أصِلُ
إلهٌ في معابدنا
نصلّيهِ ونبتهلُ
يغازلنا ..
وحين يجوعُ يأكلنا
ويملأ الكأسَ من دمنا ..
ويغتسلُ ..
إلهٌ لا نقاومهُ
يعذّبنا ونحتملُ ..
ويجذبنا نعاجًا من ضفائرنا
ونحتملُ
ويلهو في مشاعرنا
ويلهو في مصائرنا
ونحتمل
ويدمينا .. ويؤذينا
ويقتلنا .. ويحيينا
ويأمرنا فنمتثلُ
إلهٌ ما له عمرٌ
إلهٌ اسمه الرجلُ .
كلّ الاحترام .
Bookmarks